احمد ناصر الشريف -
كان باقياً هناك بصيص من الأمل يلوح في الأفق حول رهان المواطنين على احزاب المعارضة في بلادنا من اجل ان تساعد باعتبارها »حكومة الظل« على تبصير الحكومة بأخطائها وتقديم الافكار البناءة والعملية لتصحيح ما يمكن ان نعتبره خروجاً عن النظام والقانون.. لكن هذا البصيص من الأمل ربما قد تلاشى نهائياً الامر الذي افقد المواطن الثقة في احزاب المعارضة ويئس في كونها ستعمل شيئاً يخدم المصلحة العامة خاصة بعد ان كشفت هذه الاحزاب ان ما يجمع بينها ليس مصلحة الشعب وانما عداوتها للحكومة وللقيادة السياسية وما تحققه من انجازات.
والدليل على ذلك موقفها الاخير من النجاح الذي حققه مؤتمر المانحين في لندن واستطاعت بلادنا وبفضل القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح ان تخرج منه بأكثر من اربعة مليارات وسبعمائة مليون دولار لدعم البرنامج الاستثماري الذي سينفذ خلال السنوات الأربع القادمة.. فهذا النجاح الذي اشاد به كل المتابعين في مختلف بلاد العالم وصفته المعارضة بأنه »تسول« وان كان مثل هذا الموقف ليس جديداً عليها لأنها اعتادت في كل وسائل اعلامها ان تشوه كل ما هو جميل وهو ما يدل على عجزها وفي نفس الوقت رد فعل اعتاد عليه المواطن اليمني منها يعبر عن ذلك المرض المزمن الذي ابتليت به.. ولذلك فإن محاولتهم التقليل من حجم هذا النجاح الذي حققته بلادنا في مؤتمر لندن يعكس ما يحملونه في صدورهم من حقد دفين على هذا الوطن والسعي لتشويهه امام الآخرين والاساءة اليه.
لقد كان المواطن اليمني يتصور أن احزاب المعارضة في بلادنا قد استفادت من الدرس الذي لقنه لها ابناء الشعب اليمني خلال الانتخابات الرئاسية والمحلية التي جرت خلال شهر سبتمبر المنصرم حينما اضرت نفسها بخطابها الاعلامي المنفعل وغير الواقعي ولم تراجع او تصحح اسلوبها في التخاطب مع الشعب لتعينه على اصلاح الاعوجاج ومحاسبة من يسيئون اليه سواءً أكانوا في الحكومة او خارجها.. وانما ظلت هذه المعارضة تسير في غيها من خلال خطاب اكثر عتواً ونفوراً يعبر بالدرجة الأساسية عن افلاسها فقضت على ما بقي من بصيص امل لدى المواطن للمراهنة عليها وهو ما لم يكن يتمناه حتى لا يزداد عليه الحمل لمحاسبة المخلين والمفسدين.. فكيف يمكن ان يتحقق له ذلك وقد اصبحت المعارضة أفسد من الفاسدين؟!