اسكندر الاصبحي -
فيما يتمتع إقليم الجزيرة العربية والذي يضم اليمن ودول مجلس التعاون بالاستقرار.. تتفاعل في جواره مهددات لهذا الاستقرار.. هناك- على سبيل المثال- ماجرى ويجري في العراق الشقيق.. وما يجري في القرن الأفريقي والصومال على وجه التحديد..
قادة التعاون في القمة التي اختتم أعمال دورتها السابعة والعشرين أمس في الرياض استشعروا المخاطر المحدقة بالمنطقة حذَّر منها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز أثناء افتتاح القمة واصفاً هذه المخاطر: »كأنها خزان مليئ بالبارود ينتظر شرارة لينفجر«.. وكان سعود الفيصل في الاجتماع التحضيري لقمة التعاون الخليجي قد صرح بأن »تدهور الأوضاع في العراق مايزال يمثل تحدياً خطيراً لأمن المنطقة وسلامة مستقبلها« داعياً إلى »وقف جميع أشكال التدخل التي يتعرض لها العراق«..
الوضع القائم في المنطقة والذي يبدو اليوم أكثر خطورة مما كان عليه عند تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية.. إلى جانب التطورات والمتغيرات الإقليمية والدولية التي يشهدها عالمنا اليوم كلاهما يفرضان تحدياً كبيراً على دول اقليم الجزيرة العربية باتجاه أن تتحول مجتمعة إلى قوة إقليمية، وهذا لايتأتى دون الاسراع باندماج اليمن في مجلس التعاون الخليجي وهو ما ينادي به الكثيرون في دول المجلس باعتبار أن هذا الاندماج »سيعطي عمقاً استراتيجياً أكبر للمجلس« إلى جانب ما تشكله اليمن من سوق استثمارية واستهلاكية جيدة، وما سيحققه اندماجها من دعم اقتصادي وسياسي لدول الاقليم..
كانت قمة التعاون الخليجي التي عقدت في مسقط 2001م قد أقرت انضمام اليمن جزئياً في عدد من منظمات المجلس، ومن المنتظر انضمامها إلى منظمات جديدة قريباً.. والرغبة مشتركة من قبل قيادات دول التعاون الخليجي واليمن بأهمية اندماج اليمن في المجلس.. ومن أبرز تجليات هذا الاتجاه التوافر على عملية تأهيل اليمن اقتصادياً للاندماج المتوقع عام 2015م والذي من ثماره مؤتمر المانحين في لندن وما تمخض عنه من نتائج طيبة، إلى جانب مؤتمر استكشاف الفرص الاستثمارية في اليمن المزمع عقده في فبراير القادم..
إرادة فاعلة من قبل اليمن ودول مجلس التعاون وخطوات جادة على طريق اندماج اليمن في اقليمه الجزيري.. وفي تقديري أن التحديات التي تواجه دول إقليم الجزيرة العربية تفرض أهمية وضرورة ابتكار آليات تسرع من الاندماج الكامل لليمن في مجلس التعاون الخليجي.. ذلك أن الاستقرار الطويل المدى والقوة الاقليمية الفاعلة لإقليم الجزيرة العربية لن يتأتى إلاّ باندماج كل دول الاقليم.