لقاء/ هناء الوجيه - حول الاهتمام بالأمومة والطفولة وما له من انعكاسات ايجابية على حركة التنمية والتطور والرفع من وعي المجتمع التقت «الميثاق» الدكتورة جميلة صالح الراعبي وكيل وزارة الصحة لقطاع السكان وأجرت معها هذا اللقاء الذي نسلط الضوء من خلاله على مستوى التطور في مجال الصحة الانجابية.. فإلى الحصيلة..
ما وضع المرأة اليمنية من خلال المؤشرات الصحية؟
- في بلادنا ورغم الجهود المبذولة الا ان معدلات الوفيات مازالت مرتفعة على المستوى العالمي حيث تصل الى 366 امرأة لكل 100 الف، وهذه نسبة عالية لابد من العمل على التقليل منها من خلال رفع الوعي وتقديم الخدمات الصحية ذات الجودة.
ما هي السياسات المتبعة لخفض هذه المعدلات وتحقيق أهداف الالفية بحلول عام 2015؟
- وزارة الصحة تبذل جهوداً مكثفة من أجل تنفيذ السياسات والاستراتيجيات على مستوى الصحة وتهتم بقضايا الصحة الانجابية ككل وهناك توجه والتزام سياسي لتحقيق اهداف الالفية من قبل الوزارة ممثلة بالدكتور عبدالكريم راصع، فالأمومة والطفولة من أولويات وزارة الصحة ونحن نركز على الجانب الوقائي قبل الجانب العلاجي.. فالوزارة ومكاتبها في المحافظات تقوم بتوزيع وسائل تنظيم الاسرة مجاناً وتعمل على تدريب الكوادر والتركيز على تدريب القابلات وتقديم الخدمة ذات الجودة وكذا تعريفهن على المعلومات الحديثة عن قضايا الصحة الانجابية عموماً ، وهناك أعمال وأنشطة عدة تقوم بها الوزارة ومكاتبها في المحافظات في إطار سياسة محددة وخطة موحدة لتنفيذ السياسات والاستراتيجيات المتعلقة بالصحة والعمل على رفع مستوى الوعي المجتمعي، فكلما كان المجتمع متعلماً ومدركاً ولديه ثقافة صحية كان هناك استجابة للخدمات والمعلومات الصحية، وبالتالي يكون هناك انعكاس ايجابي في القضايا الصحية.. في هذا الجانب حاولنا الوصول الى مختلف شرائح المجتمع عن طريق الاذاعات المحلية أخذنا اربع عشرة إذاعة محلية تقدم قضايا الصحة الانجابية يومياً.. وايضاً من خلال الصحافة، حيث قمنا بتدريب عدد كبير من الصحفيين في الصحف الرسمية والاهلية والحزبية لتوحيد ومعرفة الرسائل الصحية، وكذا عبر الفلاشات والحلقات التلفزيونية، ولدينا ايضاً طريقة الاتصال المباشر والتي تعتبر من الوسائل التوعوية والخدمية التي من خلالها يقوم عدد من المتطوعين والمتطوعات الصحيين بزيارة الاسر وتقديم التوعية والخدمات، والرد على التساؤلات، كما يوجد لدينا المركز الوطني للتثقيف الصحي والذي يقوم بعمل الحملات التوعوية والعروض المختلفة، وتنفيذ العديد من المبادرات التي تأتي من المجتمع ونقوم بتنفيذها على مستوى الوزارة أو مكاتب الصحة، وقد وجدنا الإقبال على المراكز الصحية وطلب الخدمة كنتيجة لرفع الوعي، وإذا ما قمنا بتشجيع التعليم فسوف نصل الى نتائج ايجابية تحقق أهداف الالفية.
خدمات مجانية
ما مدى الاهتمام بالمرأة الريفية أو تلك التي في المناطق النائية وبالذات الشريحة الفقيرة؟
- من حيث الاستهداف للشريحة الفقيرة حاولنا مع المانحين وبدعم من شركائنا في التنمية ان نبدأ مشروع بطائق الدفع المسبق بحيث تختار الام المستشفى أو المرفق الخاص أو العام ويكون ذا جودة وتأخذ البطاقة لتقدم لها الخدمة في ذلك المرفق مجاناً.
من ناحية أخرى حاولنا تشجيع الكوادر النسوية في الأرياف على الانخراط في العمل الصحي لتقديم الخدمات هناك، كما عملنا على تدريب العديد من القابلات والعمل على نشر الوعي في تلك المناطق.. لدينا ايضاً مشروع نسعى لتنفيذه مع شركائنا في التنمية وهو عبارة عن مركز للطوارئ يكون في المراكز والمرافق الصحية بحيث يتم تحويل أية حالة لديها مضاعفات سواء في فترة الحمل أو أثناء الولادة أو ما بعد الولادة لتقديم الخدمات والرعاية المركزة للأم الى أن تتجاوز مرحلة الخطر.
قرار لم يطبق
ما مدى تفعيل قرارات الوزارة بمجانية الولادة في المستشفيات والمراكز الحكومية وهل تم إزالة المعوقات التي تحول أمام تنفيذ تلك القرارات؟
- بالنسبة لمجانية الولادة هذا قرار وزاري، وكان فخامة الاخ رئيس الجمهورية قد أعلن مجانية الولادة في مؤتمر صنعاء 1998م، ولكن هذا الامر يعتمد على المرافق الصحية ولم يطبق هذا القرار بسبب قلة الموارد والميزانية التشغيلية للمرافق الصحية وتعمل وزارة الصحة مع وزارة المالية لحل هذه الاشكالية.. الا أن هناك عدداً من المرافق الصحية على مستوى المحافظات تقدم الخدمة مجاناً.
ما مدى مساهمة القطاع الخاص في تقديم الخدمات الصحية؟
- القطاع الخاص يشكل شراكة فاعلة مع القطاع الصحي وهناك خدمات كثيرة تقدم عبره ولدينا شراكة في المجال الخدمي والتدريبي خاصة في ورش العمل الخاصة بالاستراتيجية الخاصة بالصحة الانجابية وتطويرها وطرق تحديثها.. كما أن القطاع الخاص يعتبر جزءاً من منظمات المجتمع المدني التي لدينا معهم شراكة ايجابية في تنفيذ العديد من الانشطة كونهم يصلون الى الشرائح المختلفة في المجتمع.
طموحات جبارة
طموحاتكم وتوجهاتكم القادمة؟
- طموحاتنا المستقبلية كبيرة وليس لها حدود وأنا شخصياً أطمح ألا تتوفى امرأة أثناء الحمل أو الولادة أو ما بعدها وان لا يتوفى طفل أو رضيع لعدم وجود وعي أو سبب انعدام الخدمة، ونرجو أن تقل المؤشرات المرتفعة لوفيات الأمهات ونكون مع الدول التي لديها مستوى أقل من الوفيات للأمهات والاطفال، وهذا طموح كبير وفيه تحدٍ ..والجهود التي نقوم بها بالتعاون مع جميع الاطراف من مؤسسات حكومية ومانحين وشركاء في التنمية ومنظمات مجتمع مدني لابد أن نحقق من خلالها شيئاً.
|