|
|
|
حوار: أحمد محمد حسن - دعا الدكتور عبدالعزبز بن حبتور عضو اللجنة الدائمة رئيس جامعة عدن إلى نقد المظاهر السلبية وعدم السماح لمن يستغل نفوذه وسلطته وماله ووجاهته لإيذاء المواطنين أو تجاوز مصالحهم وحقوقهم.
وقال في حوار مع «الميثاق»: إن الوطن يواجه أربعة تحديات، بيد ان التحدي الاقتصادي هو الأخطر، أما الواهمون بعودة الماضي المظلم سواءً من بقايا الإمامة أو ما يسمى بالحراك فهم يلهثون وراء سراب.
ووصف المروجين للكراهية بالفاشلين وبالجرثومة الخطرة التي يجب التصدي لها حيث وأن السموم التي تنفثها هي من الأيديولوجية الاشتراكية والتي لا هدف لها إلاّ تدمير الذات اليمنية، مبيناً أن العناصر الخارجة على القانون هي الحاضنة للإرهابيين. وطالب بن حبتور الأحزاب والتنظيمات السياسية المتحاورة أن يرتقوا إلى مستوى التحديات التي يواجهها الوطن.. مؤكداً أن إعلان المؤتمر قبوله للتحاور مع المعارضة واحد لواحد خطوة شجاعة تحسب له. وأكد رئيس جامعة عدن أن المؤتمر الشعبي حاضر بالمحافظات الجنوبية بالنهضة التي تشهدها تلك المحافظات في مختلف المجالات.
ودعا إلى تعرية القابعين في المربعات الرمادية.. فإلى نص الحوار:
كيف كانت الأوضاع التي عاشتها اليمن إبان العهد الإمامي والاستعمار البريطاني؟
- الحديث حول فترة ما قبل ثورتي 26سبتمبر و14أكتوبر هو حديث يمتد لأكثر من 48 عاماً .. وبطبيعة الحال الأوضاع السياسية كانت معروفة وخاصة في الشطر الشمالي من الوطن.. كان هناك نظام كهنوتي ثيوقراطي هو مصدر التشريع ومصدر التنفيذ وكان يمثل- تقريباً- الكل في إدارة شؤون البلاد.. وكانت للإمام مقولة مشهورة عندما يعين أحداً يقول: «نحن الدهر من رفعناه ارتفع ومن وضعناه اتضع».. هذا دليل على تلك الروح المتغطرسة لدى النظام الكهنوتي الإمامي الذي كان يرفع مَنْ أراد ويذل من يشاء وبعيداً عن المعايير الثقافية والانسانية والاجتماعية للكثير من الأتباع الذين كانوا يمثلونه.. كانت الأوضاع الاقتصادية سيئة جداً.. وكانت العلاقات ما قبل الرأسمالية.. عبارة عن نظام إقطاعي شديد التعقيد مرتبط الى حد كبير بالنظام الإقتصادي حتى ما قبل مرحلة الإقطاع.. كانت تتداخل في نظامه السياسي والاقتصادي مرحلة العبودية، بالإضافة الى مرحلة الإقطاع وتلك مرحلة جداً متخلفة والأمم قد تجاوزت ذلك النظام منذ أكثر من ثلاثمائة عام في العالم كله.. هذا ما كان قائماً في الشطر الشمالي من الوطن، أما الشطر الجنوبي للوطن فقد كان النظام الاستعماري معروفاً..نظاماً ليبرالياً ركز كثيراً على مدينة عدن والى حدٍّ ما على مدينة المكلا دون الالتفات الى بقية أجزاء الوطن بينما اقتصر تركيزهم تحديداً على عدن والمكلا لأسباب تتعلق بمصالح استراتيجية وعسكرية وحتى تنموية تخدم مصالحهم في تأمين الكثير من مصادر الطاقة التي كانت الشغل الشاغل للبريطانيين.. وكان لموقع عدن الجغرافي الاستراتيجي بطبيعة الحال تأثيره السياسي.. ومعروف عن النظام الاستعماري أنه ترك لليبرالية السياسية والثقافية مساحة واسعة، لكن مع سيطرة محكمة على الشرط السياسي وحينها حصل تنوير في عدن فظهرت الاحزاب السياسية كما ظهرت الصحف والمجلات وظهرت طبقة مثقفة متعلمة ساهمت الى حد كبير في تنوير المجتمع بفكرة الحرية والانعتاق من الاستعمار البريطاني.. لكن عدا هاتين النقطتين لم يستفد اليمن الجنوبي آنذاك بشيء، بل بالعكس ترك القبائل تتصارع فيما بينها متكئين على الفلسفة القائمة لسياسة المستعمر آنذاك عملاً بمبدأ سياسة «فرق تسد».. هذا الذي كان سائداً في الشطر الجنوبي من الوطن.. تلك الأوضاع كانت عبارة عن مقدمات طبيعية لوجود الثورتين.. وللطلائع التي رأت بأن يأتي يوم الانعتاق من النظام الكهنوتي في الشطر الشمالي من الوطن والنظام الاستعماري في الشطر الجنوبي.. فشكلت المقدمات الطبيعية في وحدة أهداف ثورتي سبتمبر واكتوبر المجيدتين.
