لقاء/ المحررة - التصوير فن إبداعي يظهر فكر ورؤية ومشاعر المصور الذي يحاول تجسيد اللحظات وترتيب المشاهد ليصنع صورة متكاملة تعبر وتعكس العديد من الرسائل التي يكون لها تأثير عميق، وبالتصوير تكون المشاركة وتصبح المشاهد في متناول الجميع، لذلك أعشق التصوير ولا أجد نفسي الا فيه.
بهذه الكلمات بدأت حديثها ذكرى حميد أول مصورة تلفزيونية في اليمن حوارها مع «الميثاق»:
ذكرى حميد خريجة معهد الفنون الجميلة فن تشكيلي جامعة عدن 91م عملت بعد تخرجها في قناة عدن كمصممة ديكور، لكن الكاميرا داخل الاستديو كانت تستهويها، فكانت ذكرى تراقبها طيلة الوقت الى أن قررت الاقتراب من محبوبتها لتترك عملها في الديكور وتبدأ بأول عمل تصويري في برنامج مباشر عام 97م..
وعن ذلك تحدثت ذكرى قائلة: عندما قررت أن أمسك الكاميرا وأبدأ عملي كمصورة تلفزيونية رأيت علامات الاستغراب والاندهاش في وجوه كثير ممن حولي متسائلين كيف يمكن لمرأة أن تحمل الكاميرا مع أن المرأة يمكنها أن تحمل أثقل من ذلك، وهذا ما نلاحظه في الأرياف عندما تحمل النساء الماء وغيره، لكن الامر مألوف لأنه معتاد عليه.
وفي كل الاحوال فأنا قد استطعت من خلال حبي للكاميرا أن أتحدى وأقنع المجتمع بعملي في وقت كانت لدى العديد من الخيارات لاختار أعمالاً بجهد أقل ونفع مادي أكبر.
التصوير ثقافة
وتستطرد حميد الحديث منذ بداية عملي في التصوير وأنا مقتنعة أن التصوير ثقافة وفن لابد أن يرتبط بتقنيات ومعلومات ليكون المخرج قوياً ومقنعاً، وبدأت أشعر بلذة كبيرة وبدأت الناس تعتاد على وجودي كمصورة تلفزيونية أديت العديد من الأعمال والبرامج وكان أقربها الى نفسي التصوير في مسلسل «أشواق وأشواك»، ففي هذا المسلسل كنت مدير التصوير وانفردت بتصوير كافة المشاهد فيه، ولأن هذا المسلسل يعتبر تجربة درامية متميزة، فقد شعرت بنجاح يضاف الى مجموعة الاعمال التي قمت بتصويرها، كما أن الشهادات والارتياح الذي عكسه المجتمع الداخلي والخارجي تجاه هذا المسلسل أزال أي إحساس لدي بالتعب وجعلني اتطلع لتصوير المزيدمن الاعمال المتميزة.
وحول وضعها كمصورة وما قد حصلت عليه من تحفيز قالت: أنا أسعى دائماً لتطوير نفسي واتطلع لتصوير أعمال درامية مؤثرة يظهر من خلالها إبداع المصور ، ولدي العديد من الاعمال التي اعتز بها، أما من ناحية التحفيز، فللأسف لم أحظَ باهتمام أو التفات من أية جهة ومازلت أتذكر بالخير أحد الكوادر الاعلامية الذي استنكر من خلال كتابته في إحدى الصحف على النقابة في تكريمها للإعلاميين في العام قبل الماضي تجاهل مجموعة من الكوادر النسائية التي تستحق التكريم وذكر اسمي من ضمنهن، وكنت أتوقع أن تؤثر تلك اللفتة شيئاً، وهذا وضع سيئ فكم من المبدعين داخل المجتمع ينقصهم الدعم المعنوي والمادي لينافسوا بأعمالهم المستوى العالمي ولكن لا يجدون أي اهتمام.
طموحات كبيرة
وأشارت حميد لمنتدى الاعلاميات بالقول: حقيقة أنا أقدر بشدة تكريمي من قِبل منتدى الإعلاميات، لأن تلك اللفتة رفعت شيئاً من معنوياتي أن هناك جهة تثمن وتقدر ما نبذله من جهود.
وتمنت ذكرى حميد أن يكون لليمن مشاركات أوسع وأن تنتقل من مجرد إنتاج وتصوير البرامج الروتينية الى الأعمال التي ترتقي لتصل الى مستوى الاحتراف العالمي وان يتم الاهتمام بالمبدعين والمتميزين ليكون الاهتمام بهم تحفيزاً لتطوير الابداع وتقديم المزيد من الاعمال المتميزة.
|