موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت - الدكتور المقالح- الميثاق نت

الإثنين, 13-سبتمبر-2010
د/عبدالعزيز المقالح -
هل من الضروري أن نكتب عن العيد أو نترك لمشاعرنا أن تعيشه ؟ وهل ما تزال في النفس مساحة لاستعادة بهجته عن طريق المعايشة لا عن طريق التذكر؟ وهل تساعد ظروفنا الوطنية والعربية والإسلامية الحالية التي تعكس مجموعة من المنغّصات على الاستمتاع الحقيقي بهذه الفسحة من الأيام؟ أسئلة لن نجد إجابات عليها إلاَّ إذا ما رجعنا إلى زمن الطفولة حين كان للعيد لون ورائحة وموسيقى لا يكتشفها سوى الأطفال، ولا تتجلى إشراقاتها لغيرهم ، لقد كان للعيد في ذلك الزمن الجميل - رغم كل ما كان يحيط بالناس من فقر وظلام- معنى آخر ، وكانت صورته الأعذب والأجمل، هي تلك التي تتشكل في أذهان الأطفال ، رغم الفوارق التي كانت تكشف عن أبعاد اختلاف ظاهري بين ابن الغني وابن الفقير، الأول يرتدي أحدث الملابس وأغلاها ثمناً والآخر لا يرتدي سوى قميص أرهقه صابون الغسيل . العيد عند الأطفال ، بالمشاعر الصافية النقية وبالإحساس البريء بالصداقة والمشاركة الوجدانية في الألعاب البسيطة، والجري في الشوارع والحارات قبل أن تمتلئ بالسيارات وتضيق بالموانع ، ويبدو لي أن من يرغب في البحث عن الصورة المثلى للعيد خارج مجال الطفولة يجهد نفسه ولا يتحقق له ما يريد . وسوف يكتشف أن المسرات لا تكون بقدر ما نمتلك من مال ، حتى لو تساوى مع كل ما كان يمتلكه قارون قديماً وما يمتلكه أصحاب المليارات حديثاً ، فالسعادة في الحياة عموماً وفي الأعياد خصوصاً ليست بما نملك، وإنما بما يسعد النفس ويرسم الابتسامة في القلب قبل أن يرسمها على الشفاه. وهذا ما تفتقده الغالبية من الناس في هذه الآونة من التاريخ سواء أكانوا أغنياء يتقلبون في الرخاء أو فقراء لا يجدون قوت يومهم. وكان لي صديق افتقدته منذ عشرين عاماً ، كثيراً ما كان يعقب على العبارة المتداولة بين الناس " العيد عيد العافية " بقوله إن هذه العبارة لا تصدر من القلب سوى من شخصين: أحدهما يعاني من ألم المرض والآخر مسكين يعاني من ألم الفقر ، وكل منهما ينظر إلى العيد من الزاوية الصحيحة، فهو عافية وإمكانات، فإذا توفرتا وتحقق معهما قدر من القناعة والرضى، فإن الأيام كلها تتحول إلى أعياد . وكان هذا الصديق يردد من باب السخرية حيناً ومن باب الاعتراف بالنعمة حيناً آخر "هذا اليوم عيد" إشارة إلى أنه قد حصل على شيء من المال يخفف منه ضائقته ، وكثير هم أمثاله في هذه الأيام في بلادنا، وغيرها من بلدان الله الغارقة في الفقر بمستوياته العليا والدنيا، والتي باتت نماذج للفوارق المثيرة للحيرة والقلق . وتذكرني الإشارات السابقة عن زمن الطفولة بعلاقتي مع الأعياد، تلك التي ابتدأت في القرية ذلك المحيط البريء من التكلف ، وحيث كان سكان القرى يعيشون حالة من طهارة النفس وحب الأرض، وقضاء كل الأيام وأحياناً بعض الليالي في العمل الشاق المضني لا يعرفون معنى للإجازات ، لذلك فعندما كان يأتي العيد، فإنهم يعدونه إجازة سماوية فيبذلون أقصى جهودهم في الاستمتاع بأيامه، حيث يتجمعون بعد صلاة العيد في ساحة من ساحات القرية -قبل أن تتسع بيوتها ويتم السطو على الساحات- لممارسة الألعاب وركوب المراجيح المشدودة إلى أقدم الأشجار وأصلبها أغصاناً ، وعلى أصوات الطبول والمزامير والأهازيج الشعبية ، وكان للنساء أفراحهن بالأعياد وأهازيجهن وأغانيهن ، كما كان الأطفال يتنقلون بين المهرجانين، مهرجان الرجال ومهرجان النساء ، مشدوهين ومستمتعين بما يشهدون ويسمعون، وصدورهم مفعمة بقدر من البهجة التي يصعب تصورها في مثل ظروفنا الراهنة، التي انقلبت فيها أوضاع الناس في الريف والمدينة على حد سواء . الدكتور عبدالله الفضلي وكتابه عن (الإنتاج الفكري اليمني المنشور) في أواخر الشهر الكريم أعدت قراءة هذا الكتاب ، وهو الأول في مجاله، وقد عكف على إعداده وإخراجه الصديق الدكتور عبدالله الفضلي، الأستاذ في قسم المكتبات بكلية الآداب جامعة صنعاء . وعنوانه الكامل "الإنتاج الفكري اليمني المنشور ، بحوث ودراسات وتحليلات ببلومترية " وهو جهد مشكور يسد فراغاً في الساحة ويتناول جوانب متعددة، تتعلق بنشر الكتاب والدوريات العلمية والأطروحات الجامعية المجازة بجامعة صنعاء. والكتاب من منشورات الجامعة ويقع في 302صفحة . تأملات شعرية: حاول قلبي أن يفرحَ أن يخرجَ من ساحات كآبتهِ ويرى في الأطفال ، وفي الشمس وفي الأشجار ، علامات لمسراتٍ قادمةٍ وغداً يخلو من جرعات الأحزانْ . لكن دماءً تسفكها الأحقاد هنا ، وهناك ، بلا ذنبٍ تقتل كل فراشات الفرح المولود تلقيها في غابات النسيانْ .

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)