لقاء: ماجد عبدالحميد - أكد أكاديميون وسياسيون على ضرورة التمسك بالحوار كونه السبيل الأمثل لحل جميع القضايا الوطنية وتجاوز كل التحديات والمخاطر التي تواجهها البلاد..وأوضحوا لـ»الميثاق« ان على جميع القوى السياسية الفاعلة في البلد الجلوس على طاولة الحوار الجاد والمسئول بنية صادقة وتغليب مصالح الوطن العليا على المصالح الضيقة والمشاريع الصغيرة، واستخدام لغة العقل والمنطق والتوجهات والرؤى الصادقة بدلاً عن المناكفات والمهاترات التي لا تخدم اليمن وشعبه لا من قريب ولا من بعيد.
متمنين تحلي كل شركاء العملية السياسية في البلاد بروح عالية من المسئولية الوطنية لتجاوز كافة الأوضاع السياسية والاقتصادية الحالية.
بدايةً أكد الدكتور/ أحمد الكبسي - نائب رئيس جامعة صنعاء للشئون الأكاديمية - أستاذ العلوم السياسية - أن الحوار مهم ومرتكز من مرتكزات النظام السياسي في البلد ومن الأمور التي يتبناها فخامة الأخ علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية في كل الأوضاع والمشاكل سواء في تسيير الأمور أو مناقشة الأزمات..معتبراً دعوة الرئيس في 17يوليو الماضي للتوقيع على اتفاقية الحوار دعوة بالغة الأهمية والحاجة.
ما خاب مَنْ استشار
وأضاف: أنه ومن خلال حكم فخامة الرئيس نلاحظ أنه لا يتشدد لرأيه وإنما يحاول أن يعالج كافة القضايا المطروحة على الساحة الوطنية بالحوار، وما خاب من استشار، مؤكداً أن هنالك دعوة صادقة للحوار حول كافة القضايا المطروحة اليوم على الساحة الوطنية ويجب التحاور مع الفعاليات السياسية التي وُجهت لها الدعوة أن تلبيها بنية صادقة ويحرص الجميع على استقرار ووحدة الوطن وثوابته.
وتابع: أصبح لدينا اليوم مناخ ديمقراطي واسع، ومن له قضية يجب أن يطرحها بشكل عقلاني على طاولة الحوار تحت سقف الوحدة والثوابت الوطنية العليا.
وقال الدكتور الكبسي: يجب علينا أن نسابق الزمن من خلال الجلوس على طاولة الحوار الجاد والمسئول باعتبار استحقاق 27 ابريل 2011م قريباً، لذا يتطلب من الفرقاء الجلوس لمناقشة كافة القضايا التي تمر بها بلادنا وخصوصاً التعديلات الدستورية كون هذه الأمور لا تحتمل التأجيل..ودعا نائب رئيس جامعة صنعاء كافة القوى السياسية إلى الترفع وإعلاء مصلحة الوطن فوق ما عداها.. وطالبهم بالعمل على إفشال وسحب البساط من تحت أقدام التدخلات الخارجية وتجار الحروب والمستفيدين من الأزمات.. وقال: أنا على يقين ان الأجيال القادمة سوف تحاسبنا إما على انجازٍ حققناه أو تقصيرٍ اقترفناه.
المخرج والمنطلق
ويقول الدكتور/ طه الفسيل - أستاذ الاقتصاد بجامعة صنعاء - مستشار وزارة الصناعة والتجارة: ان المنطلق الأساسي لحل المشاكل والتحديات التي تواجهها بلادنا هو الحوار الذي يقوم على أسس ومنطلقات واضحة ولا يخضع للأهواء الشخصية والمصالح الذاتية.
وأضاف: بلادنا اليوم تواجه تحديات جسيمة سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية، مشيراً إلى ان الوطن أمانة يتحمل مسئوليتها الجميع في اليمن كون الوطن وطن الجميع وكوننا جميعاً على سفينة واحدة إذا غرقت غرقنا جميعاً وإذا رست نجونا جميعاً.
