الميثاق نت- حوار / يحيى علي نوري -
الأنظار تتجه إلى عدن خصوصاً على صعيد الجانب الأمني.. ماذا تقولون؟
- هذا الكلام غير صحيح.. لا أحد يستطيع أن يقلق سكينة عدن، فهي مدينة آمنة، وأنتم كصحفيين اعملوا جولة في المدينة، واعطونا ملاحظاتكم وماذا شاهدتم من اختلالات أمنية.. مثلاً يحصل في مناسبة معينة مثل 7يوليو تأتي مجموعة محددة من الضالع أو الحبيلين كلهم لايتجاوزون المائة وخمسين فرداً يريدون يعملون مسيرة وهذا لا يقلقنا ولو أخذوا تصريحاً لسمحنا لهم بذلك.
تنمية الممارسة
لكن هذه الممارسات يصحبها عنف من وقت لآخر؟
- نعمل على تثبيت النظام والقانون وأي أشخاص يريد عمل أي تجمعات يجب أن نعودهم على تنمية البناء الديمقراطي لكن أي واحد يريد أن يعمل أي فعالية يطلب ترخيصاً ويتم توفير المكان المناسب له لإقامة فعاليته مثل كل البلدان الديمقراطية.. لا نريد أن نحول الديمقراطية إلى فوضى، كل من يريد أن يجمع أصحابه من أي منطقة وينزل بهم في منطقة اخرى، وبرغم ان عدن مدينة مفتوحة للجميع إلاّ أنه يفضل كل من عنده فعالية ان يقيمها في منطقته ويوصل الرسالة التي يريد أن يوصلها وما فيش في ذلك مشكلة.
عدن مظلومة
إذاً ما يقال عن عدن في الإعلام منافٍ للحقيقة؟
- الحقيقة ان الإعلام ظلم عدن وظلم اليمن بشكل عام هذه مسائل روتينية عادية تحصل في كل البلدان لكن الإعلام ضخمها وكبرها، فالأمور بخير والتنمية مستمرة، لكن المشكلة أن بعض الصحف ما عندها مادة صحفية وتريد أن تسوق نفسها.
هم يريدون عدن هدفاً للتسويق لأهدافهم ومآربهم خاصة عناصر الحراك الانفصالي؟
- عدن عصية على كل من يريد الإساءة لها.. ومن يريد أن يمنح عدن الحب عليه أن يعمل من أجلها.
تدفق سياحي
السياحة اليوم.. ماذا عنها؟
- هذا العام من أكثر الأعوام قدوماً للسياح الأجانب حيث وصلت ميناء عدن بحدود ثماني سفن كبيرة وأكبر سفينة في العالم وصل طولها 300 متر لا تستطيع بعض الموانئ في المنطقة استقبالها.. وأحياناً يصل على ظهر السفينة ما يقارب خمسة آلاف سائح.
الأمور تسير بشكل جيد وخلال الأشهر الماضية عندما كان الجو معتدلاً كانت حركة السياحة كبيرة أما هذه الأيام وبسبب ان الجو حار في عدن، فالسياح الذين يأتون فقط من دول المنطقة.
المحافظات
السياحة الداخلية إلى عدن.. هل تعتورها مشاكل؟
- هناك تدفق أيضاً على مستوى السياحة الداخلية بالإضافة إلى أن هناك سياحاً كما أشرت من دول المنطقة خاصة مع العطلة الصيفية وكثير من المهاجرين يأتون لزيارة أقاربهم هذه الأيام، ولا توجد هناك مشاكل خاصة على مستوى السياحة الداخلية فعدن من أجمل المدن التي يهوى كل اليمنيين زيارتها والسياحة فيها.
سؤال يواجهكم بصورة مستمرة.. هو: ما الجديد على صعيد خليجي 20؟
- خليجي عشرين نحن نسير نحوه على نفس الخطة وإذا حصل هناك فعل أمني أو عمل محدد فهذا يحدث في أكثر البلدان تقدماً.. ليس بمجرد حدث بسيط تكون هناك نهاية الدنيا، نحن كلما حصل شيء زادنا اهتماماً بالخطط الأمنية بما يتواكب مع هذه المعطيات..الأمن في عدن مستتب وهناك خطة أمنية كبيرة وأجهزة متطورة تم استيرادها وأيضاً الملاعب على وشك الانتهاء.. وإذا واجهنا مشكلة على مستوى السعة الاستيعابية للفنادق عندنا ما فيش مشكلة خاصة وأن مدينة تعز مجاورة لعدن وصنعاء الوصول إليها نصف ساعة بالطائرة كما يحدث في بلدان عدة مثلاً هناك فعالية في دبي انت تذهب إلى الشارقة وتعود لا مشكلة.