فتحت مجالات واسعة
ما التحوّل التاريخي الذي أحدثته ثورة 26سبتمبر؟
- التحول بالتأكيد كبير..تغيّرت الادارة وتغير نمط الدولة ونمط العلاقات السياسية والاقتصادية وأُتيحت منذ اللحظة الاولى لطلائع الثوار في أن تأخذ حقها في العمل والفعل والتأثير كما فتحت مجالات واسعة للتأهيل خارج حدود ما كان يسمى بالشطر الشمالي من الوطن.. ابتعثت البعثات في المجالات الدراسية المختلفة بما فيها ايضاً الدراسات العسكرية في كل من مصر والعراق وسوريا وايضاً الاتحاد السوفييتي آنذاك.. تلك مقدمة لاستنهاض طاقات المجتمع اللاحقة، على الرغم من وجود المعوقات الكبيرة التي أعاقت عملية نمو التطور لكنها فتحت الآفاق الواسعة لهذا التطور المنشود في الشطر الجنوبي من الوطن، لكن للأسف دخل في صراعات كبيرة منها الصراع الذي دار بين جبهة التحرير والجبهة القومية قبل الاستقلال 1967م..كان هناك صراع وحرب أهلية دموية يدور بين الحزبين اللذين خاضا نضالاً واسعاً من أجل طرد الاستعمار البريطاني وتلك حقائق التاريخ.. يؤسفنا أن نقول انتصار تيار تحرري على تيار تحرري آخر أي انتصار الجبهة القومية على جبهة التحرير وهذا أضعف كثيراً من النفس التطوري اللاحق بسبب انفرادالجبهة القومية بالسلطة واستبعاد بقية القوى الوطنية الأخرى في الساحة.
مساندة نضالية
كيف ترسخت واحدية الثورة من خلال التعاون المشترك سواء في الدفاع عن سبتمبر أو اكتوبر؟
- لاشك أنه منذ الإعلان عن الاهداف الستة لقيام ثورة سبتمبر التحق المناضلون في الشطر الجنوبي من الوطن في الدفاع عن الثورة وقدم الشعب اليمني كافة أشكال الدعم المادي والمعنوي من أجل صمود الثورة في وجه فلول الملكيين وعمد المناضلون من شمال الوطن وجنوبه وفي ملاحم بطولية نادرة في فك الحصار عن صنعاء من قبل الملكيين وإفشال مخططاتهم بإعادة الملكية، كما شكلت صنعاء وتعز الثورة عامل دعم ومساندة نضالية للثوار في جنوب الوطن ومدهم بالأسلحة لمواجهة الاستعمار وتحرير الشطر الجنوبي من الوطن من الحكم الاستعماري البريطاني آنذاك واختلطت دماء اليمنيين من الشطرين في عملية التحرير الوطني ضد المستعمر حتى جلاء آخر جندي بريطاني من عدن وكانت قضية الوحدة اليمنية منذ اللحظة الاولى هم كل المناضلين والقادة السياسيين الذين تبوءوا مراكز قيادية في الشطرين وكان الهدف الرئيسي في كل الشعارات التي يرفعونها وتضمنتها أهداف الثورتين هو تحقيق الوحدة اليمنية حيث اجتهد المجتهدون من شمال الوطن وجنوبه على حد سواء من أجل الوصول الى مرحلة الوحدة اليمنية، حيث نشبت حروب من أجلها وسقط شهداء من أجل هذا اليوم يوم الوحدة اليمنية الذي نعيش اليوم في ظلالها بعد مخاض وصراع طويل نتيجة تباين في وجهات النظر من أجل الوصول الى هذا اليوم التاريخي العظيم.
