عبدان دهيس -
ها نحن في »الأواخر العشر« من شهر رمضان المبارك أواخر العتق من النار.. ونحن نودع شهر التوبة والرحمة والمغفرة، نسأل الله عز وجلّ.. أن يتقبل منّا صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا ويضاعف حسناتنا ويغفر لنا سيئاتنا، إنه على كل شيء قدير.. آمين يا رب العالمين.
ها هي وقد مضت العشر الأوائل وتلتها العشر الوسطى ولم يبقَ سوى أواخره الأيام العشر المعدودات، فإن روحانية هذا الشهر العظيم شهر الخير والإحسان تأسرنا الى ما لا نهاية، فكم هي عظيمة أيامه ولياليه، وكم هي طيبة معانيه، بيوت الله عامرة بالمصلين، والإكثار من العبادات والتلاوات في تواصل لا ينتهي، طمعاً وابتغاءً في عفو الله ورضوانه، والفوز برحمته وغفرانه.. وفي شهر رمضان كم هي عظيمة صلة الأرحام وزيارة الأقارب، ومعاودة المرضى، والسؤال عن الأيتام والأرامل والمحتاجين، ومواساتهم، وتخفيف الاحزان عنهم.. ونحن نودع رمضان الكريم، علينا أن نقف مع ذاتنا.. ونسأل أنفسنا ماذا عملنا وماذا قدمنا؟ هل صامت أبصارنا وألسنتنا، وبقية حواسنا قبل أن تصوم أجوافنا، حينما تصوم عن الطعام والشراب من قبل الشروق الى حين الغروب وزوال الشمس.
رمضان امتحان للعبد على الصبر والجوع والعطش وقوة الإيمان وطاعة الله عز وجل فيما أمر ونهى، والاقتداء بنبي الأمة وسيد الخلق أجمعين الرسول الأمين محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه وعليه.. لكننا للأسف نرى هناك من يسرف في وجبات رمضان.. وتكليف النفس ما لا تطيق من شراء أصناف المأكولات وغيرها.. وهذا ما لا يرضي الله ولا رسوله، رمضان شهر صيام وقيام.. وتراحم ومودة .. رمضان قليل من الطعام والشراب وكثير من القيام والعبادات والتلاوات..
شهر رمضان يمضي والعيد على الأبواب »عيد الصائمين« بنص الحديث النبوي الشريف، أي »عيد الفطر« وبين رمضان والعيد تواصل في الزمن وهكذا تمر الأيام والشهور والسنون، وتموت نفوس وتولد نفوس الى حين قيام الساعة..
< ربنا أحل على الوطن والأمة، الأمن والأمان والسلام، وجنبهما الشر والفتن والشقاق، ودثرهما بالتراحم والتآلف والمحبة وعُمّ عليهما بالرخاء والسعادة والازدهار.. خواتم مباركة وعيد سعيد..