الجديد على صعيد التنمية الحضرية في عدن؟
- عدن شهدت خلال عشر سنوات عملاً كبيراً على هذا الصعيد.. الآن نحن نتحول من عمل الطرقات بالاسفلت إلى عمل الطرقات الداخلية أي إلى الرص بالحجارة بإمكانك زيارة كريتر والتواهي والمعلا وأيضاً دار سعد والشيخ عثمان والمنصورة، والآن هناك مدارس صغيرة وفنادق يعني هناك شغل كبير، وانت لو سألتني عن أي قطاع في عدن باتلاقي شغل كبير في عدن سواء في الشوارع، البريد، السياحة، التربية والتعليم، الصحة، الجامعة.. كل هذه القطاعات تشهد مشاريع يجري حالياً تنفيذها.
هناك شكوى مريرة للمواطنين في عدن جراء ارتفاع اسعار الكهرباء؟
- سأكون صريحاً مع المواطن والحكومة في هذه القضية أولاً يجب أن يفهم المواطن أن بلاده تستورد الديزل بأسعار مرتفعة ويتم بيعه بأسعار منخفضة فمثلاً يتم شراء الديزل للتر الواحد بـ150 ريالاً ويباع بـ48 ريالاً أي بفارق كبير تتحمله الحكومة..وهذا يسبب حرجاً كبيراً للحكومة مع الأصدقاء ودول شقيقة، يقولون انتم دولة فقيرة وتبيع هذه السلعة بعشرة أو خمسة عشر بالمائة من سعرها الحقيقي ولهذا الدولة لا تستطيع أن توفر مادة الديزل للسوق المحلية لذا تستورد مادة الديزل وما تستفيده من النفط تقوم بتقديمه كدعم لمادة الديزل وهذه مشكلة في القطاع الاقتصادي.
التدرج
أيضاً لابد من التدرج في معالجة رفع الدعم، لكن الديزل يُهرب فهناك سماسرة وهناك استهلاك عبثي في الكثير من المصانع ولابد من التدرج في تحرير هذه السلعة وأيضاً بالمقابل ما يتم توفيره من هذه الزيادة يجب أن يوظف في استراتيجية الأجور، بحيث ان المواطن يلمس أن هناك معالجة لا تؤثر على معيشته..نحن تقدمنا في المحافظة بمقترح للحكومة أن المناطق الساحلية تؤجل الارتفاع فيها إلى نوفمبر حتى يبدأ الشتاء وفي العام القادم يتم تسوية هذا الموضوع من خلال تحسين استراتيجية الأجور كوسيلة ناجعة للمعالجة لكن إعلام المعارضة يشوه الموضوع ويتعمد القيام بنقل صورة مغلوطة للمواطنين ويدعي أن الزيادة 50٪ وهذا غير صحيح يعني يجب أن نعرف ان عملية الزيادة هي ريالان عن كل درجة في التعرفة.. والموضوع ليس فيه غبن كبير ولكن بسبب ظروف الناس المعيشية وظروف المناطق السياحية وحجم استهلاكها للكهرباء يجد المستهلك أن 30٪ أو 40٪ من راتبه يذهب للكهرباء..
وندعو الحكومة أن تعطي المناطق الساحلية الاهتمام ونحن في هذه الغرفة وأنت تجري هذا اللقاء إذا توقفت الكهرباء توقف الحديث وهذا بعكس صنعاء لا حاجة فيها لاستخدام المكيفات.
شماعة
ما الجديد على صعيد الأراضي؟
- لجنة الأراضي قطعت شوطاً كبيراً، وأحب أن أوضح للقارئ والسياسيين المتابعين أن هناك من أراد أن يجعل من موضوع أراضي عدن شماعة للإثارة.
أقول لك الموضوع ليس كذلك فلجان التأمين أوشكت على الانتهاء ولجان الأراضي الزراعية قطعت هي الأخرى 90٪ وملف الأحداث السياسية تم حله بالكامل، الموضوع ليس مشكلة الأراضي وإنما ما يدور في عقول هؤلاء الناس من استخدام الأحداث لزعزعة الأمن وغير ذلك.
إذا كان هناك مواطن عنده مشكلة يأتي إلى اللجنة أو يذهب إلى القضاء ونحن على أتم الاستعداد للتعاون معه ولا نسمح لأي كان أخذ أرض أحد، لكن هناك تأويل ودعايات ومن يتحدثون أن فلاناً من الناس يملك أراضي كمساحة دولة قطر وآخر كالبحرين غير صادقين ويعكس حالة من الهستيريا.
