لقاء: عارف الشرجبي -
< أكد الاخ محمد اسماعيل الضالعي- عضو مجلس الشورى- أن مبادرة الاخ رئيس الجمهورية للحوار مثلت خطوة مهمة لتقريب وجهات النظر بين الاحزاب والتنظيمات السياسية وعملت على تضميد الجراح وإنهاء الاختلاف، وقال: على الاحزاب والتنظيمات السياسية وخاصة اللقاء المشترك أن تستجيب للمبادرة من أجل المصلحة العامة بعيداً عن إثارة المشاكل وإقناع حلفائهم فيما يسمى بالحراك والتمرد بوقف أعمال العنف والتخريب وان يستفيدوا من قرار العفو العام وأن يكونوا مواطنين صالحين.. وأكد الضالعي في حوار مع »الميثاق« أنه ليس من حق الخائن البيض أو المدعو العطاس وأي حزب سياسي أو جماعة ادعاء الوصاية على أي شبر من الوطن لأن الوطن وُجد موحداً وسيظل كذلك رغم كل التآمرات والدسائس .. وإلى نص اللقاء:
بدايةً ماهي قراءتكم لمضامين وأهمية المبادرة السياسية التي طرحها فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام أمام كل القوى السياسية للحوار؟
- لقد مثلت المبادرة خطوة مهمة على طريق لمّ الشمل وتضميدالجراح وإنهاء الاختلاف بين القوى الوطنية في الساحة، وعلى المشترك اغتنام هذه الفرصة وان يستجيب لدعوة الاخ رئيس الجمهورية لأن الهدف من المبادرة تجنيب البلد مزيداً من المشاكل ، ولذا أدعو المشترك وبقية الاحزاب والتنظيمات السياسية إلى الابتعاد عن الأنانية، وان يغلبوا مصالح الوطن العليا على ما سواها.
نقطة تحوُّل
ما أهم مضامين المبادرة في خطابه عشية الاحتفال بيوم الثاني والعشرين من مايو؟
- الخطاب كان تاريخياً ومضامينه أكثر مما كنا نتوقع في العديد من الجوانب أهمها العفو العام عن المحتجزين على ذمة الأحداث والتقطع والعنف في صعدة وبعض المحافظات الجنوبية، ايضاً فتح الحوار على مصراعيه لكل القوى الوطنية شرط الالتزام بالدستور والثوابت، ناهيك عن اعلان فخامة الرئيس استعداده لتشكيل حكومة وحدة وطنية.. كل ذلك جعل الحوار نقطة تحول في المسار السياسي في بلادنا، وقد حملت مبادرة الرئيس بشرى سارة ليس للأحزاب فحسب بل لكل أبناء الشعب بأن قادم الأيام سيكون أفضل، والآن الكرة في ملعب المشترك وعليه تقع المسؤولية إذا رفض الاستجابة للحوار.
تذبذب
كيف ترى موقف المشترك من دعوة الحوار؟
- لم يكن موقفه واضحاً بل متذبذباً وفيه قدر كبير من المغالطة والتسويف وأنا لا أعرف لهم موقفاً معيناً يمكن أن نبني عليه رأياً واضحاً، لذا لابد أن يعلنوا موقفهم بشكل رسمي لأن الوقت يمضي دون أي تقدم في الحوار، فالمشترك يبدو كمن يتعمد إهدار الوقت.
لا حُجَّة له
لماذا يتهرب المشترك من الحوار في تصورك؟
- لقد كان المشترك يتهرب من الحوار بحجة المطالبة بإطلاق المساجين على ذمة الحراك وغيرهم، ولكن الآن لا حجة له وعليه البدء في الحوار بعد إطلاق سراح المحتجزين والعفو العام، وكذا إلغاء الأحكام المتعلقة بالصحف والصحفيين، ولم يعد له عذر مقنع على الاطلاق للتهرب من الواجب الوطني في توفير الامن للمواطن وتجنيب البلد كوارث قد تحدث جراء المناكفات السياسية من المشترك والاطراف الاخرى معه.
لا أغلى إلاَّ الوطن
لماذا ازدادت أعمال العنف في الضالع ولحج وصعدة بعد إعلان قرار العفو العام والدعوة للحوار؟
- كنا نتوقع أن تنتهي كل اعمال العنف بعد العفو العام والدعوة للحوار من فخامة الرئيس ولكن حدث العكس ولذا فعلى الحكومة الضرب بيد من حديد كل من يحاول فرض رأيه أو أجندته بالقوة.. أي تصرف غير قانوني يجب ردعه بقوة وصرامة فلا يوجد أحد أو جهة أو حزب أعز وأغلى من الوطن، تلك الجماعات الخارجة على القانون لم يعد لديها أي عذر يجعلها تلجأ إلى العنف وكذلك الاحزاب في اللقاء المشترك الا إذا كانوا مرتبطين بجهات خارجية تحرضهم على إثارة الفتن في اليمن الموحد المستقر.. إذاً على المشترك وما يسمى بالحراك وكذا المتمردين الحوثيين أن يجنحوا للسلم والبدء بالحوار إذا كانوا فعلاً يحبون هذا الوطن، ما لم فهم في خانة العملاء والخونة.