أحلام المصالح
لماذا ظهرت الاصوات النشاز التي تطالب بالانفصال وعودة عهد الإمامة؟ وكيف يمكن مواجهة هذه الدعوة؟ وما هي مهمتكم كأكاديميين؟
- طبعاً كل قضية تحدث أو مشكلة سواءً أكانت كبيرة أو صغيرة يبقى لها ذيولها، وتلك الأصوات الارتدادية للسقوط المدوي للنظام الإمامي وهناك تيار مازال يتمسك بأن مصالحه مرتبطة بالعهدين الإمامي والاستعماري، ولذلك هم يحلمون في أن يعيدوا عجلة التاريخ الى الوراء ويبحثون في التضاريس المتعرجة، وأيضاً المشكلات الطبيعية التي تحدث بين الحين والآخر نتيجة المصاعب الموضوعية التي تقف عائقاً أمام التطور الموضوعي والحركة التطويرية على مستوى كل القطاعات في المجال الثقافي والاجتماعي وايضاً الاقتصادي وعمليات التنمية بشكل عام.. لذلك تلك الاصوات المريضة تبحث لها في مثل هذه الظروف وفي مثل هذه المصاعب عن مكان وتبحث لها عن تعبيرات ومواقف تستغلها بين حين وآخر من أجل العودة الى تلك المراحل المظلمة السابقة التي قد لفظها شعبنا وأنهاها دون رجعة، وبالتالي الامر بالنسبة لأولئك الجري خلف السراب الذي لا يحقق شيئاً منه على الاطلاق.
< إذاًَ ما هو المطلوب من الحوار الوطني الشامل الآن؟
- الإعلان عن لجنة الحوار هي خطوة شجاعة من قِبل المؤتمر الشعبي العام ومن قيادته السياسية ممثلة بفخامة الاخ علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام عندما يوافق على إجراء حوار واحد لواحد وتحت مظلة الشرعية والثوابت الوطنية رغم أن لديه تفويضاً كاملاً حصل عليه من قبل شعبنا في الانتخابات الاخيرة حيث نال ما يقارب 80% من أصوات الناخبين.. ولأن هناك تحديات كبيرة تواجه شعبنا.. نتيجة الأوضاع التي نعيشها جميعاً.. انبرى المؤتمر الشعبي العام ليعلن بشجاعة أن لديه الاستعداد لإجراء الحوار مع كل أطراف العملية السياسية المؤمنة بدستور الجمهورية اليمنية المقتنعة بوحدة الوطن وتوجهات الدولة.. هذا الأمر بحق يحسب إيجاباً للمؤتمر الشعبي العام ولرئيس المؤتمر الشعبي العام، وفي الحقيقة المطلوب هنا أن ترتفع كل القوى السياسية المتحاورة الى مستوى التحديات التي تقف أمام الوطن .. نحن لدينا أربعة تحديات أساسية.. التحدي الأول: التصدي لفكرة العودة بالنظام والوضع الى ما قبل 26سبتمبر مثل ظاهرة الحوثية، والتحدي الثاني هو ظهور بعض الاصوات النشاز التي تحاول أن تعيدنا الى ما قبل 22مايو 1990م، وأيضاً تحدي إرهاب تنظيم القاعدة الذي يهدد كيان وسلامة الوطن برمته على الصعيدين الداخلي والخارجي، والتحدي الرابع: وهو الأخطر في تقديري وهو التحدي الاقتصادي.. ومعروف كم هي الايرادات التي نحصل عليها من صادرات النفط والغاز في كل من شبوة وحضرموت ومارب، ومع ذلك فهناك فارق وبون شاسع بين الاحتياج الملح للتنمية وبين الإيراد الذي يأتي من هذه المصادر.. هذا التحدي في الحقيقة يلزمنا بأن نركز كثيراً على كيفية التعامل والتعاطي معه بمسؤولية لتجاوز كل هذه التحديات.. علينا أن ندرك بأنه مهما جاءت من وصفات إذا لم تكن هناك وصفات وطنية نابعة من إرادة وتاريخ وحاضر الشعب اليمني الموحد ستكون وصفات في الحقيقة غير قابلة للتحقيق وايضاً ستفشل فشلاً ذريعاً أمام احتياجات التنمية واحتياجات الوطن .. احتياجات استقراره .. احتياجات مثمرة في مختلف الاصعدة.