لا مشكلة
المنطقة الحرة.. ماذا عنها؟
- المنطقة الحرة أراضيها محفوظة وليس هناك أي مشكلة وفيما يتعلق بتشغيل الميناء فذلك على وزارة النقل وليس المنطقة الحرة.
وماذا تقول المؤشرات الاقتصادية والتنموية القادمة؟
- العملية مرتبطة باستقرار المنطقة بشكل عام لأن حركة التجارة.. والملاحة والاقتصاد العالمي عندما تتأثر اليمن وهي جزء من هذا الواقع والأزمة الاقتصادية اثرت قليلاً وأصبح هناك ضعف في حركة الموانئ لكنه غير مخيف، والآن عادت الأمور بالتجارة وحركتها العالمية.
17 يوليو
تطل علينا الذكرى الـ32 لانتخاب فخامة الرئيس في 1978م.. ماذا تقولون عن هذه المناسبة؟
- هذا حدث عظيم في قلوب الناس وفخامة الرئيس زعيم حكيم ورجل طيب استطاع ان يقود اليمن في ظروف استثنائية صعبة ومازال يواجه تحديات كبيرة وبحكمته وخبرته الكبيرة والطموحة والمجربة في مسار العمل السياسي والوطني وأيضاً في العلاقات العربية والدولية استطاع أن يصنع لليمن مكانة وأيضاً له ملكات ومواهب ومزايا استطاع أن يفهم من خلالها واقع ومفردات المجتمع اليمني المعقد والذي تعد عملية الحكم فيه من المعادلات الصعبة بالنسبة لكثير من البلدان لأن الواقع اليمني واقع متداخل ومتشابك وتركيبات قبلية مختلفة والرئيس مازال قادراً على العطاء وليس هناك بديل لهذا الرجل.
الانتخابات
اللجنة العامة للمؤتمر برئاسة الرئيس قررت المضي قدماً نحو الاستحقاق الانتخابي القادم.. ما تعليقكم؟
- صراحة أنا شخصياً عبر الأطر التنظيمية كنت قد نبهت إلى أن تأجيل الانتخابات الماضية ليس مبرراً وكان في إمكانية لتقديم تنازلات أخرى للمعارضة إذا كان الموضوع ارضاء لها ولكن رأت قيادات أنه لابد من التوافق ونحن أيدنا الفكرة وموضوع الانتخابات لا نرى أن هناك مبرراً لتأجيلها مرة ثانية كون ذلك سيقود إلى فراغ دستوري والشعب اليمني ليس هو المعارضة كلها وليس المؤتمر الشعبي العام كله.. هناك قاعدة عريضة لا تنتمي لهذه الأحزاب سوف تشارك وتقول كلمتها.. وأنا أدعو إلى وفاق سياسي لإجراء عملية ديمقراطية جيدة بهدف استقرار اليمن ومصلحته وعدم الاضرار به، وهذا لا يخلق مبرراً لتأجيل الانتخابات ويكفي المرة الماضية كان المؤتمر الشعبي العام في مستوى المسؤولية وكان متواضعاً.
المبادرة التي أعلنها فخامة الرئيس عشية الـ22 من مايو.. إلى أي مدى مثلت عملاً ناجحاً للأزمة الراهنة؟
- المبادرة بالفعل جيدة وكان لها صدى في الخارج في أوروبا والعالم العربي أكبر مما كان في اليمن وهذا يعني أن عندنا في اليمن متمترسين غير واقعيين ولا يعبر واقعهم عن وجود حكمة لدىهم، يعني أن العالم كله أيد المبادرة، وشوف المفارقات عندنا في اليمن أولاً السلطة تطالب بإجراء انتخابات والمعارضة تقول لا.. والسلطة تطالب بالحوار، والمعارضة تقول، لا ولا تتفاعل والسلطة تقدم رسائل ايجابية في معالجة اطلاق سجناء.. الخ.. وهناك من لا يتفاعل معها..ولذا فإن الموضوع يتحول إلى ابتزاز وهو ابتزاز ليس سياسياً وإنما ابتزاز خاص لأن الموضوع لم يعد سياسياً.
الإصلاحات
الإصلاحات والانتخابات.. هل ترون ضرورة تزامنهما خلال الفترة القليلة القادمة؟
- بالطبع هناك خطوات لابد أن تقوم بها الحكومة ومنها الإصلاحات حيث ينبغي تعزيز صلاحيات السلطة المحلية في المحافظات.
