احمد غيلان -
< بعد أن قرأت ما يزيد عن 500 عنوان ما بين مقالة ودراسة وإشارة حول الصحافة الاستقصائية أردت أن اختبر قدراتي على استيعاب ما قرأت، فاخترت لنفسي »قضية القرنين« طريق »ذمار - الحسينية« لتطبيق ما قرأته نظرياً لعلّي أصل الى نتيجة تكشف حقيقة التعثر الذي أضحى وجعاً يمتد من مدينة ذمار الى ضواحي الحديدة.. وقبل أن أكمل ما بدأت وجدت نفسي أمام أكثر من مائتي وثيقة منشورة وغير منشورة اعترف أني حصلت على معظمها بطرق غير مشروعة.. ما علينا..
< بعد هذا الجهد الذي استغرق مني سنوات، وليس أياماً أو شهوراً، وجدت نفسي أمام عبث وفساد مغالطات وكذب وبلاوٍ زرقاء يصعب على صحفي واحد أوحتى خمسة صحفيين محترفين أن يعطوها حقها في مادة أو مواد صحفية خاصة وأن عتاولة العبث الذين يحيطون بهذا المشروع لم يعد يقطع فيهم مقال أو تحقيق.
< المهم، يا من ستقرأون هذه الوقفة، لم أجد بدّاً من التفكير بحملة إعلامية دعوت لها قرابة 30 إعلامياً وإعلامية وضعت بين أيديهم نسخة من وثائق الكارثة المسماة »مشروع طريق ذمار - الحسينية« وتمكنت بتعاون ودعم كثيرين من المواطنين والمهتمين من أبناء مديريات عتمة، مغرب عنس، وصاب العالي ووصاب السافل، من تنظيم رحلة ميدانية الى هذه المديريات لاستقصاء التعب على أرض الواقع.. وها أنذا أشارك زملائي الذين لم تقف اختلافات انتماءاتهم وأفكارهم حائلاً دون اجتماعهم في رحلة يبدو لي أنها خلقت لديهم إجماعاً غير مشروط على أن قضية كقضية تعثر طريق »ذمار - الحسينية« تستحق أن يجمع المختلفون على أهمية محاسبة من أعاقوها وعرقلوا تنفيذها وضاعفوا تكاليف إنجازها وحمّلوا البلاد ملايين الدولارات على ذمتها وجعلوا منها وصمة عار في جبين اليمن واليمنيين.
< عموماً.. لست هنا لأسرد تفاصيل ما حدث في الطريق ولا في الرحلة، ولكني أسجل استهلالاً لملف أسود فتحت صفحاته وأنا على ثقة أن زملاء الكلمة الذين شاركوني رحلة استقصاء المأساة قادرون على طرح التفاصيل بالشكل الذي يمكن أن يلفت انتباه أعضاء البرلمان الموقر وهيئة مكافحة الفساد وكل من يعنيه أمر الوطن..{