الميثاق نت/ طولكرم (الضفة الغربية) -رويترز - اعتمادا على موهبتها وثقتها في نفسها تقود الفلسطينية صفية البلبيسي سيارة اسعاف في أزقة وشوارع مدينة طولكرم في الضفة الغربية.
وتسرع سيارة الاسعاف التي تقودها صفية في الشوارع لانقاذ الارواح بينما تدوي أصوات الات التنبيه التي تصدرها لتتمكن من الوصول في أقرب وقت ممكن الى من يحتاجون الى اسعاف طبي.
وقالت صفية البلبيسي لتلفزيون رويترز "ما هي يعني انه انا بنت وليش (لماذا) انه انا اخترت انه انا شغل شاق وصعب. بس (لكن) بيروح هذا التفكير بلحظة.. بثواني.. انه انت بتقدمي خدمة لمريض ولانسان بحاجة الى خدمة. فبيروح يعني انك تفكري برجولة أو أنوثة بقدر ما انك تساعدي انسان بحاجة لك يعني."
وفي عام 2002 أثناء الانتفاضة الفلسطينية تعرضت صفية أثناء عملها كضابط اسعاف في الهلال الاحمر لاطلاق نار كثيف أثناء توجهها مع زميل لها لانقاذ مصابين في أعقاب قصف اسرائيلي لسيارة. ولاقى زميلها حتفه وأصيبت هي بغيبوبة استمرت خمسة أشهر.
وأقنعتها وفاة زميلها بالالتحاق بدورة للحصول على ترخيص لقيادة سيارة اسعاف لتجمع بين عملها في مهنة الاسعاف وقيادة سيارة الطواريء. ونالت الترخيص عقب اجتياز الدورة في عام 2005.
وتعمل صفية البلبيسي ضابط اسعاف بجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني منذ عام 1998 ووجهها مألوف لاهالي طولكرم المحافظين.
وقالت صفية عن رد فعل مجتمعها ان الناس فوجئوا حين رأوها تقود سيارة الاسعاف.
وأضافت لتلفزيون رويترز "شعرت كسرت عادات وتقاليد. انه بالذات انه بمحافظة طولكرم أغلب القرى عندنا كثير محافظين.. كثير متزمتين. انه بنت مثلا تسوق سيارة اسعاف وتكون متمكنة بهذا القدر يعني. بس في البداية وفي النهاية احنا مش بشعور المريض. المريض بحاجة انه يوصل للمستشفى فبينظرش (لا ينظر) انه بنت أو شاب.. بالتالي بيصير تعليق انه مثلا كيف.. وقدرتي.. وحابة (تحبين) المهنة أو مش حاببتيها."
وقال محمود السعدي مدير الاسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني فرع طولكرم انه فخور بصفية.
وأضاف "الفتاة الفلسطينية بتقدر انها توخد (تحصل على) رخصة اسعاف وبتقدر تسوق وبتقدر تتعامل مع الشعب. وطبعا الشعب تقبل.. المجتمع الفلسطيني تقبل كثير هاي (هذه) الفكرة. لانه بيجوز يقول لك انا بدي (أريد) تطلع معي واحدة مثلا بالاسعاف.. انها تكون هي اللي تسوق انها تكون واحدة بيجوز بدهاش (لا تريد) تنكشف الا على واحدة أو على مريضة تكون فيفضل انها تكون بنت يعني في الموضوع."
وساهم نجاح صفية (30 عاما) في اثبات كفاءتها في عملها في تشجيع فلسطينيات أخريات على الاقتداء بها والتطوع في جهاز الاسعاف والطواريء للعمل في قيادة سيارات الاسعاف.
|