شيء معيب
ما ردكم على من يدعون الوصاية على أبناء المحافظات الجنوبية؟
- في الحقيقة هذا معيب في حق من يدعي انه يمثل جزءاً من الوطن، هذا الوطن ملك لكل أبنائه والشعب اليمني يرفض هذه الوصاية أكانت وصاية أجنبية أو وصاية محلية.. فمن يمثل هذا الشعب في الحقيقة في هذا الجزء من الوطن هو من يحتكم لدستور الوطن ويحتكم لصناديق الاقتراع..ليس هناك مجال لمن يحتكر تمثيل هذا الوطن لفئة ومنطقة وفريق من الفرقاء السياسيين.. نحن ذاكرتنا مازالت حية.. ذاكرة المواطنين اليمنيين حية، فالكثير ممن يدعون تمثيلهم للمحافظات الجنوبية هم مَنْ صنعوا مآسيه خلال الفترات الماضية.. ولو أن أولئك يحترمون انفسهم لما ظهروا لنا بين حين وآخر في الصحف أو المجلات أو القنوات الفضائية أو الإذاعية وهم يتحدثون بتبجح عن هذا الماضي الذي دمروا فيه ثقافتنا وهويتنا الاسلامية والعروبية ودمروا كل ما يتصل بنسيج الأمة في التلاحم والتكافل الاجتماعي..هم خلقوا المشكلات ولم يستطيعوا بعد الخروج منها، لذلك فالذي يراهن مراهنات على أساس خاطئ هدفه الضجيج لا أكثر.. وكل تاريخهم اعتمد على المراهنات الخاطئة، لذلك هم خارج دائرة الفعل والتأثير.. هم الآن يعيشون في فنادق الخمسة نجوم والسبعة نجوم في الخارج.. وللأسف أعداؤهم بالأمس هم أولياء نعمتهم اليوم.. فلذلك شعبنا اليمني لا يحترم ولن يحترم من يتاجر بحقوقه المكتسبة ومشاكله ومصاعبه الموضوعية.
العودة إلى الأصل
كيف يمكن للجامعة والمؤسسات العلمية والثقافية أن ترد على الدعوات التي تروج للكراهية وتكريس ثقافة العداء بين أبناء الشعب الواحد؟
- ثقافة الكراهية هي ثقافة ممقوتة لن نجد لها مرجعية لا في الموروث الثقافي لشعبنا ولا في ديننا الاسلامي الحنيف ولا في تراثنا العروبي ولا في هويتنا اليمنية .. إنها ثقافة دخيلة على شعبنا وهي مستوردة ولا مكان لها الا في نفوس المرضى الذين يحملون الضغينة والكراهية في قلوبهم ويعملون على نقلها الى الناس وخاصة شريحة الشباب الذين لم يعيشوا المرحلة المظلمة ولم يتعلموا في معترك الحياة الكثير من الدروس والتجارب.. ولذلك يسهل كثيراً اصطيادهم وتحويلهم الى مادة أو فريق أو صوت أو تيار يجهل هذه الجرثومة.. جرثومة الكراهية التي هي أخطر بكثير من أية جرثومة موجودة في المختبرات التي تتعامل مع هذا المرض.. لذلك علينا أن نعود الى الاصل في الموضوع.. الى التسامح والتراحم الذي أرساه ديننا الاسلامي الحنيف.. التسامح بيننا كمواطنين.. نحن ليس أعراقاً بل نحن من عرق واحد.. نحن ليس ديانات بل نؤمن بدين واحد.. إذاً هويتنا العربية وديننا الاسلامي هو الأساس، وإذا عرفنا هذين المصدرين سنجد أن تلك الفئة التي تنفث سمومها ستنتهي لأنه ليس لها مكان بيننا .. طبعاً ثقافة الكراهية كانت مبنية على مبدأ الصراع الطبقي القائم آنذاك في تفكير وفلسفة الجبهة القومية والحزب الاشتراكي اليمني.. تلك التيارات -للأسف- كانت مسيطرة سيطرة محكمة في الشطر الجنوبي من الوطن.. كانت بمثابة مصنع ينتج تلك الأفكار المدمرة وتنقل الى المواطنين البسطاء الذين أحياناً ما تنطوي عليهم تلك الألاعيب.. فلذلك نحن في الجامعة أو في التربية والتعليم معنيون كثيراً بمناقشة تلك الظاهرة مع أبنائنا الطلاب.. ومناقشتها فيما بيننا كباحثين والتعامل معها بشكل واضح ومباشر كي لا نغرق بعد ذلك ونتحول الى أشبه بأعراق متناحرة ومتقاتلة في حروب أهلية وقبلية ويجرى القتل على الهوية ويحقد بعضنا على بعض وبالتالي لا نصل الا الى تدمير الذات من خلال هذه الجرثومة- كما أسلفت - وهي سلاح العاجزين..
