الميثاق نت/ عبدالملك الفهيدي - تشهد العلاقات اليمنية – الليبية تطورا ملحوظا ليس بتكثيف المشاورات والاتصالات بين قيادتي البلدين والتعاون الرسمي بين الحكومتين فقط ، فاللجان الشعبية والمنظمات الجماهيرية والنقابات المهنية في البلدين الشقيقين باتت هى الأخرى على اتصال وتواصل دائم يجمعها هم عربي واحد وتطلعات عربية واحدة، حيث عاد من الجماهيرية العربية الليبية امس الاول الى العاصمة صنعاء وفد رسمي وشعبي يمني ضم عدد من أعضاء مجلس النواب وقيادات المنظمات الفكرية والثقافية والإبداعية والحقوقية والجماهيرية المهنية والعمالية والحرفية بعد أن اختتم زيارته إلى الجماهيرية الليبية العربية الشعبية الاشتراكية العظمى والتي امتدت خلال الفترة من 9 إلى 15 يونيو الجاري 2010م .
استقدام عمالية يمنية الى ليبيا
وفي هذا الصدد قال سفير اليمن في ليبيا إن نتائج زيارة الوفد اليمني الرسمي والشعبي والذي تضمن كافة الفعاليات السياسية والجماهيرية إلى ليبيا خلال الأيام الماضية حققت مالم تحققه وفود سابقة سواء كان ذلك من حيث القضايا التي طرحت وتهم الجانبين أو في تعزيز العلاقات الثنائية، متوقعاً أن تؤتي هذه الزيارة ثمارها خلال الأيام القادمة، وبما من شأنه تعزيز مستوى العلاقات بين الجماهيرية الليبية العظمى والجمهورية اليمنية.
وعلى هامش زيارة الوفد الرسمي والشعبي إلى ليبيا أوضح السفير/ أحمد عبد الله المجيدي – سفير اليمن في ليبيا- أن الجانبين بحثا كيفية استقدام العمالة اليمنية للأسواق في الجماهيرية الليبية، وكذا التهيئة لاجتماع اللجنة الوزارية المشترك برئاسة رئيس الوزراء في البلدين الشقيقين.
من جانبه قال السيد / رافع المدني – المدير التنفيذي لملتقى المنظمات الأهلية العربية الأفريقية بمؤتمر الشعب العربي- إن زيارة وفد شعبي ورسمي بهذا المستوى الكبير إلى ليبيا دفعت بالعلاقات بين البلدين نحو الأمام معبراً عن ارتياحه لهذه الزيارة ونتائجها، وأضاف المسئول الليبي :" نتطلع إلى أن تعود المياه إلى مجاريها الطبيعية والتي أصلاً هي موجودة ولكنها غير جارية بالشكل الذي ينبغي" وبما يجسد العلاقة الطيبة الأخوية المتينة التي تربط بين الشعب العربي في ليبيا وأخوانه في اليمن .
وأشار السيد رافع المدني على هامش الزيارة إلى أنهم يعتبرون أنفسهم " سلالة لهذا الشعب الأصيل في اليمن" وبالتالي يفترض أن تكون العلاقة أمتن واقوى بكثير وهو ما يتوقعون تحقيقه من خلال نتائج هذه الزيارة .
اكبر من المصالح.
وحول انعكاس نتائج الزيارة على مستوى العلاقات التجارية وتبادل المنافع بين البلدين اوضح المسئول الليبي إن تبادل المنافع بين الأخوة هو الأساس، وقال " نحن نتعاون مع الآخرين ولكن العلاقة الأخوية تظل مصيرية".وأضاف:" وبالتالي لا نربطها بالمصالح وأن ظلت المصالح هي الأساس في العمل، لكن ما يجمعنا هو أكبر من المصالح وأكبر من المنافع".
وأشار المسئول الليبي إلى ما شهدته العلاقات اليمنية الليبية في الفترة الأخيرة من تطور ملحوظ وما تميزت به من استمرار للتشاور بين القائد القذافي وفخامة الرئيس علي عبد الله صالح عبر الاتصالات. وقال إن التطور الذي بدأت تشهده العلاقات اليمنية الليبية هو قائم أساساً على أسس متينة، وأضاف" هذا التطور يتمثل في تبادل الزيارات للوفود على مختلف المستويات، والتي من ضمنها هذا الوفد المهم والكبير، والذي يجمع مختلف أطياف الشعب اليمني والذي نشعر باغتباط شديد باستقباله في طرابلس".
