الميثاق - محمود الحداد -
العودة الى المدرسة« عنوان حملة تربوية جديدة تنفذها وزارة التربية بالتعاون السبت القادم مع اليونسيف تزامناً مع بدء العام الدراسي الجديد (2010-2011م) بهدف زيادة التحاق الطلاب والطالبات في المدارس خاصة في محافظات صعدة وحجة وعمران وباقي المحافظات المتدنية بها نسب الالتحاق.
»الميثاق« التقت وكيل وزارة التربية لقطاع المشاريع والتجهيزات عبدالكريم الجنداري لمعرفة المزيد حول الحملة وأهدافها وآلية تنفيذها، وهل يمكن أن تكون وسيلة فعالة لإعادة الأمن النفسي لدى معلمي وطلاب المحافظات التي تأثرت بأحداث فتنة الحوثي، وحول غيرها من المواضيع المهمة في سطور هذا اللقاء:
تأتي حملة العودة للمدرسة في إطار المشروع التعليمي التربوي الشامل.. فماهو العنوان العام أو الهدف الجامع لكل ذلك؟
- تحرص الاستراتيجية الوطنية للتعليم على زيادة أعداد الطلاب والطالبات بمختلف المدارس في أنحاء الجمهورية، بهدف الوصول الى ما نسبته 95٪ من التحاق في عام 2015 ممن هم في سن التعليم من 6 الى 14 سنة، وهذا الهدف يتماشى مع الخطة الخمسية الثالثة، واهداف الالفية التي التزمت بها بلادنا على المستوى الدولي.
معالجات
لو خصصنا محافظة صعدة بالذكر.. أية أهمية تكسبها الحملة إزاءها؟
- ما من شك أن محافظة صعدة تأثرت بأحداث التمرد التي أدت الى نزوح أعداد كبيرة من السكان عن مناطقهم، وقد سببت في تهدم كثير من البنى التحتية في المحافظة، وكما هو معلوم فإن 85 مدرسة من مجموع 285 هي العدد الكلي لمدارس صعدة قد تهدمت بشكل كلي، وما تبقى غير الـ85 المهدمة كلياً فإن 50٪ منها تعرضت لهدم جزئي، والبقية تعرضت لأضرار متفاوتة أقلها نهب ممتلكاتها.
وفي إطار توجيهات فخامة رئيس الجمهورية بإعطاء فرصة لتحقيق السلام ودخول الحوثيين في إطار الالتزام بالشروط الستة لإيقاف الحرب وآلية تنفيذها، نسعى الى عودة الطلاب والطالبات الى المدارس وهذا الهدف الرئيسي للحملة.
تواصل مجتمعي
والمحافظات الأخرى؟
- الواقع أن لدينا مجموعة من المحافظات لاتزال نسبة القبول فيها متدنية ومن هنا جاءت فكرة الحملة بهدف توعية المجتمعات المحلية بأهمية التعليم، وبأنه حق أساسي للتلاميذ ينبغي أن يحصلوا عليه في كل الظروف سواء في الحرب أو السلم، والهدف الآخر هو إشراك المجتمع المحلي للمساهمة في دعوة المواطنين ذكوراً وإناثاً لإلحاق أبنائهم وبناتهم بالمدارس، وتسهيل هذه العملية بكل الوسائل، بحيث يصبح المجتمع شريكاً فاعلاً في عملية التعليم.
اضافة الى إيجاد نوع من التواصل بقضايا التعليم في المجتمع المحلي.. بمعنى أن يشعر الناس أن قضايا التعليم ليست خدمة تقدمها الدولة لمن أراد الالتحاق بالمدرسة، وإنما هي حق للذكور والإناث يجب توافره، ويتعين على المجتمع المحلي أن يحرص على توفير هذه الخدمة، ويبذل كافة التسهيلات للالتحاق بالمدرسة والعمل سوياً على معرفة أسباب عزوف الطلاب والطالبات عن الالتحاق بها، والعمل على حل هذه المعوقات والأسباب.
الأمن النفسي
وماذا عن المعلمين؟
- تهدف الحملة الى تدريب المعلمين والمعلمات ليس لرفع كفاءتهم المهنية، وإنما بغرض إعادتهم الى جو العملية التعليمية بنفسيات راضية ومنشرحة لأن الاحداث في صعدة وحرف سفيان قد أثرت على نفسياتهم وأخرجتهم من جو العملية التعليمية الى أجواء أخرى أكثر عنفاً، ومن خلال التدريب نستطيع إعادتهم بنفسيات سليمة بهدف إصلاح نفسيات الطلاب والطالبات، نظراً لما شاهدوه من أحداث عنف وتخريب جراء الفتنة الحوثة في صعدة.
هناك اشكاليات ترتبط بعودة الطلاب الى المدارس مثل فقدان ما يثبت مستوياتهم..
