موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


بريطانيا تسعى لعودة نفوذها في اليمن من خلال الإمارات والسعودية - توقف كلّي لخدمات الدفاع المدني في غزة - صنعاء تزف بشرى للمعلمين - هيئة محلية توافق على مشروع قانون الاستثمار الجديد - الرهوي يشيد بالحراك العلمي في جامعة صنعاء - الأمين العام يعزي عبدالحكيم العبيد بوفاة والده - سقطريون لـ" الميثاق" : لا بد من مواجهة المحتل وطرده من أرضنا - 30 نوفمبر.. بداية النهاية للإمبراطورية البريطانية في العالم - المجيدي: لن تمنعنا الظروف من تحقيق الانتصار وإعادة السيادة والاستقلال لأرضنا - رئيس المؤتمر يعزي بوفاة محمد خالد الأغبري -
تحقيقات
الإثنين, 27-نوفمبر-2006
تحقيق/‮ ‬احمد‮ ‬حسن‮ ‬عقربي -
في زيارتي لعدد من المدارس الابتدائية التعليم الاساسي وبعض الثانويات وحتى كليات الجامعة في عدن واطلاعي في جولاتي الصحفية لهذه المؤسسات التعليمية على برامجها الدراسية ومن خلال نظرتي المتفحصة لمناهج التعليم في هذه المدارس انتابني الحزن والخوف على جيل المستقبل‮ ‬الذي‮- ‬للحقيقة‮ -‬لم‮ ‬يجد‮ ‬مافيه‮ ‬الكفاية‮ ‬من‮ ‬الاشباع‮ ‬الروحي‮ ‬اذ‮ ‬تكاد‮ ‬برامج‮ ‬التعليم‮ ‬ان‮ ‬تكون‮ ‬شحيحة‮ ‬في‮ ‬مجال‮ ‬تفجير‮ ‬طاقات‮ ‬ومواهب‮ ‬الطلاب‮ ‬بسبب‮ ‬عدم‮ ‬الاهتمام‮ ‬بالفنون‮ ‬الادبية‮ ‬والمسرحية‮..‬
وفي هذا الشأن عادت بي الذاكرة حينما كنت مدرساً في مدرسة بئر احمد الابتدائية بمحافظة عدن وكيف كانت المدرسة في مطلع الستينيات واواخر الخمسينيات جذوة وشعلة تربوية وثقافية وفكرية وعلمية، علماً بأنني لا اقدر ان اقيم هذا الواقع التربوي لواقع اليوم بعين الأمس من حيث توافر الامكانات اليوم وحجم المنشآت التعليمية الكبيرة وتأهيل المدرسين في يومنا هذا، ولكن مآخذي التي خرجت بها من زيارتي لهذه المدارس ولقاءاتي بمدرسيها لمست ان هناك شحة في النشاط الثقافي والمسرحي على وجه التحديد في حين كانت المدارس الابتدائية في اواخر الخمسينيات ومطلع الستينيات شعلة ثقافية من خلال انتشار المسرح المدرسي في هذه المدارس.. والعكس في نظرتي المتفحصة لمناهج التعليم في مدارس التعليم الاساسي والثانوي وحتى الجامعي في محافظة عدن وجدت ان تلك المناهج تخلو من مواد ادب المسرح والتي ينبغي ان تشمل تدريس بعض النصوص المسرحية الدرامية وتاريخ المسرح كوجه من أوجه الحضارة الانسانية او في مسرحية بعض المواد الدراسية المتعلقة بالمسرح وغالباً ماتكون نادرة اذا وجدت لكنها تظل في الحفظ والصون وبين احضان الغبار وليس للاستغلال والاستفادة العلمية وربما كان مرجع ذلك الى بعض عيوب المنهج الدراسي الذي يؤكد على أهمية المواد المقررة للامتحان تأكيداً مطلوباً دونما اعتبار للقراءات الحرة في العلوم الانسانية ومن ثم يتخرج من مدارسنا وجامعاتنا الشخص المتعلم وليس الشخص المثقف، وليس الغريب ان نجد طبيباً او كيميائياً او مدرساً للرياضيات يجهل‮ ‬من‮ ‬يكون‮ ‬شكسبير‮ ‬او‮ ‬توفيق‮ ‬الحكيم‮ ‬او‮ ‬حتى‮ ‬الشاعر‮ ‬المتنبي‮..‬
التربويون‮ ‬والمسرح
‮< ‬متى‮ ‬نعيد‮ ‬للمسرح‮ ‬المدرسي‮ ‬مجده‮ ‬المشرق؟