مشيراً إلى أن استقبالهم للوفد اليمني يأتي في ظل ترأس القائد معمر القذافي للقمة العربية واستقباله لعدد من الوفود العربية .وقال : هذه مبادرة من المبادرات التي قام بها الأخوة في اليمن بهذا الحجم لنقل هموم الشارع العربي للقائد في ظل رئاسته للقمة العربية .
تشاور مستمر
وحول نتائج وتوصيات القمة العربية المنعقدة في مدينة سرت الليبية والتي أقرت فيها مبادرات تطوير العمل العربي المشترك، أكد السيد رافع المدني أن قمة سرت مثلت إشارة البدء لتطوير العمل العربي المشترك، مشيراً إلى إقرار المبادرة التي قدمتها اليمن وكذلك مبادرة ليبيا والعديد من الأفكار التي طرحت لتطوير العمل العربي، وعبر المدير التنفيذي لملتقى المنظمات الأهلية العربية الإفريقية بمؤتمر الشعبي الليبي – عن اعتقاده بأن التشاور المستمر بين قيادة البلدين وحضور مثل هذه الوفود ، وتبادل الرؤى، سيعزز جهود تنفيذ هذا المشروع، وقال" أعتقد ليس أمامنا نحن العرب إلا العمل باتجاه تطوير العمل العربي المشترك ليأخذ دوره في ظل التكتلات التي يشهدها العالم".
مشيراً إلى ضرورة وجود مبادرة عربية من هذا النوع لتطوير العمل العربي الذي ظل جامداًُ لفترة طويلة من الزمن منذ تأسيس الجامعة العربية .
مواقف مبدئية
وفي الشأن اليمني قال السيد رافع المدني إن مواقف بلاده من وحدة وأمن واستقرار اليمن مواقف مبدئية وثابتة منذ سعت ليبيا لاعادة تحقيق الوحدة اليمنية ورعاية القائد لميثاق طرابلس، والذي رعى فيه المصالحة اليمنية ومشرع الوحدة، وهو الأساس الذي بنيت عليه بعد ذلك الخطوات اللاحقة والتي توجت بإعلان تحقيق الوحدة،معتبراً ان القائد القذافي بنى على ذلك الاتفاق كل افكاره وتوجهاته الوحدوية .
وأشار المسئول الليبي إلى تصريح للقائد القذافي أثناء حرب صيف 94م ومحاولة الانفصال قال فيه إن الوحدة اليمنية هي أنبل ظاهرة شهدها التاريخ الحديث، واضاف :" وبالتالي فنحن دفاعنا عن وحدة اليمن دفاع مبدئي وليس دفاع سياسي أو في ظل ظروف معينة".معتبراً ما تشهده الساحة اليمنية اليوم تفاعل داخل الشعب اليمني.
وأضاف:" الأخوة في اليمن قادرين على احتواء هذا الموضوع بالحوار والجلوس على طاولة الحوار والاستماع لبعضهما البعض في ظل حفاظهم على وحدة اليمن، وقال : (نحن الأساس لدينا أن تظل وحدة اليمن لننطلق منها لبناء الأمة العربية الواحدة ).
هموم عربية
وحول التنسيق والإعداد لهذه الزيارة عبر السيد رافع المدني عن شكره للأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام الشيخ سلطان البركاني والقوى السياسية والبرلمانية والشعبية التي توحدت في هذه الزيارة للتعبير عن تضامنها مع الأخ القائد في رئاسة القمة ونقل ما يدور يخلد المواطن اليمني والعربي بشكل عام لرئيس القمة باعتباره قائداً شعبياً لما تتطلع إليه الشعوب العربية .
مشيراً كذلك إلى أن الزيارة هدفت لتفعيل وتنشيط العلاقات الأخوية اليمنية الليبية والتي تتميز بأنها علاقة دافئة وطيبة ومتينة بين الأخ القائد والرئيس علي عبد الله صالح وهذه العلاقة كان يفترض أن يواكبها تطور على المستوى الشعبي.
وقال إن هذه الزيارة مكنت الأخوة في الوفد اليمني من اللقاء بإخوانهم في النقابات المختلفة، وتم خلالها التنسيق بين حركة اللجان الثورية والأحزاب والقوى في اليمن .
وقال : توجت هذه اللقاءات بلقاء الوفد بالأخ القائد، مشيراً إلى أن ما تم تحقيقه خلال هذه الزيارة بدأ يأخذ طريقه للتنفيذ سواء من حيث الإعلان عن تكليف أمين مكتب الأخوة في صنعاء أو العمل من أجل انتظام اجتماعات اللجنة المشتركة العليا على مستوى اللجنة الشعبية العامة ورئيس الحكومة في اليمن الشقيق أو في تفعيل بعض البرامج الأخرى .
|