موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


إغلاق 10 شركات أدوية في صنعاء - إجراءات جديدة للبنوك اليمنية.. وتحذير لمركزي عدن - البرلمان يستعرض تقرير بشأن الموارد المحصلة - وصول 1820 مهاجر أفريقي إلى اليمن في يونيو - “مخاطر الجرائم الإلكترونية على المجتمع اليمني” في ندوة بصنعاء - السعودية تدشّن حرب الموائد على اليمنيين - إيرادات ونفقات صندوق المعلم على طاولة البرلمان - ارتفاع عدد شهداء الدفاع المدني بغزة إلى 79 - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 38664 - "طوفان الأقصى".. تحوّلات إقليمية ودولية -
تحقيقات
الإثنين, 11-أكتوبر-2010
كتب‮/ ‬محمود‮ ‬الحداد -
»لا أعبد ما تعبدون..لا أعبد ما تعبدون« عبارة ترددت مراراً وتكراراً على لسان رجل خمسيني من العمر بعد إقدام شابين يرتديان زي عمال النظافة على إطلاق قذيفة صاروخية صوب سيارة تَقِل دبلوماسيين بريطانيين.. في الساعات الأولى من يوم الأربعاء الماضي.
»لا أعبد ما تعبدون« قالها ذلك الرجل الخمسيني الذي جاء من أعالي جبال ريمة بحثاً عن عمل في المدينة يسترزق به ما يسد رمق أولاده ويعينهم على البقاء ليس إلا.. قال تلك العبارة والوجوم والدهشة يملأ تفاصيل وجهه الشاحب.
تفاصيل الحكاية..أن كل ما فيها مر علقم تركت جراحاً في القلوب قبل الأجساد.. في صباح الاربعاء الماضي استيقظت حارة أوسان في بوتقة من يوم جديد حالم، مضى أبناؤها كل في سبيل حاله.. الموظف الى عمله والطالب الى مدرسته والمعلمة الى مدرستها لم يعلم أحد منهم أن شراكاً‮ ‬للفجيعة‮ ‬يتربص‮ ‬بهم‮ ‬وبأحلامهم‮..‬
‮ ‬وما‮ ‬يزيد‮ ‬القلب‮ ‬حزناً‮ ‬وألماً‮ ‬أن‮ ‬ذلك‮ ‬الشراك‮ ‬ليس‮ ‬من‮ ‬غير‮ ‬بني‮ ‬جلدتنا‮ ‬أو‮ ‬جاء‮ ‬من‮ ‬كوكب‮ ‬آخر‮.. ‬انهم‮ ‬منا‮ ‬وأسماؤهم‮ ‬شبيهة‮ ‬بأسمائنا‮ ‬أو‮ ‬أفضل‮ ‬منها،‮ ‬مما‮ ‬حُمد‮ ‬وعُبد‮..‬
الطريق‮ ‬الممتدة‮ ‬الى‮ ‬نقم‮ ‬باتجاه‮ ‬السفارة‮ ‬البريطانية‮ ‬آمنة،‮ ‬ولماذا‮ ‬الخوف‮ ‬أصلاً‮ ‬ونحن‮ ‬في‮ ‬يمن‮ ‬الايمان‮ ‬والحكمة؟
وفيما‮ ‬سيدة‮ ‬في‮ ‬العقد‮ ‬الثالث‮ ‬من‮ ‬عمرها‮ ‬تقطع‮ ‬الشارع‮ ‬بخطوات‮ ‬واثقة‮ ‬يملؤها‮ ‬الأمل‮ ‬والحلم‮ ‬معاً‮ ‬حين‮ ‬تمشي‮ ‬وفلذة‮ ‬كبدها‮ ‬الى‮ ‬جوارها‮ ‬باتجاه‮ ‬المدرسة‮.‬
طفلة‮ ‬أندى‮ ‬من‮ ‬الورد‮ ‬ما‮ ‬فتئ‮ ‬أن‮ ‬يشرق‮ ‬حلمها‮ ‬وأملها‮ ‬الجديد‮ ‬حتى‮ ‬وقع‮ ‬ما‮ ‬عكر‮ ‬اشراقها‮ ‬حيث‮ ‬وجدت‮ ‬نفسها‮ ‬هي‮ ‬ووالدتها‮ ‬في‮ ‬وسط‮ ‬انفجار‮ ‬دوى‮ ‬صوته‮ ‬أنحاء‮ ‬المكان‮ ‬والدماء‮ ‬تسيل‮ ‬منهما‮ ‬دون‮ ‬أن‮ ‬تعرفا‮ ‬السبب؟
أكدت الروايات أن مصدر الانفجار قيام شابين ملثمين يرتديان زي عمال نظافة كانا على قارعة الطريق يقومان بدور عمّال النظافة غير أن أحدهما كان واقفاً ويحمل على كتفه كيساً ممتلئاً من يراه يتوهمه نفايات من البلاستيك التي يحرص على جمعها عمال النظافة ليبيعوها في محلات‮ ‬مخصصة‮ ‬تجمعها‮ ‬لمصانع‮ ‬معنية‮ ‬بإعادة‮ ‬تصنيعها‮ ‬من‮ ‬جديد‮.‬
يقول متذكراً ذلك الرجل الخمسيني حين أعلمته بالأمر: إنه قبل دقائق من وقوع الحادث مر من مكان الحادث وتحديداً بجانب المتهمين بالتفجير، وزاد أنه ألقى عليهما السلام فردا السلام عليه بأفضل منه، دون أن يعلم أن من رد عليه السلام على استعداد بعد قليل لقتله وقتل الأبرياء‮ ‬ثم‮ ‬يعتبرون‮ ‬ذلك‮ ‬جهاداً‮ ‬في‮ ‬سبيل‮ ‬الله‮ ‬وانتقاماً‮ ‬من‮ ‬أمريكا‮ ‬وبريطانيا‮ ‬ونصرة‮ ‬للإسلام‮.‬
