موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


شوروية المؤتمر تنعي رحيل الاكاديمي المجاهد - عدوان جديد على ميناء رأس عيسى - رئيس المؤتمر يواسي آل المجاهد - غوتيريش: الوضع في غزة من سيء إلى أسوأ - النواب يوجه رسائل لرؤساء برلمانات العالم - الامانة العامة تدين الاعتداء الذي طال مبنى المؤتمر بسقطرى - عدوان أمريكي جديد يستهدف 3 محافظات - عدوان على صنعاء وصعدة وعمران - فعاليات عربية لـ"الميثاق": اليمن الحر والمستقل لن يخضع للإرهاب الأمريكي - "أونروا": نفاد أمداداتنا من الطحين في غزة -
مقالات
الميثاق نت - فيصل جلول- الميثاق نت

الخميس, 24-يونيو-2010
فيصل جلول -
يسمونه تحبباً "الرجال" ويتحدثون عنه بضمير الغائب عندما ينقلون شيئاً دار في جلسة خاصة بحضرته وسأعتمد في الحوار الآتي هذه التسمية الحميمة التي يعتمدها نخبة ممن يلتقي بهم.
- سألني "الرجال":.. لماذا تحب القات "يا فيصل" وما الذي يجذبك فيه؟ - قلت ان رايي لا يعتد به "يافندم" لانني منحاز، وبالتالي لست موضوعياً، فانا اخزن القات يومياً عندما ازور اليمن، وصرت اعرف اسواقه وبعض انواعه واستمتع بالتخزين.
- وبماذا تشعر عند التخزين؟
- عندما احضر الى المقيل اكون منهكاً وبعد نصف ساعة اشعر بحيوية ونشاط، وتفتح ذهني وتحدوني رغبة قوية في التواصل مع الاخرين. فهذه النبتة تحتوي على "الامفيتامين" وهي مادة منشطة تدخل عادة في تركيب المنبهات ومن حسن الحظ ان انواع القات تحتوي على قدر اقل او اكثر من المنبهات فيختار منها المخزن ما يشتهي، وبالقدر الذي يشتهي طبعا هناك اعراض سلبية كالامساك او الحد من الشهية والقلق ليلاً، وهذه مساويء لا يمكن نكرانها.
- لكن القات يتسبب بامراض السرطان جراء استخدام المبيدات الكيميائية، ويؤثر عندنا على مخزون المياه، ويصرف اليمنيون قسماً كبيراً من طاقتهم في التخزين والادارات تعمل وفق مواعيد التخزين، ويتعرض جزء من طاقتها للهدر، ويخزن بعض ذوي الدخل المحدود بما يتعدى موازنتهم فيضطرون للعمل المضاعف او لارتكاب المخالفات ناهيكم عن اهمال اسرهم فهل بعد كل هذه الاضرار من سبيل للاشادة بالقات.
- طبعاً لا اشيد وقد اشرت في البداية الى انني مستفيد من التخزين، وبالتالي لا قيمة موضوعية لموقفي من "القات" والموقف الموضوعي والصحيح هو ما ذكرتكم ومع ذلك اشعر بالاسف الشخصي اذا ما جئت يوماً الى اليمن، ولم اتمكن من تخزين "القات" بسبب حظره او منعه، ولكنني اسأل بعفوية تامة: الا يتيح القات فرصة للانفراج النفسي لشعب بكامله خلال اربع ساعات يومياً.
تدخل آخرون في النقاش فطالب احدهم بحصر التخزين خلال عطلة نهاية الاسبوع ورفض احد مزارعي "القات" هذا المطلب ووصف القات ب"بترول اليمن الاخضر"، وطالب آخر بالتشدد في منعه في الدوائر الرسمية منعاً باتاً، وطالب ثالث بحظر بيعه قبل الرابعة بعد الظهر الى ان تدخل الشاعر والزميل عباس الديلمي فاشار الى ارتباط القات بثقافة اليمنيين ونمط حياتهم الاجتماعية، فالناس يبنون منازلهم وفي كل منزل مفرج للقات، ويختارون الاثاث المناسب للتخزين ويلبسون ما يتناسب مع المقيل ويحضرون وجبات الطعام الافضل للتخزين، وهم يقيلون في الاعراس وفي المآتم، وبالتالي من الصعب منع هذه النبتة منعاً باتاً، نعم يمكن تنظيم اوقات التخزين ومنعه في اجهزة الدولة لكن من الصعب شموله بحظر كلي، والكلام دائما للصديق الديلمي.