الشعب لا يخُدع
المشترك رفض الحوار مع المؤتمر الشعبي العام في الوقت الذي يتحالف مع الحوثيين.. ما تعليقك؟
- إذا كان المشترك تحالف مع الحراك والحوثيين سوف يفضي الى ترك تلك الجماعات السلاح والجنوح للسلم، وإذا كان لهم مطالب عادلة سوف يطالبون بها عبر الاطر القانونية، فهذا جيد خصوصاً بعد قرار العفو العام وإطلاق السجناء، ما لم فهذا يعني أن المشترك يناصرهم في كل أعمالهم بل هو جزء من الاختلالات في صعدة أو غيرها.. ولابد أن أشير الى أن الشعب أصبح ناضجاً يدرك الألاعيب والكذب والتدليس من أي حزب أو جهة ولا يمكن للمشترك أو غيره خداعه.
وماذا يجب على الدولة لمواجهة هذا التعنت؟
- ليس الدولة فقط بل جميعنا جاهزون لقتال كل أعداء الوطن الخارجين على القانون، حتى آخر نفس وكما بذلنا في الماضي دماءنا وأهلنا في سبيل الوطن، فمازلنا بنفس القدر من الشجاعة والتضحية بل ربما أكثر.
يجب ردعهم
ألا ترى أن التساهل والعفو والتسامح مع الخارجين على القانون قد شجعهم على التمادي في غيهم؟
- العفو والتسامح سمة من سمات الأخ الرئيس وأمر يُحسب له ولا يستطيع إلا أن يكون كذلك لأنه رجل سلام وصاحب قلب كبير وكنت أتمنى من الذين شملهم العفو العام ان يكونوا عند حسن الظن ومستوى المسؤولية ولكن يبدو أن التساهل معهم شجعهم على مزيد من القتل والتخريب ولذا لابد من ردعهم.
متمصلحون
لقد كنت ضمن اللجان التي نزلت في السابق لحل بعض المشاكل في المحافظات الجنوبية وتم فعلاً حل جزء كبير منها.. فِلمَ يصر البعض على العنف رغم ذلك؟
- فعلاً لقد وجه فخامة الرئيس قبل عام ونصف بالنزول الميداني وعملنا على حل الكثير من المشاكل ورفعنا التقارير بها وتم حل العديد منها كتسوية أوضاع كثير من الموظفين مدنيين وعسكريين وقادة، إلاَّ أن هناك أناساً مازالت قضاياهم عالقة حتى الآن وكان على الجهات المعنية حلها .. هناك اناس لا يرغبون بحل هذه القضايا لتظل الشماعة التي يعلقون عليها أعمالهم التي تضر بالوطن.. لذا لابد من الاسراع بحل كل القضايا، وقد وجه الاخ الرئيس بتشكيل لجنة ميدانية- أنا أحد أعضائه- لحل المشاكل وتقصي الحقائق، وإن شاء الله نوفق في عملنا والمطلوب تعاون الناس معنا بمن فيهم أعضاء المشترك وما يسمى بالحراك لأن الهدف هو حقن الدماء وتحقيق الامن والاستقرار للمواطن الذي أصبح متضرراً بشكل لا يُحتمل، ولابد من التأكيد عبر هذه الصحيفة الغراء من أن اختيار المسؤولين الأكفاء الشرفاء في كل مواقف الدولة يعمل على ترسيخ الأمن والاستقرار.
ماذا تعني؟
- المسؤول الكفء الوطني الذي يعمل على حل قضايا الناس بكل إخلاص وتواضع، ولكن هناك مسؤولين ووزراء ومديري نواحي ومكاتب تنفيذية يعملون بكل أسف ضد الوطن من خلال التكبر والتعالي على الناس، وايضاً الاهمال في أداء مهامهم مما يعطل مصالح المواطن ويجعله يتذمر ويفكر بالعودة الى ما قبل 22مايو وبإثارة المشاكل.