لا نطلب الكل
هل أنتم من الذين يطالبون بحكم محلي كامل الصلاحيات؟
- أنا أقول صراحة لست من أولئك الذين يطلب الكل ويفشل، لكن أقول إن هذه الصلاحيات يجب أن تتماشى مع الواقع مثلاً عدن أو تعز أو الحديدة لها خصوصيات ومش معقول أن اربطها بمحافظات ريفية بعيدة نحن لدينا مقومات ويجب اختيار القيادات الكفؤة التي ينبغي أن توظف قدراتها ايجابياً..الموضوع الآخر يجب أن تتجه الحكومة وتوقف الدعم للشريحة الميسورة لأنه للأسف الشديد هناك شريحة في المجتمع تعودت أن تأخذ من الدولة كل شيء ويجب أن تتقلص لفترة حتى تشعر الشريحة المحرومة بالاهتمام ويُوفر لها العلاج والتعليم والمعيشة الكريمة.
أيضاً لابد على الحكومة أن تضع خطة تعمل على التخفيف من الاختلالات الموجودة وتضع برنامجاً لكل جهة للقضاء عليها، أيضاً هناك العملية التنظيمية تحتاج إلى إصلاح شامل للأسف الشديد مازالت مخرجات التعليم ضعيفة ولابد من إعادة النظر في المنهج وأن تأخذ التربية الوطنية دورها في التعليم العام والأساسي والجامعي بحيث توفر مخرجات لجيل متسلح بالمعرفة وحب الوطن، لأن التربية والعمل الوطني وحب الوطن يبدأ من هذه الأجيال.
فوة سياسية
ماذا تتطلع كقيادي مؤتمري من أحزاب التحالف الوطني أن تحققه خلال الفترة القليلة القادمة؟
- أحزاب التحالف قوة سياسية لا يستهان بها ولا يستطيع أحد أن يسحب حقها في العمل السياسي وهي تعتبر أحد مكونات العمل السياسي وتمثل مرحلة متقدمة من العقلانية والواقعية وليست كما يتهمها البعض.
ونأمل من هذه الأحزاب وفي إطار تحالفها أن تحقق المزيد من النجاحات للوطن وتعزز تجربته الديمقراطية والانتصار لقضاياه الملحة في إطار من التفاعل المسؤول.
مواجهة الكراهية
ما دور المؤتمر في عدن في مواجهة الكراهية التي يحاول البعض نشرها؟
- المؤتمر الشعبي العام مع المثقفين الموجودين بالمحافظة والعقلاء والوطنيين وهم كثر يعمل على أساس توعية الجيل الجديد بمخاطر هذا التوجه المبني على الكراهية الذي يستخدمه البعض للأسف الشديد ويوظفه لخدمة مصالحه ويخطئ من يقوم بهذا العمل ولايمكن أن يكونوا ساسة أو رجال دولة والذي يطرح أو يسير على هذا الطريق ماذا تتوقع منه إذا ما وصل يوماً من الأيام إلى السلطة بلا شك منه سيكون كارثي على المجتمع وعلى نفسه، ونحن ندعو الجميع إلى مواجهة هذه الثقافة القذرة..
وأحب أن أؤكد أن الناس في عدن يجسدون أعظم صور الحب والتسامح والسلام والوئام الاجتماعي.. هذه هي الأهداف التي ينشدها العالم وكل الخيرين ليس في اليمن فحسب.
نشاط مؤتمري
خطة فرع المؤتمر في عدن.. ماذا عنها؟
- هناك خطة تنظيمية للفرع لا استطيع الافصاح عن كل محتوياتها ولكنها في محورها الأساسي تهدف إلى متابعة المكتب التنفيذي في تنفيذه للمشروعات التنموية والخدمية والانمائية بالمحافظة، وكل ما يتعلق بالاهتمام بالشباب من خلال تفعيل دورهم وإقامة الفعاليات المجتمعية والثقافية باعتبارهم أساساً في محافظة عدن وإن شاء الله سوف يقف الفرع قريباً أمام حجم الانجاز على صعيد خطته للعام 2010م خاصة في المشاريع الحيوية ذات الصلة بالمواطنين، كما اننا نسعى إلى العمل على تشكيل جمعيات للشباب على أساس الأقراض في مجالات الأسماك والعمل التجاري الآخر وتوفير فرص عمل حتى يتمكنوا من أن يعيشوا حياة كريمة. <