ولهذا السبب ذهب صاحبنا يكفر بدين وملة الارهابيين مردداً »لا أعبد ما تعبدون« على الرغم من أن الارهابيين استهدفا الدبلوماسيين البريطانيين غير أن الارهاب لا يعرف ديناً أو لوناً أو حدوداً ولا يميز بين مسلح أو طفل .. رجل أو امرأة أو أب سعى في سبيل رزق العائلة.
الارهابيون‮ ‬يعرفون‮ ‬أن‮ ‬الوصول‮ ‬الى‮ ‬أهدافهم‮ ‬يتسبب‮ ‬في‮ ‬موت‮ ‬وإصابة‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬الأبرياء‮ ‬الذين‮ ‬لا‮ ‬ناقة‮ ‬لهم‮ ‬ولا‮ ‬جمل‮ ‬فيما‮ ‬حدث‮.‬
‮ ‬وما‮ ‬يزيدنا‮ ‬ألماً‮ ‬أن‮ ‬وسائل‮ ‬الاعلام‮ ‬انشغلت‮ ‬بتغطية‮ ‬ردود‮ ‬الأفعال‮ ‬الرسمية‮ ‬والعالمية،‮ ‬وركزت‮ ‬على‮ ‬نجاة‮ ‬السفير‮ ‬البريطاني‮ ‬دون‮ ‬أن‮ ‬تكلف‮ ‬نفسها‮ ‬بمتابعة‮ ‬الضحايا‮ ‬الأبرياء‮ ‬من‮ ‬المصابين‮ ‬في‮ ‬الحادثة‮.‬
ما‮ ‬تؤكده‮ ‬المصادر‮ ‬أن‮ ‬الأم‮ ‬وبنتها‮ ‬تعرضتا‮ ‬لوابل‮ ‬من‮ ‬الشظايا‮ ‬أمطرت‮ ‬كامل‮ ‬جسديهما‮ ‬لتحيلهما‮ ‬الى‮ ‬غرابيل‮ ‬تقطر‮ ‬دماً‮.‬
فما الذي يحدث في بلادنا بالضبط ولمصلحة من هذه العمليات الاجرامية والخلايا النائمة المتحفزة للقضاء على الأبرياء من النساء والاطفال والذين استهدفهم الحمقى بعمليات إرهابية تم الإعداد لها للانتقام ممن يصفونهم بأعداء الاسلام والمسلمين »أمريكا وبريطانيا وحلفائهما‮«.. ‬هل‮ ‬إغاضة‮ ‬الغرب‮ ‬في‮ ‬فكر‮ ‬هؤلاء‮ ‬الارهابيين‮ ‬يكون‮ ‬بهذه‮ ‬الطريقة؟‮ ‬هل‮ ‬الانتقام‮ ‬للإسلام‮ ‬يكون‮ ‬بقتل‮ ‬الأبرياء؟
إن‮ ‬أفعالهم‮ ‬الشنيعة‮ ‬هذه‮ ‬تكشف‮ ‬حقيقتهم،‮ ‬ولأن‮ ‬الحقيقة‮ ‬عارية‮ ‬لا‮ ‬تختفي‮ ‬خلف‮ ‬أسمال‮ ‬وثياب‮ ‬كان‮ ‬لابد‮ ‬من‮ ‬تعرية‮ ‬كل‮ ‬من‮ ‬يحرض‮ ‬على‮ ‬ارتكاب‮ ‬هذه‮ ‬الأفعال‮ ‬التي‮ ‬يحرمها‮ ‬الشرع‮ ‬والدين‮.‬
وحقيقة هؤلاء انهم ليسوا متطرفين أو أصوليين ومن المؤكد أنهم لا يركعون لله تعالى الذي حرَّم قتل النفس بغير حق، لكن هؤلاء الإرهابيين بأفعالهم هذه يتقربون إلى الشيطان بدماء المسلمين، ولهذا فالقضاء عليهم واجب وطني وإسلامي بل وفرض عين على كل وطني مسلم.<

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "تحقيقات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
وحدتنا وشراكتنا.. الضمانة الحقيقية
يحيى نوري

العدوان الأميركي - الاقتصادي على اليمن.. ماذا في التداعيات والرد؟
فاطمة فتوني

أيها الباراسي الحضرمي اليماني الوحدوي الصنديد.. وداعاً
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*

"الإمارات".. الذراع الصهيوأمريكي في الشرق الأوسط.. مصر نموذجاً
محمد علي اللوزي

للصبر حدود
أحمد الزبيري

ماقبل الانفجار
أحمد أمين باشا

صاحب ذاكرة الزمن الجوال في ذمة الله
عبدالباري طاهر

مرض لا يصادق احداً
عبدالرحمن بجاش

الرئيس علي ناصر.. وسلام اليمن
طه العامري

مقال صحراوي يخاطب الضمير الغائب.. “لَصِّي النور يا نور”
عبدالله الصعفاني

فرنسا في مهب المجهول.. فاز اليسار فهل يتركونه يحكم؟
بيار أبي صعب

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)