لقاء: يحيى علي نوري -
< العمل الإرشادي في محافظة مارب مازال بعيداً عن اهتمام وزارة الأوقاف المعنية بنشاط كهذا، ويعزو عبدالرزاق صالح مهدي- مدير مكتب الأوقاف في المحافظة- أسباب ذلك الى عدم وجود أملاك للأوقاف في مارب مما جعلها محافظة غير إيرادية.
مبدياً حالة من الاستغراب لربط النشاط الارشادي لعمليات حسابية وإيرادية في الوقت الذي يجب أن يسمو فوق كل ذلك باعتبار الوعظ والارشاد مهمة دينية ووطنية، ولتسليط الضوء على واقع الاوقاف والتوجيه والإرشاد كان لنا هذا اللقاء مع مدير عام الأوقاف.
ماذا عن خطة مكتب الاوقاف لهذا العام وما أبرز مشروع تتطلعون إلى تحقيقه؟
- قدم مكتب الأوقاف في مارب الى قيادة السلطة المحلية تتضمن طلب دعم الأوقاف لتحقيق بعض التطلعات المستقبلية مثل ايجاد مبنى لمكتب الاوقاف والارشاد، وأن يتم ذلك في أراضي وعقارات الدولة لكون المكتب لا يملك أي أراضٍ وقف في مارب .. وقد منحنا فخامة رئيس الجمهورية في عهد المحافظ درهم عبده نعمان وتم تسويرها خلال فترة المحافظ يحيى الشامي، الا أن المحافظ عبدالله النسي ووزارة الشباب والرياضة قاموا بأخذ الأرض وجعلوها ملعباً لكرة القدم، وبدورنا قمنا بإخطار قيادة وزارة الأوقاف إلا أنها لم تعمل أشيء.
وخلال العام الجاري بدأ المكتب بتنفيذ دورة تدريبية توعوية لـ52 خطيباً ومرشداً شارك فيها جميع خطباء المديريات بعد أن اعتمدت وزارة المالية مبلغ خمسمائة ألف ريال للدورة وذلك بهدف تأهيل الخطباء للاضطلاع بواجبهم تجاه الاحداث القائمة حالياً وتوعية الناس بما يحدث في الوطن والتمسك بالوسطية والاعتدال وزرع روح المحبة والاخوة بين أفراد المجتمع وتحذيرهم من التشدد والتطرف وأعمال التخريب والتقطع للآمنين في الطرقات ومهربي مادة الحشيش والمخدرات، إضافة الى توعيتهم بمخاطر الثأر والنزاعات القبلية ودور الخطباء والمرشدين مهم في توعية جميع فئات المجتمع بأضرار مثل تلك الظواهر الخطيرة.
لايوجد دعم
ماذا بالنسبة للعمل الإرشادي في إطار محافظة مارب..؟
- لا يوجد أي اهتمام بقطاع الوعظ والارشاد من قبل الوزارة، ولا من السلطة المحلية حتى نستطيع القيام بعمل ملموس ومفيد، حيث يتطلب ذلك اعتماداً مالياً لقوافل المرشدين وتنقلاتهم الى جميع مديريات المحافظة وقراها وعزلها وتوفير جميع الكتب والنشرات التوعوية وطلب الدعم الكافي مادياً وتوفير وسيلة مواصلات نظراً للبعد الجغرافي بين المديريات ولعدم وجود مرشدين ذات كفاءة عالية.
ما مدى التعاون الذي تلمسونه من السلطة المحلية في دعم برامج المكتب في مجال الارشاد؟
- حصلنا في السلطة المحلية على دعم محدود للدورة سالفة الذكر، وما نأمله هو الدعم الكافي خدمة للمجتمع.
وسيلة لا غاية
ما تقييمكم لدور الأحزاب والتنظيمات السياسية على هذا الصعيد؟
- نسأل من الله أن يهدي الاحزاب للابتعاد عن المناكفات، وأن يكون النقد بناءً وهادفاً وتعمل على نبذ الكراهية والبغض والتشاؤم، وأن تشكّل جميع الاحزاب يداً واحدة لما يخدم الوطن والمواطن ومصالحه وأمنه واستقراره، وأن تترفع عن المكايدات وزرع الخلافات.
ما الذي تطلبونه بالتحديد من وزارة الأوقاف؟
- لا يوجد أي تفعيل للعمل الارشادي من قبل الوزارة ولا اهتمام أو تجاوب معنا.
ونطالب الوزارة بتوفير دعم كافٍ للمكتب ليقوم بدوره، وأعتقد ان عدم الاهتمام بالوعظ والإرشاد ببعض المحافظات التي لا يوجد فيها إيرادات خطأ فادح، علماً أن الوعظ والارشاد مسألة دينية ووطنية، والوزارة ملزمة القيام بواجبها من خلال إيجاد خطة وبرامج وإدارة منظمة تختص بذلك ويتم تفعيل عمل القوافل الارشادية من الوزارة الى المحافظات والمديريات لما لهذا العمل من دور كبير في توعية المجتمع ومواجهة الأفكار المتطرفة.
وادعو الوزارة إلى عمل استراتيجية جديدة ومدروسة ولتفعيل دور الوعظ والإرشاد، وكما قال الاخ الوزير في حديثه مع إحدى القنوات الفضائىة أن التقصير حصل في صعدة بسبب القصور في هذا المجال عندما تركوا رسالة المرشدين ومثل ذلك مأرب اصبحت تحتاج الى ميزانية خاصة تعتمدها الحكومة وتقوم الوزارة ببناء وإعادة هيكلة عمل الوعظ والارشاد وتعيين من يقوم بهذا العمل كما هو حاصل في جميع الدول العربية، وان يكون العاملون أصحاب كفاءة عالية ودراية كاملة بالعمل الوعظي والارشادي.
دور مُغيَّبْ
ما مدى تعاون السلطة المحلية والمحافظة معكم؟
- تعاون السلطة المحلية ممثلة بالأخ المحافظ ممتازة حيث يقدم للمكتب الكثير من الاحتياجات والتي عجزنا من الحصول عليها من الوزارة ومنها تعميق بئر الجامع الكبير، وكذلك متابعة بعض المخصصات لدى وزارة المالية حتى حصلنا بفضل الله وبجهد المحافظ على وتم تحديث المكتب بالأثاث وغيرها..
أما بالنسبة للوزارة فإنها لا تلبي لنا أي طلب كون محافظة مارب لا يوجد فيها أوقاف وإيرادات المكتب والوزارة، وليس فيها عمارات أو محلات تستأجر حتى نحصل على إيرادات، والسبب تقصير الوزارة مع العلم أننا نتلقى طلبات من المواطنين والمساجد الاهلية لتوفير المصحف الشريف أو فراش للمساجد أو ميكرفونات، وعندما نرفع بذلك للوزارة لا نحصل على أي تجاوب حتى عجزنا وعجز المطالبون واصبح دور المكتب مغيّباً تماماً مع العلم أن 98٪ من المساجد قام ببنائها المواطنون وأهل الخير سواءً من أبناء المحافظة أو فاعلي خير من خارجها.{