-
تجديد فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح في ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء يوم أمس الأول الثلاثاء دعوة القوى السياسية والحزبية في الساحة الوطنية للحوار الجاد والمسؤول نابع من حرصه على تغليب الروح الوطنية الحضارية على ماعداها من التوجهات والخيارات المتعارضة مع هذه الروح ومنطقها الحواري والتي مازال البعض يصر على السير فيه حتى بعد أن صارت منزلقاتها الخطرة واضحة مكابرةً أو انسياقاً وراء رهانات خاسرة باتت مدركة من العقلاء في تلك الاحزاب وهم على قناعة أن ليس أمام الجميع في هذا الوطن إلا الحوار كونه مرتكزاً محورياً للتلاقي والتقاطع والتوافق والاتفاق وفي نطاق محوريته ينبغي أن تدار كل التباينات والاختلافات التي يتوجب أن تكون في كل الظروف والأحوال من اجل الوطن ووحدة أبنائه وأمنه واستقراره والتسريع من حركة مسيرة تنميته وبما يؤدي إلى تحقيق أعلى وتائر التطور والتقدم.
إن تجديد الأخ الرئيس لدعوته للحوار في هذا الاجتماع وفي خطابه عشية العيد الوطني العشرين للجمهورية اليمنية يحمل معاني ودلالات وأبعاداً مرتبطة بالتحديات الحقيقية السياسية والاقتصادية والأمنية التي يواجهها الوطن في هذه المرحلة وتقتضي عملية التصدي لها تراصاً واصطفافاً وطنياً منبثقاً من استيعاب واعٍ بمخاطرها التي بكل تأكيد استهدافاتها ليس فيها استثناءات ولا نتائج ضد طرف وفي مصلحة طرف آخر.. وفي هذا نتبين أهمية وضرورة الحوار لنا جميعاً سلطةً ومعارضةً.. أحزاباً وتنظيمات سياسية.. مواطنين ومنظمات مجتمع مدني.. ذلك ان القضايا والمشاكل الموضوعية التي علينا الوقوف أمامها فعلاً هي خارج المسارات التي يصر البعض على المضي فيها او المتصلب منه باعتبارها الطريق الموصل الى مراميه وغاياته في حين أن حسابات هؤلاء البعض الضيقة السياسية والحزبية ستجعل منهم الخاسر الأكبر لأن الإيغال في هذا النهج المعادي للحوار دون مبررات منطقية سوف يأخذهم الى معاداة الوطن- ان لم يكن ذلك- وهذا ثمنه باهضاً وطنياً سياسياً وتاريخياً ولاخيار الا الحوار للحيلولة دون بلوغ هذا المصير.
ومن هنا فإن دعوة الأخ الرئيس الى الحوار تحمل مضامين رؤية عميقة ليس لمعطيات ومتطلبات الاستحقاقات الوطنية الداخلية فحسب.. ولكن أيضاً لانعكاسات الوضع السياسي والاقتصادي والأمني الدولي والإقليمي على الداخل اليمني.
وفي هذا المنحى فإن التأثيرات السلبية لإفرازات الأحداث في الفضاء العالمي وفي نطاق المنطقة لها تداعيات اقوى وأكثر ضرراً في تداعياتها مكسبة القضايا تعقيدات مضاعفة .. لذا وضع هذه التأثيرات في إطار حجمها البسيط والموضوعي لابد من تماسك وتلاحم الجبهة الداخلية وهذا لا يحققه إلا حوار وطني جاد ومسؤول.. صادق وشفاف يقوم على أولويات تقدم المصلحة الوطنية على ما عداها من المصالح الذاتية الحزبية والشخصية الضيقة وأخذ العبرة مما حدث في أكثر من مكان بمنطقتنا.. اولئك الذين لم يتعظوا بما حدث لغيرهم بسبب انانية البعض ومكابرتهم بإصرارهم على الخطأ أو اعتمادهم على حسابات خاطئة واستقراءات غير صحيحة مع ان المسار الصحيح والصائب كان دائماً مفتوحاً لهم وهو طريق الحوار الذي يفرض الانفتاح والأخذ والعطاء وطرح القضايا على الطاولة وصولاً الى التفاهم على قاعدة القواسم المشتركة.. ومن الحكمة والصواب الاستجابة لدعوة الأخ الرئيس والالتقاء والتحاور والتوافق على القضايا الوطنية الجامعة وذات الأولوية تحت مظلة الثوابت الوطنية والدستور والقانون. وصولاً الى ما يحقق للوطن مصالحه ونهضته وازدهاره.
*افتتاحية صحيفة(26 سبتمبر)