عدن- أحمد حسن عقربي - في بوابة ساحل ابين ومحاذاة للبحر المتلاطم بأمواجه البيضاء وفي الملتقى الرئيسي لبوابة ساحل أبين ونقطة نهاية ساحل بحر صيرة الجميل، وفي قاعة الاجتماعات الكبرى بفندق »ميركيور« بمديرية خور مكسر، المدينة البيضاء، وبحضور قيادة السلطة المحلية ممثلة بالأخ عبدالكريم شائف نائب محافظ عدن والأمين العام للمجلس المحلي، وسعادة نبيل الخوري القائم بأعمال السفارة الامريكية باليمن واعضاء الوفد الامريكي المشارك في اعمال المنتدى الاقتصادي اليمني-الأمريكي وقيادة الغرفة التجارية والصناعية بعدن ممثلة بالأخ محمد عمر عمر بامشموس رئيس مجلس ادارة الغرفة وبمشاركة اكثر من مائتي مشارك من رجال المال والاعمال اليمنيين وممثلي المرافق الاقتصادية المهمة في عدن وبرنامج القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني وصناديق التنمية ورجال الفكر الاقتصادي والمختصين بشئون البيئة والسياحة العامة والبيئة ورجال التخطيط والعمران في عدن وممثلي الاجهزة الاعلامية والصحافة- خرج المنتدى الاقتصادي اليمني- الأمريكي الذي اختتم يوم الخميس الماضي بعدد من الاستخلاصات المهمة ذات الطابع الاقتصادي والاستثماري الشامل التي تهدف بالأساس الى تعميق العلاقات المتميزة بين بلادنا والولايات المتحدة ومن بينها تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والعلمية بين حكومتي البلدين الصديقين ورجال المال والاعمال اليمنيين والامريكان التي شهدت بداية طيبة وهي في طريقها الى مواصلة التواصل والتوسيع في المجالات التجارية والاستثمارية، وهو ما افصح عنه الأخ عبدالكريم شائف في الكلمة التي القاها في بدء اعمال المنتدى: ان مجمل الدراسات والبحوث والتجارب التي قدمت الى المنتدى ستعمل على تعزيز جهود السلطة المحلية للانتقال بمدينة عدن الى المنافسة والاستثمار بحكم موقعها الجغرافي والاستراتيجي المميز الذي يجعل منها مركز نمو تجاري واقليمي وعالمي وهو الأمر الذي يسير في خط موازٍ مع ما تتجه اليه الحكومة اليمنية والسلطة المحلية في استكمال انشاء البنى التحتية الاساسية لمدينة عدن لتوفير الشروط الاساسية والمهمة للاستثمار والسياحة في عدن..
فيما عبر السيد نبيل خوري نائب السفير الأمريكي في الكلمة الاستهلالية لبدء اعمال المنتدى عن التفاؤل الكبير الذي تبديه حكومته تجاه الجهود التي تبذلها الحكومة اليمنية في سبيل تنفيذ الاصلاحات السياسية والاقتصادية منوهاً الى الاهتمام والشعور بأهمية ومكانة اليمن في العالم والمنطقة وما يشهده من اصلاحات جديرة بالاهتمام وهو الشعور الذي تجسد في مؤتمر الدول المانحة في لندن، والذي سلط الاضواء على اليمن واهميتها في خارطة المنطقة في كل المجالات معبراً عن اعجابه بالاهتمام الذي تبديه الحكومة نحو الشباب الاكاديميين من ذوي الكفاءات والتخصصات العالية الذين تضمنهم قوام الوفد ضمن الفريق اليمني المشارك في مؤتمر الدول المانحة والذين يمثلون الوزارات المعنية من كانوا يعملون بجدية في اعمال المؤتمر، وهذا بحسب تأكيده روح ديمقراطية جديدة تعتمل في اليمن.
وفي سياق تطرقه الى آفاق التعاون المستقبلي بين رجال المال والاعمال اليمنيين ورجال المال والاعمال الأمريكيين، قال: ان رجال المال والاعمال الامريكيين يتطلعون الى نقاط معينة للاستثمار وبناء علاقات تجارية مع رجال الاعمال والتجار اليمنيين فضلاً عن العلاقات الثقافية والتعليمية بين الجامعات اليمنية والأمريكية وتوسيع مجال التعاون وتبادل الزيارات في دراسة التعليم العالي بين البلدين، ناهيك عن تبادل الزيارات بين رجال المال والاعمال من كلا البلدين الصديقين، إذ سيجد الجانب اليمني في زيارته لأمريكا شركات تهتم بالامور السياحية والبناء والصناعة.