تطفيش
ولكن الوحدة لا علاقة لها بهؤلاء إن وُجدوا؟
- فعلاً الوحدة أزلية والشعب موحد منذ الأزل ولكن يجب أن لا ننسى أننا عندما قمنا بإعادة تحقيق الوحدة وعدنا الناس بحياة مستقرة وآمنة وبالغنا بالوعود وبالعدل وخلافه وعندما لم نتمكن من الإيفاء بها كلها استطاع أعداء الوطن في الداخل والخارج النفوذ من هذه الزوايا الضيقة التي تفوح منها رائحة الغدر بالوطن، بل والعمالة للخارج.. وكثير من المسؤولين في السلطات المحلية والمركزية يسيئون استخدام السلطة ويظلمون الناس وهم بذلك ينفرونهم ويستعدونهم ضد الدولة.
لكن الفاسدين موجودون داخل وخارج السلطة؟
- نعم ولذلك لابد من محاسبة كل فاسد وتعريته باعتباره ضد الوطن والشعب.. كثير من المسؤولين يشعرون المواطن بأنه أقل منهم ويحاولون استغلاله، ولو نظرنا إلى الوزير مثلاً فهو مسؤول على 300 موظف لديه ويتعامل معهم باستمرار، بينما مدير الناحية مثلاً يتعامل مع أكثر من 300 ألف مواطن ويجب أن يكون عادلاً ودوداً مبتسماً بشوشاً لا أن يتعامل مع الناس باحتقار.
تمويل خارجي
من يمول أعمال التخريب؟
- الممولون كثر والمتربصون أكثر- من الداخل والخارج- ولكن علينا أن نعزز جبهتنا الداخلية حتى نقطع الطريق عليهم، وهذا لن يكون إلاّ بحل قضايا الناس وبحسن اختيار المسؤولين في المرافق.
لا للوصاية
كيف تنظر لادعاء الوصاية على المحافظات الجنوبية والشرقية من قبل البعض؟
- الذين يدعون الوصاية أو يتكلمون باسم أبناء هذه المناطق هم انفصاليون لا مشروعية لادعائهم، فليس من حق أي شخص أو جماعة أو حزب أن يدعي الوصاية على ملايين من الشعب، فالشعب وحده قادر على تحديد من يمثله، وقد قال كلمته يوم 22 مايو 1990م وما تلاها من انتخابات رئاسية وبرلمانية ومحلية.. وعلى مدعي الوصاية أن يشربوا من البحر وأن يعودوا إلى رشدهم قبل أن تحل عليهم النقمة وأن يتذكروا أن دماء الشهداء التي سُفكت من أجل اليمن الموحد من المهرة إلى الحديدة ومن صعدة إلى عدن ليس من أجل مصلحة شخص أو اشخاص أو حزب أياً كان.
انتهازي
وماذا عن دعاة فك الارتباط؟
- ليس من حق أحد أن يدعو إلى فك الارتباط فالشعب موحد منذ الأزل ووشائج الدم واحدة لايمكن فكها أو ربطها بجرة قلم ودعوة مارق أو زنديق أو متاجر بقضايا الناس والوطن.. وإذا كنت تقصد في سؤالك المدعو علي سالم البيض فهذا الشخص عرفناه منذ عام 1967م بأنه رجل طفيلي وانتهازي متطرف من الطراز الأول، ومن أجل مصلحته لديه استعداد لبيع وطنه ولابد أن أشير إلى أن البيض والعطاس وغيرهما لا يستطيعون فعل شيء ضد الوطن إذا عالجنا قضايا الناس وحققنا العدل وعززنا الجبهة الداخلية للوطن.
كسب سياسي!!
كيف ترى موقف الأحزاب والتنظيمات السياسية في الحفاظ على الثوابت الوطنية ومعالجة قضايا الناس؟
- بكل أسف الأحزاب في بلادنا مازالت بعيدة عن هموم المواطن إلاّ عند أقتراب الانتخابات.. والمشترك بكل أسف يعمل على تزييف وعي المواطن ونشر الأخبار الملفقة ولا يعنيه إلاّ الكسب السياسي على حساب الشعب.
رعاية واهتمام
وماذا عن دور الوجاهات الاجتماعية في حماية الثوابت؟
- بالقدر الذي توجد شخصيات وطنية لها دور كبير، هناك أيضاً شخصيات ومشائخ وطنية بكل ما تحمله الكلمة من معنى ولكن ظروفهم صعبة ولا توليهم الدولة العناية الكافية.. فتصور أن هناك مشائخ مرتباتهم خمسة آلاف ريال فقط وأقل من ذلك، فماذا عساهم فعله في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة، في الوقت الذي يرون أُناساً ضد الوطن يعملون على زعزعة الأمن والاستقرار ومع ذلك يستلمون مبالغ كبيرة وأوضاعهم جيدة، ما ينعكس سلباً على نفسيات الشرفاء.. لذا على الدولة إيلاء المناضلين والشرفاء الاهتمام والرعاية اللائقة بهم. <
محمد إسماعيل الضالعي عضو مجلس الشورى المشترك يتعمد إهدار الوقت
