الميثاق نت/ بشرى العامري - قال رئيس اللجنة الدستورية بمجلس النواب في اليمن علي عبد الله أبو حليقة ان الفارق كبير مابين ميثاق الجامعة العربية كنظام اساسي للجامعة والمبادرة اليمنية للاتحاد العربي في مجملها.
واوضح في اختتام المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل (منارات) فعالياته الخاصة بمناقشة وتقديم قراءات فكرية وتحليلات سياسية لمشروع اتحاد الدول العربية ان المبادرة اليمنية ومبادئها واهدافها ووسائل عملها منطلقة من برؤية حديثة متقدمة راعت كل العوامل والظروف والمستجدات الاقليميةالتي تعيشها اليوم امتنا العربية برؤية حديثة متقدمة راعت كل العوامل والظروف والمستجدات الاقليمية.
وطرح ابو حليقة في ورقته التي قدمها بعنوان (على طريق تطوير العمل العربي المشترك..المبادرة اليمنية بين الواقع والطموح ) انه حتى النتائج التي خرجت بها القمة الخماسية لاترتقي الى المبادرة اليمنية لامن حيث المباديء ولا من حيث الاهداف واليات العمل او وسائله المتعددة.
واكد ابو حليقة ان المبادرة اليمنية لم تكن ناتجة عن فراغ او عن موقف عاطفي معين او استعراضي وانما جائت بدافع عربي وقومي واستشعارا بالقصور التنظيمي والمؤسسي الذي يعتري الجامعة العربية
فيما تحدث الدكتور حمود صالح العودي أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء عن مشروع اتحاد الدول العربية بين طموح الأمة وعوائق السياسة موضحا ان العالم العربي يعاني اليوم من وجود معوقات كثيرة محلية ودولية تقف حائلا بين مسيرة العروبة والوحدة العربية القائمة على هوية العرب الواحد ومقوماتها، ومضي أكثر من قرن من الزمن ولم ينجحوا في الوصول إليها أو حتى في وضع أساسها .
وتطرق الى جملة من الأسباب للفشل الذي لا زال يواجه مسيرة العروبة وحركة الوحدة العربية في الماضي والحاضر والتي من أهمها اختلاف حجم الدول من حيث السكان أو المساحة أو الاثنين معا وانقسامهما إلى دول كبيرة ودول صغيرة فالدول الكبيرة تطمح وتتنافس بينها وفي السيطرة على الدول الصغيرة والدول الصغيرة تخشى الكبيرة وتسعى إلى المحافظة على استقلالها وسيادتها القطرية،.
واشار العودي في استعراضه لأسباب فشل الوحدة العربية، إلى تباين ارتباطات ومصالح النظم السياسية العربية مع العالم الخارجي وبوجه خاص مع الدول الكبرى المتحكمة في لعبة السياسات العالمية ومسارات العلاقات الدولية المختلفة وفي كافة الميادين والمجالات وخلافات الحكام العرب والقادة العرب وتباين الرؤى بينهم فيما يتعلق بثوابت ومتغيرات العمل العربي المشترك وكيف يتم تحديدها والالتزام بها على المستوى النظري وعلى ارض الواقع
ودعا العودي إلى وجوب اعتماد إستراتيجية جديدة للعمل العربي المشترك تتحد فيه الثوابت والمتغيرات المتفق عليها وأن تحدد فيها الأهداف القائمة والممكنة والصعبة والبعيدة المدى والأخذ بالنهج المتدرج في العمل العربي المشترك والعمل على تطويره باستمرار في اتجاه المراحل والغايات المنشودة مع التزام الدول العربية ونمها السياسية بعدم المساس بما يتم انجازه على ارض الواقع اقتصادياً واجتماعياً ومالياً وتجارياً واستثمارياً وسياحياً وعلمياً وصناعياً، وإبعاد مراكزهم وحقوق المواطنين المكتسبة في كل البلاد العربية عن خلافات الحكام العرب الفوقية وآثارها السلبية عليهم،.
ودعا الى توجيه وحث القطاع العربي الخاص ومؤسسات المجتمع المدني في الإسهام الفاعل في بناء قواعد التداخل والارتباطات ألمصلحيه في كل المجالات بين الشعوب والمجتمعات العربية، والعمل الجاد على حل مختلف النزاعات السياسية والحدودية بين الدول العربية وفيما يتعلق بالتنافس والخلافات الشخصية بين القادة والحكام العرب، إضافة إلى القيام بإجراء تعديلات جذرية على ميثاق جامعة الدول العربية المتقادم فيما يتعلق بنظام التصويب وطريقة اتخاذ القرارات على أساس المرونة ومستجدات العصر.
مؤكدا على ضرورة التزام الدول العربية بالاتفاقيات العربية العامة المتعلقة بالضمان الجماعي العربي وبالوحدة الاقتصادية العربية بالآيات والأجهزة والمؤسسات المنقذة لها مثل السوق العربية المشتركة، موضحا أن اليمن بهمها من التقدم بالمبادرة في المقام الأول تطوير العمل العربي المشترك، كما أنها لا تسعى إلى فرض مشروع إتحاد الدول العربية على الدول العربية ولكنها عندما تدعوا إليه فإنها ترى فيه الأمل والبديل الأفضل لجامعة الدول العربية المتهالكة والمتعادية
وفي الجلسة الثانية تطرق الدكتور عادل الشجاع في ورقته الى البعد الثقافي في المبادرة اليمنية لمشروع اتحاد الدول العربية وتناول بعض الإختلالات في المبادرة، والتي حددها في عدم استفادتها من التجربة الأوربية ولا من تجربة الآسيان، وإهمالها الجانب الثقافي والذي يعد من أهم المساعدة لقيام الوحدة أو انتكاستها.
واشترط لإنجاح المبادرة اليمنية خلق حوار بين ثلاثة تيارات أساسية في الوحدة العربية، وهي بالتحديد التيار القومي والتيار الإسلامي والتيار الماركسي، مشيرا إلى التقاء تلك التيارات في صور تحالفات سياسية، لكنه لم تتحول بعد إلى حوار جوهر حقيقي.
وجزم الشجاع بأن فكرة الإتحاد أرادت أن تعيد القوميين إلى جادة الصواب، وتنزع ادعاء الماركسيين بأنهم دعاة اشتراكية ومن الإسلاميين دعوة المدافعة عن هوية الأمة، مشيرا إلى أن مشروع الإتحاد العربي سينقذ النظام العربي من مخاطر الترتيبات السياسية الجديدة.
|