عبدالله الصعفاني -
صحافة المملكة التي غابت عنها الشمس مشدودة بالحنين الى عقود المندوب السامي البريطاني.
ولذلك فهي تهاجم سياسة الولايات المتحدة الامريكية وترى أنها ترتكب خطأً استراتيجياً بدعمها العسكري لليمن.
وأن الامريكيين فرطوا بالديمقراطية في اليمن من أجل عيون الامن الامريكي..
وفي واقع الأمر أن بعض الدوائر في بريطانيا لاتزال تستحضر دور تلك العجوز التي داهمتها رغبة العودة الى زمن المراهقة.
لقد احتلت بريطانيا عدن لتأمين الطريق الى مستعمراتها.. خضوعاً لمصالحها وحرصت على أن تترك مبدأ فرّق تسد قبل أن تحمل عصا الرحيل وتغادر جنوب الوطن اليمني في نوفمبر مغادرة آخر مستعمر..
وها هي تكرر ذات العبادة لمصالحها في كل المواقف التي تحضر فيها تلك المصالح..
والأحرى بدوائر دولة تمثل مركز الفكر الاستعماري في العالم ان تسأل نفسها عن المسؤولية الاخلاقية والدولية والانسانية في تقديم أرض فلسطين للصهاينة والدفاع عن هذا الكيان الغاصب حتى صار الكيان النووي الأخطر..
والأحرى أن تدفع بريطانيا تعويضات لكل البلدان التي استعمرتها أسوة بالتعويضات الايطالية عن احتلالها ليبيا ولكن.. كيف لها أن تفعل ذلك وهي لا تكل ولا تمل من النفخ في الفتن داخل بلدان تخلصت من الاستعمار البريطاني ولم تتخلص من إفساد الحياة في هذه البلدان بممارسات ظاهرها مساندة الديمقراطية وحقيقتها إشاعة الفوضى والعبث.
أما مسألة أي دعم عسكري لليمن فالرد عليه باختصار: وما العيب آن تلتقي مصالح الدول في شن الحرب على خطر واضح كما هو حال الإرهاب الذي رعاه الامريكيون والبريطانيون في المهد وتتحمل البلدان الفقيرة تبعات أخطاره التي أضرت بالأمن والاستقرار.. وكان الضحايا -غالباً- مواطنين يمنيين.