بعد هذه المداخلة بدا ان الموضوع يحتاج الى نقاش اطول والى اقتراحات متطابقة، بيد ان اجماع الحضور انعقد على وجوب منع هذه النبتة في الدوائرالرسمية وسائر المؤسسات المدنية والعسكرية دون هوادة.
المشهد الثاني:
قال الزائر العربي في مطعم الفندق: هذا البلد غريب.!!
لم أدراك معنى الغرابة في عبارته فسألت:أهو غريب بالمعنى المحبب أي انه لا يشبه بلداً آخر في العالم وفي بلاد العرب؟
قال: لست قادراً على حصر المعنى، من جهة أراني مسحوراً بالمحلية اليمنية، ومن جهة أخرى تجدني ممتعضاً من القات وهدر الوقت الذي يسببه لليمنيين، كيف يمكن لهؤلاء الناس أن يواظبوا يومياً على استهلاك هذه النبتة دون كلل وإلى حد الإدمان.
قلت: هم يعيشون هكذا ولا يشتكون، وإن اشتكى قسم منهم تسمع شكواه ولا يتبعه الآخرون، هناك مناهضون للقات بل توجد جمعية وربما جمعيات لمكافحة القات، وقد اتخذت الدولة قرارات عديدة بمنع القات أثناء العمل لكنها طبقت جزئياً لان الناس بنسبتهم الغالبة يخزنون، فما الذي يمكن فعله أكثر من التوعية والنصح وتوضيح المضار والآثار الجانبية للاستهلاك، ثم إن المخزنين يدركون مضار القات كلها ودون استثناء، ويخاطرون في تعاطي القات، وبالتالي يقررون استهلاك هذه النبتة عن سابق تصور وتصميم فما الذي يمكن قوله أكثر من ذلك.
قال: لا مستقبل لهذا البلد مع القات.
قلت: امستقبل الدول العربية الأخرى أفضل بدون القات.. لو كان المستقبل الأفضل يتعلق بهذه النبتة وحدها لما تردد اليمنيون في التخلي عنها فهم في عاداتهم وتقاليدهم قادرون على التكيف بما يوافق مصالحهم، الم يقرروا مكافحة الجراد عبر استهلاكه؟ أليس اليمن هو البلد الوحيد في العالم الذي يخشاه الجراد؟
قال:.. ويأكلون الجراد أيضاً.. "ياعين"!!
قلت:هل تعتقد أننا نحن اللبنانيين نثير إعجاب العالم عندما نأكل الكبد نيئا.أتعتقد أننا نثير إعجاب اليمنيين عندما نقول لهم إن قسماً كبيراً من مواطنينا يأكلون الضفادع أو "العقاعق" كما تسمى عندهم؟
قال: لا وجه للشبه.
قلت: بلا. أنت تحب أن يكون الجميع مثلك يأكلون ما تأكل، ويتكلمون كما تتكلم، ويقضون أوقات الراحة كما تقضي، ويحبون الموسيقى التي تحب ومن حسن الحظ انك لا تحكم العالم وإلا أصبح مثيراً للسأم يشبه الناس فيه بعضهم بعضاً.
قال ثم قلت ثم قال وقلت...إلى ان تملكني الضجر وغادرت المكان.
ملاحظة:
اعتمدت مثنى صنعاني استناداً الى حديث الدكتور المقالح عن ضرورة العودة الى تسمية صنعان التاريخية بدلاً من صنعاء للعاصمة اليمنية.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
حين يكون الضيف قاتلاً.. لا ترحبوا به !!
توفيق الشرعبي

حضرموت والانقسام السياسي: هل نحن أمام خطة لتقسيم اليمن؟
عبدالرحمن نشوان أبوراس

شعب وجلاد
فتحي بن لزرق

مستنقع اليمن
جمال عامر

العدوان في موسمه الثاني
عبدالرحمن العابد

وكأنها ليست بلدنا
احمد خرصان

أيقونة فن اليمن الكبير
علي أحمد مثنى

غزة.. ضمير الإنسانية
محمد علي اللوزي

أين الكتلة؟
عبدالرحمن بجاش

المعركة الداخلية..غورباتشوف اليمن سلاح العدو الأنجع
خالد العراسي

المستشفيات الفندقية جشع ورقابة ناعمة
د.محمد علي بركات

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)