في حين سيجد رجال المال والاعمال الامريكي الذي سيزور اليمن فرصاً للاستثمار ومناخاً مناسباً ومزايا استثمارية للمستثمرين خصوصاً وان اليمن لديها مناظر طبيعية جميلة وبحر وثروات قابلة للاستثمار.. مُثنياً على الانتخابات التي جرت في اليمن واصفاً اياها انها فريدة في المنطقة خاصة على مستوى رئاسة الدولة لأن الانتخابات في بعض الدول تجرى دون ان تكون هناك مراقبة دولية.
وكان السيد ديفيد بيزلي محافظ ولاية كارولينا الجنوبية السابق من الفريق الامريكي المشارك في اعمال المنتدى قد استعرض الخطة الاقتصادية التي تم تطبيقها في ولاية كارولينا الجنوبية والتي ادت الى قفزات كبيرة في عائدات الولاية، وخاطب المشاركين من الجانب اليمني قائلاً:
سنضع هذه الخطة بين ايدي المختصين في عدن في اطار التوأمة بين مينائي عدن وشارلستون الامريكي.. مشيراً الى أن ميناء عدن يتشابه في مقوماته الطبيعية مع ميناء كارولينا وبإمكانهم الاستفادة من عمق مياه ميناء عدن.. ومضى يقول: يجب ان نعرف ان تطوير الوضع الاقتصادي سيسهم في رفع مستوى دخل المواطنين ورفد الخزينة العامة بعائدات أكبر.
غرفة عدن التجارية تعرض
مزايا قانون الاستثمار
الغرفة التجارية والصناعية بعدن ورجال المال والاعمال قدموا آراء عن خصوصية وتجربة الغرفة ونشاطها الاستثماري وفرص الاستثمار ومزايا قانون الاستثمار الذي يشجع على جذب المستثمرين وهو ما أكده رجل الأعمال محمد بامشموس رئيس الغرفة التجارية والصناعية بعدن عن جهود القيادة السياسية ممثلة بالأخ الرئيس علي عبدالله صالح الرامية الى احداث التطور والتنمية بالشراكة مع القطاع الخاص، حيث قال: اننا من خلال الشراكة الحقيقية والفاعلة نسعى الى استعادة ميناء عدن لدوره التاريخي المجيد والذي كان في المرتبة الثانية او الثالثة بعد ميناء نيويورك.
وجود ملحوظ للمرأة اليمنية في المنتدى
ولوحظ من وقائع اعمال المنتدى -الذي كان فيه ايضاً وجود ملحوظ لمشاركة المرأة اليمنية خصوصاً عضوات المجلس المحلي للمحافظة والمديريات والاكاديميات ورئيسات الجمعيات التنموية النسوية اللواتي تنفذن مشاريع تنموية صغيرة- لوحظ ان هناك نقاشات جادة حول تشجيع القطاع الخاص والافراد في زيادة الاستثمار وتحفيز الاستثمار الاجنبي في اليمن الى جانب اهمية الحوار والتواصل بين رجال الاعمال اليمنيين والامريكيين.
وفي هذا الاطار شرح الجانب الأمريكي تجربة كارولينا الجنوبية في تذليل المعوقات التي تواجه الاستثمار واهمها الضرائب حيث حددوا ضرائب بسيطة جداً وثابتة على جميع الدخول وهذا بحسب وجهة نظرهم قد شجع المستثمرين واصحاب المشاريع الصغيرة على ان ينموا استثمارهم وبدون خوف من زيادة نسب الضرائب، ايضاً عملوا ضوابط في هذ الشأن بالنسبة لموظفي الدولة في مكاتب الضرائب الذين يتعاملون مع الرأسمال.. واستدلوا ايضاً بأن انخفاض ضرائب الجمارك احدى مميزات الجذب الاستثماري للمستثمرين، كما تم الاهتمام بتدريب الشباب واوجدوا فئة واسعة من الشباب ذوي المهارات العالية وفتحوا باب الابداع والبحث بدون قيود وهذه الامور كانت من الاسباب الأساسية لدفع شباب هذه المدينة الى الابتكار.
