علي عمر الصيعري -
لم يمر سوى عشرة أيام على اجتماع »القاهرة« المشبوه الذي ضم لفيفاً متناقضاً من القوى السياسية المتربصة بوحدة اليمن وعزته وكرامته، حتى جاء الرد العربي سريعاً وحاسماً ومتمثلاً في بيان وزراء الإعلام العرب المتمخض عن اجتماعهم الدوري في »القاهرة« نفسها، والذي دان بشدة محاولات البعض المساس بوحدة اليمن أرضاً وشعباً، والذي شجب الحملة الاعلامية الشعواء المستهدفة وحدتنا اليمنية، وذلك في رسالة لأصحاب »السقيفة« الذين تنادوا في »القاهرة« للتحضير والإعداد لانقلاب متعدد الاغراض على وحدة الوطن من جهة وعلى شرعية النظام السياسي الوحدوي المكتسبة من تصديق الشعب عليها في كل الانتخابات البرلمانية والرئاسية الماضية.
إن أولئك الذين ارتهنوا لأموال الخارج و»هوشلية« القبيلة وعصبية »أبي لهب« وسلَّموا قيادهم لرموز لها ماضٍ مشبوه في الجنوب إبان الاستقلال الوطني لتترأس ما يسمى باللجنة التحضيرية للحوار اللاوطني، يدرون ولا يريدون أن يدروا أنهم لا يدرون ، يكونون بفعلتهم هذه قد تجاوزوا الأعراف السياسية وتعدوا الموجبات الدستورية الشرعية التي تنظم محددات »وزمكانية« أي حوار وطني يتعلق بمصير التجربة الديمقراطية وحلحلة المشكلات الداخلية التي لا تتقبل حلولاً على طاولات حوارات خارجية عربية كانت أو دولية كونها مسائل داخلية تخص الشعب اليمني وقيادته السياسية وقواه السياسية الحزبية.
وبإقدام أولئك وإصرارهم على ترحيل مشاكل وأزمات الوطن التي هم مفتعلوها في الأساس الى الخارج لتصبح أموره وقضاياه وسيادته الوطنية عرضة لشماتة القوى المعادية والمتربصة به وبوحدته الشماء، ومضغطة تلوكها بعض الصحف المغرمة بـ»الكأكأة« الديكية كتلك التي تصدر في »لندن« وغيرها من الصحف المتاجرة بـ»سقط الكلام« في سوق نخاسة الأوطان، نقول: إن أولئك بإقدامهم على هذه الفعلة إنما يضعون أنفسهم تحت طائلة المساءلة الحزبية استناداً إلى قانون الاحزاب والتنظيمات السياسية، كما يدخلون وعرابوهم وقوى الخارج تحت طائلة المساءلة الدستورية في ضوء ما ضمنوه أجندتهم »الخوارية« من استهداف لوحدة الوطن، وتآمر على مكاسب الشعب، وهي تُهم ترقى الى مستوى »الخيانة العظمى« وفق تشريعات دستورنا اليمني في حال أصر فاعلوها على المضي قُدماً في غيّهم وحبك مؤامراتهم المكشوفة على الوطن ووحدته وسيادته وأمنه واستقراره وتحت مبررات ومسوغات خبيثة مثل ما يسمى بـ»القضية الجنوبية« و»اقتسام السلطة والثروة« اللذين لا نجدهما إلا في عقليات من فقدوا مصالحهم وبريق السلطة إبان حكمهم الشمولي للجنوب سابقاً، فشتان ما بين حوار وطني مسؤول يجري على تراب الوطن وتحت مظلة مؤسساته الدستورية، وبين خوار لاوطني ولا مسؤول يجري في الخارج.
قال الشاعر:
يا أيها الرجل المعلّم غيره
هلاَّ لنفسك كان ذا التعليمُ؟!
إبدأ بنفسك فانهها عن غيّها
فإذا انتهتْ عنهُ فأنت حكيمُ
فهناكَ يُسْمعُ ما تقولُ ويُشتفى
بالقول منك وينفعُ التعليمُ
لا تنهَ عن خُلقٍ وتأتي مثله
عارٌ عليك إذا فعلت عظيمُ{
(أبو الأسود الدؤلي)