حسن عبدالوارث -
في زمنٍ ما من أزمنة مصر المملوكية ، شهد طوراً فريداً من الفساد السياسي والإداري والمالي على يد صاحب الحسبة الزيني بركات ..
إذْ راح يفرض نظام الاحتكار على أيدي كبار التجار لعدد من السلع المرتبطة بالحياة اليومية للناس، ولاسيما ما يتصل منها بالقوت الضروري ..
فهذا احتكر القمح ، وذاك الذرة ، وذلكم احتكر ملح الطعام ، وقد أسند إلى أقربهم إليه من كبار التجار حق احتكار الفول الذي كان يعني احتكار المعدة أساساً ومباشرةً !!
وقد كان هذا النظام - الذي فرضه الزيني بركات - دليلاً نظرياً ، وعملياً أيضاً ، لنهج الاحتكار على مرّ الأزمان التي توالت إثر ذلك العهد ، وصولاً إلى هذا الزمان ..
ولهذا نجد - في غير دولة - من يُطلق عليه "ملك القمح " أو "ملك الحديد" أو "ملك السكر" وغيرهم من ملوك السلع الضرورية التي يعتصرون - باحتكارهم لها - لحم وعظم ودم المواطن.. وكلما كانت السلعة متصلة بالمعدة، كان الاحتكار أكثر شراسة ، والاعتصار أشد فداحة !!
Wareth26@hotmail.com