علي صالح الجمرة - هموم اليمانيين جزء لايتجزأ من هموم أبناء أمتهم العربية، فضلاً عن هموم خصوصياتهم المعيشية وتطلعهم الى تحقيق التنمية الشاملة للارض والانسان، فاليمانيون جزء لا يتجزأ من الأمة العربية والاسلامية، يعيشون آلام وأحزان اخوانهم المسلمين والعرب في كل الأقطار.. كما يستمتعون بأفراحهم ونجاحاتهم في الحياة.
وهذا السلوك من قبل اليمانيين لا غرابة فيه لأن اليمانيين حملوا راية الاسلام خفاقة في كل أنحاء المعمورة حملوها دعاة للحق وللعدل وللسلام والمحبة، ودفاعاً عن النفس وعن العقيدة وعن الارض والعرض.
اليمانيون ليسوا غرباء على مشارق الارض، من اندونيسيا وماليزيا والصين، ولا عن وسط آسيا.. وليسوا غرباء عن مغارب الارض الاندلس والمغرب العربي وبلدان الغرب الافريقي، فقد تعاونوا مع الغير لارساء قواعد التعامل التجاري والانساني بروح الدين وشفافية العقيدة الاسلامية.. فبحكم موقع اليمن الجغرافي الفريد الكائن في وسط الارض المعمورة قبل الكشوف الجغرافية تحكمت في تجارة الحرير والتوابل وتجارة العالم القديم، وبحكم هذا التحكم انتشر اليمانيون في مشارق الارض ومغاربها، وتعاملوا مع جميع الشعوب بثقة ومودة وكونوا علاقات تبادل ثقافي وحضاري مع الجميع.
من هنا فإن تفاعل اليمانيين بما يجري في جميع اقطار العالم الاسلامي، وبما يجري في العراق ولبنان وفلسطين، وفي السودان والصومال وتشاد وغيرها من البلدان والاقطار التي يقطنها مسلمون وعرب، تفاعلهم شيء طبيعي لايمكن ان ينكر ذلك عليهم أحد إلاّ من فقد وعيه واراد ان يلغي حقائق التاريخ والجغرافيا وذلك أمر يستحيل إلغاؤه.
اليمانيون يتابعون مايجري في العراق ولبنان وفلسطين وقلوبهم دامية لأن مايجري هناك شيء مخيف وغير معقول، فإثارة الفتنة الطائفية في أي بلد أخطر من القنبلة الذرية فما بالكم ان تكون تلك الفتنة في بلدان عربية عريقة، لذا فإن من الواجب علينا دعوة كافة العقلاء في تلك الشعوب الى ان تتحد جهودهم لاطفاء نار الفتنة ودعوة كافة حكام العرب والمسلمين وحكام شعوب الارض جميعاً ان يقفوا موقفاً واحداً في وجه مشعلي الفتن الطائفية والدينية والعرقية وان تتحد كافة الجهود لاطفاء نارها في أقرب وقت ممكن، لأن اطفاء نارها لصالح السلام والامن الاقليمي والدولي. ولصالح الرخاء والتقدم الانساني.
|