اقبال علي عبدالله - كانت الأنفاس محبوسة وكان القلق المخيف يسكن كل مواطن يمني وعربي شقيق وصديق.. الجميع كان ينتظر ماذا ومتى ستظهر الحكمة اليمانية ويتحاور العقل بعيداً عن المناكفات والمزايدات التي جعلت الجميع »الحاكم، والمعارضة« والقوى السياسية الاخرى ومؤسسات المجتمع المدني، في دوامة مرعبة خاصة والتحدي الاقتصادي يزداد تصعيداً ومؤشراً الى كارثة.
هذه الصورة التي قد تبدو للكثيرين بالسوادية ولا نقول مأساوية كانت تؤشر الى حقيقة يعرفها بل ويدركها مؤتمرنا الرائد - المؤتمر الشعبي العام - وهي حقيقة »كل الخلافات يمكن حلها بالحوار«، ولعل كل من قرأ الميثاق الوطني للمؤتمر وبيان تأسيسه الاول في الرابع والعشرين من اغسطس عام 1982م سيدرك اليوم المعنى والدلالات في اتساع صدر قيادة مؤتمرنا ممثلة بفخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر من كل المحاولات التي لا يمكن وصفها إلا بالطائشة من قبل بعض القوى السياسية بهدف خلق حالة من الاحتقان السياسي والاحتراب الاعلامي وكل أعمال وممارسات التشويه والمكايدات وهو ما أوقع الجميع في محنة شديدة الوطأة على كل النفوس دون استثناء.
إن تمسك المؤتمر الشعبي العام بنهجه وميثاقه الوطني الذي انطلق من معاناة الناس وحلمهم في وطن جديد موحد وآمن ومستقر ينعم كل أبنائه بالخير، قد برهن أن الحوار بين شركاء العمل السياسي من أجل مصلحة الوطن هو مبدأ، بل نهج ثابت في عمل ونشاط المؤتمر الشعبي العام رغم إدراكه بأن هناك بعض القوى السياسية من لا يريدون الحوار والجلوس إلى طاولة واحدة تحت سقف الثوابت الوطنية - الجمهورية والوحدة والديمقراطية - بل وكما دلت شواهد الأيام يسعون الى خلق الأزمات وزعزعة الأمن وتعكير المناخ الديمقراطي الذي ارتبط بقيام الوحدة المباركة وكذا حرمان البلاد من الاستثمارات الوطنية والعربية والعالمية، ولا نريد الخوض أكثر في جملة هذه السلبيات الناتجة عن الاحتقان السياسي الذي عاشته البلاد خلال السنتين الماضيتين.. بل الأهم اليوم وقد استجاب العقل اليمني لمنطق الحكمة وجلس المؤتمر والمشترك وشركاؤهما إلى طاولة واحدة مدركين خطورة المرحلة والتحديات التي تواجهها البلاد وأبعاد ومرامي الاجندة الخارجية التي راهنت منذ اليوم الاول للوحدة المباركة في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م على فشل هذا الانجاز التاريخي اليمني العربي العظيم.
ولعل مؤامرة صيف 1994م الفاشلة دليل على مرامي تلك الأجندة التي عادت اليوم في بعض مديريات بعض المحافظات الجنوبية متناسية درس حرب صيف 1994م وأن الوحدة أكبر من كل المشاريع والأجندة التآمرية.
إن كل أبناء شعبنا في الداخل والخارج ومعه أشقاؤه وأصدقاؤه يتطلعون الى حكماء وعقلاء اليمن في حوارهم المفتوح والشامل بأن يدركوا أن وطن الثاني والعشرين من مايو صار أكبر من الخلافات التي لا تبني ولا تخدم المواطنين.. وطناً ينتظر البدء في معركة التنمية ومسابقة الزمن الذي لن يتوقف إذا رفض طرف من الاطراف حوار العقل واللجوء الى حوار الطرشان أو العربة قبل الحصان، أو الحصان قبل العربة..!{
|