- والحقيقة اننا اذا ما اردنا التفكير ان نعيد للمسرح المدرسي اليمني مجده فلنبدأ من الاهتمام بالمسرح المدرسي في مناهجنا المدرسية، علماً بأن المسرح المدرسي في عدن واليمن عموماً مازال ضرباً من ضروب النشاطات الثانوية والشحيحة الذي يوضع غالباً ان لم يكن مفقوداً في مؤخرة النشاطات الفنية او الرياضية، فمعظم المدارس الانسانية والثانوية وخاصة التي تقع خارج العواصم لاتزال تجهل ممارسة النشاط المسرحي لأنه ليس مقرراً في صلب المناهج المدرسية التي تتمسك بها تلك المدارس تمسكاً حرفياً ولربما يرجع سبب انعدام تلك الممارسة الى ان معظم المدرسين والمسئولين التربويين يجهلون اهمية هذا المسرح جهلاً تاماً بسبب محدودية الخبرة الفنية واما بسبب التشكيك في جدواه ومن ثم اصبحت قيمة المسرح المدرسي محدودة او عديمة الوجود واذا ما كانت هناك ممارسة مسرحية في المدارس فالواقع الحقيقي لها هو رغبة الاشتراك‮ ‬في‮ ‬المسابقات‮ ‬السنوية‮ ‬التي‮ ‬يتباهى‮ ‬بها‮ ‬مديرو‮ ‬المدارس‮ ‬دونما‮ ‬اعتبار‮ ‬يذكر‮ ‬لقيمة‮ ‬المسرح‮ ‬كمسرح‮ ‬له‮ ‬دوره‮ ‬الفكري‮ ‬والاجتماعي‮ ‬والاخلاقي‮ ‬في‮ ‬المحيط‮ ‬الطلابي‮.‬
وحتى في كليات الجامعة ومن خلال لقاءاتنا بالطلاب وحتى بعض المدرسين، الكل يجمع على ضآلة معرفة الطلاب بمبادئ العلوم المسرحية التي تخلو مناهجنا الدراسية منها ويقتصر الأمر على نشاط مسرحي مناسباتي من خلال المسابقات المسرحية التي تهدف الى الحصول على الجوائز والمراكز‮ ‬الاولى‮ ‬اي‮ ‬ان‮ ‬هذه‮ ‬المسابقات‮ ‬ليست‮ ‬مجالاً‮ ‬للاحتكاك‮ ‬بالخبرة‮ ‬المسرحية‮ ‬احتكاكاً‮ ‬ثقافياً‮ ‬وليست‮ ‬ادراكاً‮ ‬للحركة‮ ‬المسرحية‮ ‬في‮ ‬البعد‮ ‬التاريخي‮ ‬المعاصر‮.‬
المعالجات‮ ‬والحلول
‮< ‬كيف‮ ‬نعالج‮ ‬هذا‮ ‬الاشكال؟‮!‬
- ولمعالجة هذا الاشكال الذي يواجهه جيل المستقبل يقول الشخصية التربوية القديرة والمعروفة لدى الأوساط التربوية- من لهم بصمات ناصعة في المجال التربوي الذي بدأ مشواره فيه منذ عام 1960م- ان القلق في هذا الشأن بدأ يتضاعف اذا ما ادركا ان المراحل التعليمية الاولى هي التي تفرّخ فنان المستقبل ومتفرج المستقبل ايضاً، فتذوق الفنون بوجه عام والفن المسرحي ضمنياً يبنغي ان يحظى باهتمام الناشئة منذ نعومة اظافرة على ان تكفل المناهج الدراسية لهذا الاهتمام الاستمرار والجدية طوال سنين التعليم.. ويرى انه في اطار المعالجات لهذا الاشكال لابد من تدعيم او انشاء ادارات المسرح المدرسي وتوزيع اختصاصاتها وتتبعها لوزارة التربية والتعليم بتبعية ايجابية لا شكلية على ان تتولى هذه الادارات الاشراف الكامل على النشاطات المسرحية في المدارس الابتدائية والثانوية والجامعية.
مقترحات‮ ‬للتفعيل
وهناك جملة من المقترحات التي تفضل عدد من الاخوة التربويين والمختصين بشئون الثقافة والمسرح والتربية المدرسية واساتذة الجامعات واخص بالذكر منهم قسم الاجتماع وقسم الآدب بكلية الآداب بجامعة عدن الذين اجمعوا على عدد من المقترحات من أجل انقاذ المسرح المدرسي واعادة مجده إلى أواخر الخمسينيات واوائل الستينيات، ومن بين تلك المقترحات تعيين مدرب او مثقف مسرحي في كل مدرسة، ويمكن تخصيص مدرب واحد لكل مجموعة من المدارس المتجاورة وتحدد مهمته بقرار وزاري