في الحقيقة لو أن الجميع ينشغل بالمصاعب والتحديات بشكل مباشر من أجل العمل على حلها لما وجدوا فرصة ومتسعاً من الوقت للخوض في ذلك الامر المشين.. والعودة لتعاليم الاسلام الحنيف ستجنبنا كثيراً من تلك الامراض.. والعودة ايضاً الى تاريخنا العروبي الاصيل.. بالاضافة الى ذلك نحن معنيون بنقد كل المظاهر السلبية وعدم السماح لمن يستغل نفوذه وسلطته وماله ووجاهته في إيذاء المواطنين أو تجاوز مصالحهم وحقوقهم.
يجب مقاومتهم
ما تعليقكم عن الصامتين تجاه ممارسة الخارجين على القانون وأعوانهم الخونة في الخارج؟
- يقولون إن الساكت عن الحق شيطان أخرس.. أنا أعتقد أنهم فئة من الذين مازالوا يعيشون في هذه الحالة من اللون الرمادي ولم يستطيعوا بعد الخروج من هذا اللون.. اعتقاداً منهم أن أولئك الذين يزمجرون بأصواتهم الكريهة ويروجون لثقافة الانفصال والكراهية والإدعاء بالوصاية غير مدركين أنه لا يمكن ان يعودوا الى رشدهم وصوابهم وبالتالي ستسير الأمور في مجراها الطبيعي الى زوالهم..لكن أقول كرأي شخصي يجب مقاومة هذه الثقافة الخاطئة وعدم السكوت عنها وتعرية الشخصيات والآراء والأفكار وحتى الأحزاب التي تتبنى هذه الاطروحات المقيتة.. لأن بداية الحرب- كما يقولون - كلمة وبداية الحروب كلها واشتعالها مقالة ومَن مستصغر الشرر يندلع اللهب.. وندرك جميعاً الويلات المترتبة على ذلك، لذلك علينا من البداية مقاومة هذا الامر وعمل ما يمكن عمله من اجل الحفاظ على سيادتنا الوطنية وخدمة لمواطنينا وشعبنا وانسجاماً مع حفظ أرواح الناس التي حرّم الله قتلها الا بالحق، فمن يحمل هذه البذور القذرة والمشينة.. يبرر لنفسه أن يقوم بأعمال مشينة مثل القتل بالبطاقة الشخصية والاقصاء والابعاد لمجرد الهوية الجهوية والجغرافية وتخريب الاقتصاد وإعاقة عملية التنمية، وهذا أمر يتنافى مع ديننا وتقاليدنا وثقافتنا.