خطوات اقتصادية يجب اتخاذها
اما السيد ايلينيج من ضمن الوفد الاقصتادي الامريكي فقد نصح فيما يتعلق بالخطوات الاقتصادية الواجب اتخاذها للدفع بالنشاط الاقتصادي في محافظة عدن ومينائها الدولي، بتحرير السوق وجعلها سوقاً حر لتتناغم مع السوق العالمية وهذا بحسب اعتقاده انه سيسهم الى حدٍ كبير في التخفيف من الفساد حيث ان السوق الحرة بحسب وجهة نظرة ستنهي الاحتكار باشكاله المختلفة مما سيمنح التجار فرصة متكافئة للعمل كما انه لن يكون هناك اي مجال للظواهر السيئة في استغلال تراخيص مزاولة هذا النشاط الاقتصادي او ذاك.
تحرير السوق كان بداية الرخاء
وحول الحلول الاقتصادية لاستقطاب الاستثمارات بحسب تجربة مدينته الأمريكية فإن رئيس مؤسسة التعليم الاقتصادي في الولايات المتحدة الامريكية قد حدد مجموعة من الخطوات ابرزها تحرير السوق، وتخفيض الضرائب وايجاد نظام نقد مستقل حتى لا يحدث تضخم وعدم السماح بوجود التعقيدات والعراقيل امام الرأسمال، والزام التجار بالأمانة وعدم خداع المستهلك اذا ارادوا نجاح اعمالهم
مميزات المنطقة الحرة والمطار وقرية الشحن
الجانب اليمني وتحديداً الجهات ذات العلاقة بالمرتفعات الاقتصادية المهمة في عدن تم عرض قانون المنطقة الحرة ومكونات مشروع المناطق الحرة والمزايا التي قدمها قانون الاستثمار في المنطقة الحرة.. في حين قدم المسئولون في مطار عدن الدولي المزايا والتسهيلات التي يقدمها المطار والاتجاهات العامة لمصلحة الطيران المدني بفتح الاجواء عملاً بنظام السماء المفتوحة بحيث يمكن لأية شركة طيران ان تأتي مباشرة الى عدن، وتغادرها الى أي مطار دولي دون شروط.
كما قدمت فرص الاستفادة من قرية الشحن الجوي والمشاريع التي تنوي الدولة اقامتها وربط قرية الشحن بميناء الحاويات بهدف تسريع وتبادل البضائع ونقلها جواً خاصة ان نقل البضائع عبر الجو في تنامٍ متسارع. وتوقع الأخ احمد هادي مدير الغرفة التجارية والصناعية بعدن الذي التقيناه على هامش اعمال المنتدى -بزيارة وفد من رجال المال والاعمال اليمنيين في بداية العام القادم لزيارة ولاية كارولينا الجنوبية التي تجمعها مع عدن وميناء عدن الكثير من اوجه الشبه من حيث انهما ميناءان تتوافر فيهما الخصائص الملاحية والتجارية.. في حين وعد الفريق الاقتصادي الامريكي بتكرار زيارته ورجال الاعمال الامريكيين لعدن لبحث سبل التعاون وامكانية الاستثمار في اليمن. ويرى مدير عام الغرفة التجارية والصناعية بعدن في تقييمه لأعمال المنتدى الذي اتسم بالتنظيم الدقيق لأعماله وحجم المشاركين وتنوعهم من رجال اعمال اوكاديميين ومؤسسات مجتمع مدني ورجال اعلام وصحافة ومشاركة المرأة من يحملن مناصب قيادية في الجمعيات التنموية الصغيرة- انه قد وفر فرصة جميلة للقاء بين رجال المال والاعمال اليمنيين والامريكيين لاستطلاع اجواء ومناخات الاستثمار الموجودة في اليمن حيث ان وجود استثمارات امريكية في اليمن بحسب اعتقاده امر يشجع بقية الاستثمارات العالمية على القدوم الى اليمن، بل لعل ما اكسب هذا المنتدى اهمية هو انه تُوّج بتوقيع اتفاقية تفاهم مشترك لتوأمة ميناءي عدن وشارلستون.
|