الى جانب تنظيم محاضرات موسمية في علوم المسرح يلقيها بعض المتخصصين او المهتمين بالثقافة المسرحية.. والعمل على تكوين فرق للتمثيل يكون الهدف منه تقديم عـــــروض في المناسبات الوطنية والدينية ويدعى اليها الطلبة واولياء امورهم وكذا العمل على انشاء مسرح بسيط دائم في كل مدرسة او كلية على ان يراعى عند تشييد مدارس التعليم الاساسي او الثانويات او الكليات بناء مسرح ملائم، وفي حالة اذا كان من الصعب ادخال ادب المسرح الى المناهج الدراسية المقررة حالياً على الطلبة فيمـــــكن تحــــديد بعض الكتب المسرحية البسيطة للقراءة الحرة وتشجيع الطلبة على قراءتها والامتحان بها اثناء العطلة الصيفية في امتحانات خاصة ترصد لمتفوقيها جوائز تشجيعية.. والعمل على تخصيص جوائز للمتفوقين في الإلقاء والخطابة والتمثيل على ان تتمثل تلك الجوائز في شكل كتب متعلقة بالدراما والمسرح او في شكل تذاكر مجانية او مخفضة لحضور المهرجانات المسرحية العربية، وتخصيص ركن في كل مكتبة مدرسية للكتب المسرحية بوجه عام سواء أكانت مؤلفة او مترجمة في لغة اجنبية فضلاً عن اقامة مباريات بين المؤلفين والمسرحيين لكتابة نصوص درامية على مستوى المدارس الابتدائية والثانوية تحدد موضوعاتها واشكالها لجنة تربوية متخصصة والعمل على مسرحية بعض المواد المقررة دراسياً وخاصة في المراحل التعليمية الاولى على ان تكون تلك المسرحية في صورة درامية مبسطة ومحببة والعمل على تكوين أكثر من فرقة مسرحية في كل كلية جامعية يكون هدفها تقديم روائع المسرحيات العالمية والمحلية واتاحة الفرصة للفرق الجامعية في المسابقات المسرحية لعرض مسرحياتها فترة محددة من الوقوف على خشبات المسارح المحترمة على ان يتاح للجمهور مشاهدتها نظير رسوم دخول بسيطة تحصد حصيلته كحوافز مادية للطلبة المشتركين في العرض ثم عقد المســـــــابقات في التأليـــــف المسرحي او الترجمة بين طلبة الجامعات على ان تخصص جوائز مادية وادبية للفـــــــائزين، كمـــــا يمكن ان ترشح بعض النصوص الفائزة للاخــــــراج على المســـارح الجامعية، واختتمت تلك المقتـــــرحات بترجمة امهات الكتب العالمية المتخصصة في فنون المسرح والدراما وطباعتها طبعات شعبية على ان تشرف اقسام الآداب واللغات في الكليات‮ ‬على‮ ‬ذلك‮.‬

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "تحقيقات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي

نوفمبر فخرنا
أ‌. نور باعباد*

في ذكرى الاستقلال
اياد فاضل*

بن همام.. رجل الدولة الذي قاوم تمزيق البنك
د. عبدالوهاب الروحاني

عيد الاستقلال بين طموح الماضي وإحباط الحاضر
أ.د. أحمد مطهر عقبات*

نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
د. أحلام البريهي

فجر الانعتاق من الغطرسة الاستعمارية
عبدالقادر مأمون الشاذلي

رافع الرأس إلى سماء الوطن
يحيى الماوري

ذكرى الاستقلال.. يوم رد الاعتبار للأمة العربية
فؤاد عبدالله حسين بن عطاف*

الاستقلال المجيد
نبيل الجماعي*

من ثورة ردفان إلى ملحمة الجلاء والاستقلال.. دروس وعِبَر
أ.د/ حميد عوض المزجاجي*

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)