الميثاق نت/ التغيير - حاوره - عرفات مدابش - أثار ومازال يثير تعيين عبد الوهاب هادي طواف سفيراً لليمن لدى سوريا ، الكثير من اللغط والجدل تارة حول صغر سنه وقلة تجربته ، كما يقول البعض ، وتارة حول ما يثار بشان نشاطه في دمشق وما يطرحه بعض الكتاب من استهدافه الشخصي للرئيس علي ناصر محمد ، المقيم في دمشق. وقد أثار الخبر الذي نشره " التغيير " الأسبوع الماضي حول رسالة موجهة من سعادة السفير طواف إلى الرئيس علي عبد الله صالح عاصفة من الجدل في صنعاء. " التغيير " أجرى هذا الحوار القصير مع السفير طواف عبر البريد الالكتروني رغم تواجده في صنعاء ، وفيه تم تسليط الضوء على القضايا المشار إليها أعلاه وكذا حول العلاقات اليمنية – السورية ، مع الإشارة إلى أن ما ورد في الحوار من مواقف لا تعبر عن الموقع أو ناشره ، فإلى نص الحوار : *هل يمكن أن تضعونا في صورة العلاقات اليمنية ـ السورية وحجم التبادل التجاري والاقتصادي بالأرقام بين البلدين؟ - في البداية أشكر موقع التغيير نت على هذه الاستضافة. أما بالنسبة للعلاقات اليمنية السورية فهي علاقات أخوة وتعاون وتشارك وتنسيق على كافة الأصعدة. ومواقف سورية واضحة وجلية مع وحدة وأمن واستقرار اليمن. كما أن اليمن مع سورية في السراء والضراء في المسير والمصير. وهناك تنسيق دائم بين فخامة الرئيس علي عبد الله صالح وفخامة الرئيس بشار الأسد حول كل القضايا ذات الاهتمام المشترك. وهي علاقة أنموذج لما يفترض أن تكون عليه العلاقات بين الدول العربية. حجم التبادل التجاري لازال دون المستوى المطلوب، فنحن نعمل على إزالة كل العوائق التي تقف أمام زيادة حجم هذا التبادل. فانضمام اليمن إلى الشركة السورية الأردنية للملاحة سيسهل انسياب البضائع والخدمات بين الدول الثلاث وإلى القرن الإفريقي. ونطمح أن تصل العلاقات الاقتصادية إلى مستوى العلاقات السياسة. * ما هي أبرز جوانب التعاون بين البلدين، أي القطاعات التي يوجد بها تعاون متميز؟ -كما أسبقت فإن التعاون في القضايا السياسية والأمنية متميزاً, ونتمنى أن تصل العلاقات الاقتصادية إلى مستواها ونعتقد أن المنتجات السورية تحوز على ثقة المستهلك اليمني ويكفي أن يرى المستهلك اليمني جملة صنع في سوريا لكي يشتري, ونتطلع إلى المصنعين السوريين للالتفات إلى السوق اليمني الكبير والواعد. أما التعاون الاقتصادي فيتمثل في جانب المنسوجات والأدوية والجلديات والفواكه والأسماك والاستثمارات السياحية والخدمية المتنوعة. * هل استطاعت السفارة تجاوز مشاكل الطلاب المالية والإدارية التي تعاني منها سفارتنا في دمشق وعدد أخر من سفاراتنا في دول العالم؟ - في البداية اشكر طاقم الملحقية الثقافية بالسفارة و هم الدكتور/ عبد الكريم داعر والمستشار المساعد/ إسماعيل الشرقي والمستشار المساعد للشئون المالية/ محمد زايد على الجهود الممتازة التي يقوموا بها لخدمة الطلاب وحل مشاكلهم. كما لا يفوتني أن أشيد بالأستاذ الدكتور صالح باصرة وزير التعليم العالي وجميع وكلاء الوزارة على استجابتهم السريعة لحل أي إشكالات تواجه الطلاب في الخارج. والحمد لله بفضل التعاون والتنسيق بين السفارة والوزارة تم تجاوز كثير من الإشكالات. ويمكن لأي صحفي أن يزور دمشق ويلتقي مع الطلاب والمغتربين والإطلاع عن كثب حول جهود السفارة ورعايتها المستمرة لكل اليمنيين. مع العلم أن المشاكل عندما تحدث هي نتيجة تطبيق قانون الابتعاث على المبعوثين اللذين لم يحققوا تقدماً في دراستهم. * ما حقيقة ما يثار حول تعيينكم سفيراً في دمشق على عدة أصعدة، الأول منها صغر سنكم والأخر ما يقال من أن مهمتكم هي الوقوف عن كثب على تحركات الرئيس اليمني الأسبق على ناصر محمد، وما يتردد من أنكم زرتموه إثر توليكم منصبكم فورا وحذرتموه من التعامل مع الحراك الجنوبي؟ -أولاً أنا من مواليد 1974 وموظف منذ 1991م ومؤهلاتي: ماجستير في العلاقات الدولية بتقدير امتياز, وبكالوريوس علوم سياسية بتقدير جيد جداً ودبلوم برمجيات بتقدير امتياز. لي دورات في الولايات المتحدة وفي ايطاليا وفي الصين. والآن مسجل لنيل دراجة الدكتوراه في جامعة دمشق وبعد حوالي عام واحد من الآن بإذن الله سأناقش الأطروحة. ولي أبحاثي وإسهاماتي العلمية التي أعمل عليها. أما من ناحية السن فقد كان السفير السابق لنا دمشق أحمد الحسني كبير في السن ، ولا يقاس الأداء بالسن وحده. كما أن تعييني يحسب للقيادة السياسية ولقيادة وزارة الخارجية من حيث أن الكفاءة هي المعيار وليس السن. وهناك من تولى الرئاسة في دول عديدة أو تولى حقائب الخارجية في سن أصغر من سني. والمفروض بدلاً من توجيه مثل هذا السؤال عليك أن تسألني عماذا حققت خلال سنة ونصف في العمل. وقيادتي بوزارة الخارجية ومكتب رئاسة الجمهورية هما من يقيما عملنا في السفارة، فان أحسنا فهذا هو المطلوب وإن أخفقنا فهناك من الكوادر في بلدنا الحبيب ما يفيء بالغرض. أما الوقوف عن كثب على تحركات الأستاذ علي ناصر فهذا غير صحيح. فعلاقتي بالأستاذ علي جيدة منذ ما قبل تعييني سفيراَ في دمشق. وعندما ترشحت لمنصب السفير التقيت به وقال أن فخامة الرئيس أصاب بتعييني في دمشق. ونلتقي دائماً في منزله أو في منزلي. كما أننا في السفارة نتعامل بكل حب واحترام مع معاملاته سواء منها التجارية أو الاستثمارية أو التصديق له ولأفراد عائلته من على كافة المستندات. أو منح أولاده وأحفاده الجوازات الدبلوماسية. كما أن راتبه مستمر من اليمن وله سيارات دبلوماسية من السفارة وله احترام كامل. وكان آخر لقاء جمعني به قبل العيد الوطني بوجود الشيخ علي الصلاحي والشيخ علوي الباشا بن زبع والشيخ حسين العواضي. كما أن نجله جمال علي ناصر هو زميل لنا بسفارتنا بابوظبي.كما أنني عملت اشتراك للسفارة بمطبوعات مركز الدراسات الخاص به، ودائما ما يردد أني خير من تعينت في دمشق. إلا أني اعتقد انه تأثر كثيراً عندما تم مقاطعة حفله السنوي من قبل السفارات والقيادة السورية في رمضان الماضي واعتقد أني خلف هذه المقاطعة بسبب عدم حضوري لانشغالي بالعلم آنذاك, والسبب اعتقد أن الجميع تنبه إلى أن تصريحاته الأخيرة كانت غير موفقة, لان الجميع يحرصون على تعزيز علاقتهم باليمن وليس بأشخاص. أما مراقبة تحركاته فلا نحتاج أن نراقبها