وحث الفسيل جميع الفرقاء السياسيين على التمسك بالحوار كونه المخرج الأساسي من الأزمات التي تمر بها البلاد.
معتبراً ان الحوار هو الذي يخلق التفاهم والود ويحل مختلف القضايا.. وقال: رغم كل المشاكل إلا أننا حققنا الكثير من النجاحات الديمقراطية.
سلوك حضاري
وهيب عبدالله -اتحاد شباب اليمن وطالب جامعي - إب قال: التقاء الأقطاب السياسية على طاولة الحوار خطوة انتظرناها طويلاً والفضل- بعدالله- يعود لفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رجل الحوار حين دعا إليه وأشرف على توقيعه في 17 يوليو الماضي.
وأضاف: الحوار بحد ذاته يمثل سلوكاً حضارياً ويجسد الوعي الديمقراطي لدى القوى السياسية، مؤكداً أن الجلوس على طاولة الحوار سيحل جميع القضايا الوطنية التي تقف عائقاً أمام التجربة الديمقراطية.
معتبراً أن ذلك سيمهد لإجراء الاستحقاق الدستوري المتمثل بالانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في 27 إبريل 2011م .
وتمنى عبدالله ان يتفاعل كل شركاء العملية السياسية في البلاد بروح عالية من المسئولية الوطنية لتجاوز كافة الأوضاع السياسية والاقتصادية الحالية.
لغة العقل
أما محمود الجنيد- ناشط سياسي- فقد فأكد على ضرورة التمسك بالحوار كونه السبيل الأمثل لحل جميع القضايا وتجاوز التحديات والمخاطر.
وقال: على القوى السياسية الفاعلة الجلوس على طاولة الحوار الجاد والمسئول بنية صادقة وتغليب مصالح الوطن العليا على المصالح الضيقة والمشاريع الصغيرة واستخدام لغة العقل والمنطق والتوجهات والرؤى الصادقة بدلا عن المناكفات والمهاترات التي لا تخدم الوطن وشعبه لا من قريب ولا من بعيد.
وأوضح أن اليمن لم تعد اليوم قادرة على تحمل أي احتقانات أو أزمات سياسية بل تحتاج إلى التعجيل في وضع حد لجميع القضايا السياسية والاقتصادية وكل ذلك لن يتحقق إلا بالحوار الجاد والمسئول.
قاعدة عامة
اما الدكتور/ فؤاد الصلاحي أستاذ علم الاجتماع - جامعة صنعاء فقال:ان الحوار بشكل عام مهم جداً ويعد ميكاريزماً ديمقراطياً يترتب عليه تحسين مستوى العلاقات بين مختلف الأحزاب.
وأضاف: وهو الأصل في كل الدول الديمقراطية وحديثة الديمقراطية التي تعتمد مبدأ الحوار للتقريب بين وجهات النظر وتقريب المسافات بين الأحزاب خاصة في فترات كانت الأحزاب متباعدة ايديولوجياً ومن ثم فهو مطلوب كقاعدة عامة لإرساء ثقافة سياسية جديدة.. وأشار الصلاحي إلى أن الظرف الراهن يتطلب حواراً سياسياً حقيقياً.
وتابع: لكي نخرج جميعاً من الأزمة بشكل حقيقي ونضع حلاً للمشاكل التي تواجه بلادنا يجب أن يكون هناك حوار مع كل القوى السياسية الحقيقية .
وتساءل الصلاحي حول إجراء الحوار باستثناء أساتذة الجامعات ومنظمات المجتمع المدني الذين يعدون -بحسب قوله- أكثر حضوراً وفاعلية من الأحزاب السياسية.
موضحاً أن الأحزاب أصبحت ضعيفة الفاعلية لايثق بها المجتمع ولم تستطع أن تنتج أي فعل سياسي خلال الثلاث أو الأربع السنوات الأخيرة، علاوةً على أنها باتت موضع تساؤل ونقد من كل أفراد المجتمع.<
|