- الحملة ستشمل الإدارات المدرسية على اعتبار أنهم أولاً من يرحبون بالطلاب والطالبات ويعملون على تسهيل صفاء نفسياتهم وندرك أن الطلاب والطالبات سيأتون الى المدارس ومعظمهم بدون وثائق وغيرها من الاشكاليات وعندما نتمسك بقوالب معينة في القبول فإن هذا سيكون عائقاً أمامهم، وعلى سبيل المثال: طالب يريد الالتحاق بالصف الأول فتطلب منه شهادة ميلاد فيما الواقع لا يسمح بتوفير هذه الوثيقة، ومن هنا فإن من ضمن التسهيلات أن يتم قبوله، ولاحقاً حين تسنح له الفرصة للعرض على مركز صحي لمعرفة سنه الحقيقي، ومثال آخر طالب بالصف الرابع يريد الالتحاق فتطلب منه الإدارة الوثائق السابقة في حين أن لديه عذراً يقضي بأنها فقدت أو احترقت.. فالصواب إذاً أن يتم قبوله ومنحه ثلاثة أو أربعة أشهر وإن لم يأتِ بها يتم اختباره لتحديد مستواه.. المهم نضمن أن يلتحق الطالب بالمدرسة.
تقليد سنوي
وهل سيتم العمل ببرنامج حملة العودة الى المدرسة مطلع كل عام دراسي كتقليد متبع أم أنه مقتصر على هذا العام فقط؟
- الحملة تضع الأساس لأسلوب ينبغي أن نتبعه في بداية كل عام، نأمل أن تكون حملة العودة الى المدرسة العام المقبل شاملة كل محافظات الجمهورية قبل ثلاثة أسابيع من بداية العام الدراسي..
وماذا عن شمولية الحملة لمختلف مناطق صعدة؟
- بالنسبة للوصول الى مختلف المديريات في صعدة فمن المعروف أن انطلاق الحملة لن يكون الا من خلال السلطة المحلية، ووظيفة الوزارة تتمثل في الاشراف وإعداد الخطط والبرامج والتمويل.. لكن آلية التنفيذ الفعلية والوصول الى المناطق المختلفة سيتم من خلال السلطة المحلية.. نحن سننقل المستلزمات من الخيم والمقاعد والشنط وغيرها مما يحتاجه التلاميذ، والمحافظة ستتولى عملية التوزيع وفقاً لاحتياجات كل مدرسة.. وحريصون على الوصول الى جميع المناطق، وإذا تعذر ذلك فمن المؤكد أننا سنتوقف وتوفير الامن والأمان ضروري لتنفيذ البرنامج.
ترقيم
ما مدى استعداد الوزارة لهذا العام الدراسي من ناحية التجهيزات والمستلزمات كالبنية التحتية والكتاب المدرسي؟
- لقد أعدت الوزارة جيداً لهذا العام بالعمل على زيادة المقدرة الاستيعابية للطلاب والطالبات، وتوفير متطلبات العملية التعليمية وبالنسبة لهذا العام فهو أفضل من الاعوام السابقة، فمنذ مايو الماضي تم إدخال ما يزيد عن 4691 فصلاً دراسياً جديداً، وبلغت تكلفتها الاجمالية حوالى 27 ملياراً و 78 مليوناً و 793 ألف ريال، ونتوقع استيعاب اكثر من 180 الف طالب وطالبة.
أما بخصوص الكتاب المدرسي فقد تم طباعة الجزء الأول ورحل منه 36 مليوناً و549 الفاً و90 كتاباً، أما الجزء الثاني فقد فالبدء بطباعته جاري ونأمل أن تنتهي عملية الطباعة مع بداية شهر يناير المقبل.. ولا يوجد هناك عجز في توفير الكتاب، وإذا حدث شيء من هذا فهو يعود الى سوء توزيع أو تخاذل في التوزيع بالمواعيد المحددة، والوزارة نعد لنزول لجان الى المحافظات للتأكد من أن الكتب وصلت بالكميات الوافية، والتأكد من توزيعها على المدارس.
وماذا عن الاشكالية القديمة /الجديدة.. ببيع الكتاب المدرسي؟
- هذا العام وضعت الوزارة حداً لسماسرة الكتب المدرسية.. وذلك من خلال وضعها ترقيماً لكل كتاب، ومن خلال هذا الترقيم سيتم معرفة من هم ضعفاء النفوس الذين يتاجرون بالكتاب المدرسي، فكل كتاب يحمل رقماً معيناً وسيتم توزيع الكتب على المحافظات حسب الترقيم، كل محافظة تأخذ من رقم كذا الى رقم كذا.. وكذلك المحافظة حين توزع الكتب على المديريات وهكذا، فإذا تم وجود كتب تباع فإنه سيتم معرفة من أين تسرب هذا الكتاب، ومن ثم محاسبة المسؤول حتى لا تتكرر مثل هذه الظواهر المشينة.{
حملة العودة إلى المدرسة .. الجنداري: يجب تأسيس شراكة مجتمعية 