فهو يعلن عن أي لقاء بأي شخص حتى ولو التقى زائر إلى دمشق أو طالب أو حتى مريض. بل إني أشجع أي زائر لي بزيارته للتخفيف عنه وحدته. وعلاقتنا بسورية أقوى من أن نطلب منهم مراقبة س أو ص من الناس فسورية كانت ولازالت وستظل مع اليمن وقيادته السياسية ولن تسمح لأياً كان بالنشاط ضد اليمن من على أراضيها وأدعو الصحافة إلى زيارة سورية وعمل لقاءات في الشارع السوري والتعرف على مقدار الحب الذي يحمله هذا الشعب العظيم لليمن ولفخامة الرئيس علي عبد الله صالح ووحدة اليمن ولا أبالغ إذا قلت أن الشعب السوري وقيادته حريصون على الوحدة اليمنية أكثر من بعض المعارضة اليمنية. والأستاذ علي ليس مع الحراك وهو مع وحدة اليمن ودائماً يردد عن احترامه وتقديره وحبه الشخصي لفخامة الرئيس، وفي 30 إبريل/نيسان قمت بتكريم دفعة تريم ومعي حرم الأستاذ علي ناصر محمد المهندسة ريم عبد الغني رئيسة مركز تريم للعمارة وقمت بتكريمها في جامعة حلب, كما أهدتني بدورها درع مركز تريم، ولها أنشطة ممتازة لخدمة العمارة في اليمن, وهي تعرف دعمي وتشجيعي لها، وللعمل أني وجهت دعوة للأستاذ علي ناصر بالحضور إلا انه اعتذر بسبب ظروفه الصحية. كما أن حرم الأستاذ عوض ناصر الأخ الشقيق للأستاذ علي ناصر هي المتابعة الإعلامية في السفارة وتحظى باحترام وتقدير جميع أعضاء السفارة. وبالمقابل لا احتاج أن ارفع تقارير لفخامة الرئيس عن الأستاذ علي فهو معروف لدى الشعب اليمني ولن تنُسى عطاءاته إبان توليه الحكم منذ 1980 إلى 1986 وهي حاضرة في الأذهان لدينا جميعاً. وللعلم أن من واجبي نقل أي معلومة الى الجهات المختصة ببلادنا متى ما شعرت أن هناك ما يسئ أو يهدد امن واستقرار يمننا الحبيب، وهذا هو واجب كل دبلوماسي غيور على وطنه. * لماذا باعتقادك يتم استهدافك بالمقالات والأخبار كما تقول سعادة السفير؟ - من الأفضل لك أن توجه هذا السؤال لمن يقومون بنشر تلك الأخبار غير الصحيحة باسم مجهول. وأكيد أن مصدرها معروفه لديك. إلا أنني لا اعتقد أن هذا استهداف بالمعنى الذي ترمي إليه. فأنا والحمد لله أرى كل المقالات والتغطيات الإعلامية سواء منها اليمنية أو السورية أو اللبنانية تبرز أنشطتنا المستمرة. وهذا هو دورنا المرسوم من الداخل. أما التسريبات الكاذبة والفبركات التي بدون اسم أو صفة فهي كيدية. وهناك من يفقد أعصابه بعد كل فعالية ناجحة نقوم بها بدافع الكره لكل ما هو جميل ومتقن. وتعلمون أن الشجرة المثمرة هي هدف سهل للرماية وردنا عليهم دائماً بالعمل ثم العمل. * لماذا تستهدف رئيس يمني سابق في دمشق وتشكو طلاب بلادك إلى الرئيس علي عبد الله صالح مباشرة كما نشرنا في التغيير نت تلك الوثيقة الموقعة والمختومة من قبلكم؟ - أي شخص يملك قليل من الذكاء يعرف أن تلك الوثيقة التي تتحدث عنها هي مزورة بل وساذجة, ومن قام بالتزوير شخص ثقافته يظهر عليها السطحية. واستغرب من هؤلاء إلى أين وصل بهم الحقد والغباء والحسد والغيظ ضد كل من يعمل بجد ونشاط وحب لليمن. وبالنسبة للمخاطبات فكما تعلمون لا توجه لرئيس الدولة بل للخارجية وهم من يرفعوا الموضوع لفخامة الرئيس إن كان يستدعي ذلك. وأي شخص يمتهن التزوير يستطيع أن يقص أسفل أي مذكرة وأعلاها ويلصق عليها ما يشاء كما حدث بالنسبة للورقة التي أشرتم لها. وأتوقع أن هناك من يريد أن يجعل الأستاذ علي ناصر في تأزم نفسي دائم. وسنه وصحته لا يسمحان له بذلك. وأدعو رجالات الصحافة بترك الرجل في حالة وعدم إشغاله ومضايقته بأخبار غير صحيحة. وعتبي على موقعكم المتميز قيامكم بنشر مثل هذه الترهات المزورة دون تحري، وكان من الواجب التأكد قبل النشر حتى تتعزز مصداقية الموقع, وإعادة تقييم مصادركم التي قد يثبت عنها ممارسة الفبركة أو التهجم غير الموضوعي, وأنا مستعد شخصيا لتوضيح أية مواضيع تبحثون فيها بصورة تظهر الحقيقة التي نحن جميعا بحاجة للتوصل لها. والطالب محمد العقاب الذي قيل أني شكوته للرئيس، فلو أساء الطالب لكنت وجهت المستشار المساعد باستدعائه وتنبيهه. والأخ محمد من أسرة كريمة وهو رئيس اتحاد حلب وكان له الدور الكبير في إقامة حفل حلب وسلمني رسالة مكتوبة بالدم لفخامة الرئيس من طلاب جامعة حلب وقمت بتكريمه لإسهاماته الرائعة وتم ذلك بتغطية قناتي اليمن وسورية كما أني وجهت له ولجميع رؤساء الاتحادات رسائل شكر على جهودهم المتميزة لخدمة الطلاب. والطالب الأخر هو ماجد الرزامي وهو كذلك من الطلاب الممتازين وقد حضرت مناقشته لرسالة الدكتوراه وتم نشر ذلك في موقعكم وله إسهامات ممتازة لخدمة الطلاب. وهما من أصل ثلاثة ألف طالب في سورية. وعبد الله قاسم الذي تضمنته الرسالة المزورة هو الملحق العسكري بالسفارة وهو من القيادات العسكرية الهامة ويمثل الملحقية العسكرية خير تمثيل. ولذا لا ادري لماذا يستهدفون الأشخاص الممتازين. كما أن طلاب اليمن في سورية متميزين في دراستهم ويحصدون كثير من الجوائز، وهذا فخر كبير بالنسبة لنا. *من تعتقد أن له مصلحة في تزوير الوثيقة كما تقول ؟ -علاقتنا متميزة بالجميع وليس من واجبي أن أتهم أحد. ولن نشغل أذهاننا بالبحث عن أشخاص يسعون لأساءه. لأن كل شخص يمارس التزوير لا يستحق الاهتمام. ولدينا من المسؤوليات والواجبات ما يجعلنا أن نتجاهل ونتحاشى الدخول مع من يسعون لمكاسب شخصية بممارسة التزوير. وأدعو موقعكم إلى زيارة سورية والإطلاع من جميع اليمنيين هناك على دور السفارة بكامل أعضائها وما يقدمونه من خدمات وجهود لرعايتهم وحل مشاكلهم. ونجاحنا الذي حققناه خلال سنة ونصف لم يأت من فراغ وإنما بجهود وتفاني ونشاط جميع أعضاء السفارة وتوجيهات قيادة وزارة الخارجية والتسهيلات التي نحظى بها من الإخوة في سورية. * هل من كلمة أخيرة حول مستقبل العلاقات بين بلادنا وسورية التي تمثلون اليمن فيها؟ - العلاقات التي تربط الجمهورية اليمنية والجمهورية العربية السورية هي علاقات متينة, لأنها مبنية على إعادة تحقيق الوحدة العربية والتفاهم العربي المشترك عبر السياسة الناضجة والحكيمة التي ينتهجها أصحاب الفخامة رئيسا البلدين لصنع مستقبل أفضل للأمة العربية, ودورنا كسفارة هو تحويل هذا النهج إلى ممارسات عملية يستفيد منها الشعبين والبلدين في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
|