التنمية شاهدة
هل المؤتمر الشعبي العام يؤدي دوره في المحافظات الجنوبية؟
- أعتقد أن المؤتمر الشعبي موجود وليس أدل على ذلك ما شهدته وتشهده المحافظات الجنوبية والشرقية من عملية تنمية وعمران وخلال فترة وجيزة لم تحقق في عهد التشطير سابقاً، وهو ربما يُطلب منه أعمال أكثر مما هو أقنع وألزم نفسه بها في الميثاق الوطني.. المؤتمر الشعبي العام تنظيم يضم تحت لوائه كل الوطنيين الأحرار في اليمن.. وهو ذو هوية اسلامية ، عروبية، وطنية وينسجم مع تاريخ ونضالات اليمنيين الذين ضحوا خلال المسيرة الطويلة من عمر الثورة وايضاً مواصلته لمسيرة البناء في عهد الوحدة.. المؤتمر الشعبي العام ليس حزباً عقائدياً تعصبياً وإنما تنظيم شامل يجمع كل القوى الخيّرة المؤمنة إيماناً كاملاً بقضية الوطن الموحد وقضية التسامح الكبير الذي يقوم به وهو تيار هائل من الطاقات الشبابية ولديه الخبرات المتراكمة والمهمة في الوطن..بل أجزم بتجربته القائمة انه يستوعب أفضل الخبرات في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. وبالتالي فهذا التيار العارم من الأعضاء والانصار هم الذين يحملون هذه القضية في عقولهم وقلوبهم ، وبطبيعة الحال انطلاقاً من كونه تياراً واسعاً وكبيراً يسهل على البعض نقده وكذا التشكيك في قدراته وحتى في ولائه.. لكنني أقول ومن خلال خبرتي المتواصلة مع المؤتمر منذ يوم الوحدة.. عندما أُتيح لنا الالتحاق بالمؤتمر الشعبي العام بعد قيام الجمهورية اليمنية المباركة.. أشعر أنني أعمل مع أفضل القدرات والكفاءات في الميادين المذكورة آنفاً بمصداقية أهدافه وواقعية برامجه السياسية والاقتصادية.. الخ.
مراجعة الحسابات
ما المطلوب من أبناء اليمن لمواجهة الارهاب والارهابيين؟
- الارهاب في الحقيقة هو آفة دولية والعالم يشكو منه ويحاربه.. فهو ظاهرة دخيلة على شعبنا، بمعنى ليس له علاقة بديننا الاسلامي الحنيف، لأن أولئك الذين يقومون بعملية القتل للناس الآمنين بشكل جماعي من خلال المتفجرات الناسفة التي يضعونها في الطرقات ليسوا من بني البشر وهم في حالة قطيعة مع الدين الاسلامي الحنيف.. فالارهاب لا ينشط الا حينما يجد بيئة تحتضنه حيث تلتقي فيها المصالح، فالحراك أو العناصر الخارجة على القانون للأسف هم البيئة النشطة والحاضنة الحقيقية لهذا الارهاب، وبالتالي من يدفع ثمن أعمال الارهاب هم المواطنون البسطاء الذين يحتاجون الى سيارة الاسعاف والوحدة الصحية.. يحتاجون الى التموين من المؤسسات لكن الحركات الفوضوية والهستيرية التي تعبث بالممتلكات العامة والخاصة من قبل بعض الخارجين عن القانون الذين يتاجرون بشعارات كاذبة وبرّاقة هم أولئك الذين يوفرون البيئة والحماية لنشاط الارهابيين.. فلذلك نجد أنه في أية منطقة يوجد فيها نشاط للعناصر الخارجة على القانون يوجد الارهاب.. وأقول لآبائي واخواني وأبنائي الذين مازالوا يعتقدون أنهم يقومون بعمل مفيد من خلال ما يسمى بالحراك إن هذا عمل خاطئ .. عمل مدمر خارج نطاق القانون والدستور.. لايخدم المواطن ولا اليمن، ولا الانسان، فلذلك عليهم فعلاً أن يراجعوا حساباتهم.. انهم مجاميع ممزقة لا يجمعهم سوى الصراع فيما بينهم على مواقع النفوذ الوهمية التي يعتقدون انهم سيجنونها من خلال ما يقترفونه من أعمال إجرامية.. فلذلك أنا أنصح أبنائي الطلاب تحديداً الذين - أحياناً- ينجرون مع ما يسمى بالحراك.. بأن تعاطفهم مع أولئك المخربين ومهما رفعوا من شعارات براقة مضر وخاطئ ويعاقب عليه القانون، وعليهم بدلاً عن ذلك الالتفات الى دروسهم فنجاحهم هو الضمانة الوحيدة لبناء مستقبلهم ومن أجل التطور التنموي والديمقراطي.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|