|
|
| |
|
الميثاق نت -
أكد الأمين العام المساعد للمؤتمر صادق أمين أبوراس أن المؤتمر الشعبي العام ملتزم باتفاق فبراير وحريص على إنجاح الحوار الوطني، مشيراً الى انتهاء لجنة التهيئة من موضوع مشاركة منظمات المجتمع المدني التي سمت مندوبيها للحوار.
موضحاً أن المؤتمر لا يؤمن بمعالجة المشاكل خارج البلاد ولن يتحاور مع القتلة والذين لا يؤمنون بالثورة والنظام الجمهوري والوحدة الوطنية.
ونفى أبوراس وجود أي خيارات أو اتفاقات أو مفاوضات مع الحوثيين خارج النقاط الست المعلنة، مشيراً الى أن صندوق الاقتراع هو المرجعية لكل القوى السياسية، داعياً من لديه مشروع سياسي أن يطرحه على الشعب صاحب القول الفصل. .جاء ذلك في حوار اجرته معه قناة »السعيدة« تناول فيه جملة من القضايا السياسية والاقتصادية والامنية.
ولاهمية ماجاء فيه تنشره ( الميثاق) تعميماً للفائدة:
يشرفني أجري هذا الحوار بالتفصيل قدر الاستطاعة مع الاستاذ صادق أمين أبوراس نائب رئيس الوزراء للشؤون المحلية الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام، واشكر الاستاذ صادق على حضوره وقبوله للدعوة رغم أن الكثير من قيادات المؤتمر شغلتهم المشاغل ولم يكن لنا فرصة أن نجلس معهم، ولكن تثبت أنك الجدير بالاحترام أكثر من الآخرين..
شكراً لك وهذا من حسن حظي وان أُدعا الى هذه القناة لكي نساهم معاً في هذا البرنامج.
في الاسبوع الماضي كان ضيفي الدكتور محمد عبدالملك المتوكل رئيس اللقاء المشترك لهذه الدورة، وفي الحقيقة طرح كلاماً كبيراً ومباشراً في تحميل المسؤولية لواقع الأزمة السياسية للحزب الحاكم والسلطة .. فأين هي مسؤوليتكم من واقع الحوار السياسي بين السلطة والمعارضة؟
لاشك أن من يريد أن يتهرب من الأزمة يحمّل الآخرين المسؤولية التي هو جزء ممن صنعها والاخوان الذين حمّلوا المؤتمر الشعبي العام فيما يتعلق بموضوع الحوار أظن أن هذا رأي شخصي ويخصهم هم من وجهة نظرهم بينما الآخرون يحكمون على الوضع من خلال ما يشاهدون.. لأن المؤتمر يتعامل مع الأمور بمسؤولية وليس بارتجال أو بإثارة النعرات أو إثارة الشارع لغرض كسب انتخابي أو غيره.
استاذ صادق أنت تقول انه كان رأياً شخصياً وهو قال ذلك بصفته رئيس المجلس الاعلى لأحزاب اللقاء المشترك المعارضة وليس رأياً شخصياً.
بل يظل رأي شخصي..لأنه من طرف واحد وبشكل والمشترك فيه الكثير من الاحزاب والتنظيمات السياسية المنخرطة في هذا الإطار..
لكنه رئيسهم..؟
رئيسهم لهذه الدورة، وربما يتحدث باسمه، وفيما يتعلق بحزبه وليس بأسم الاحزاب الثانية.
هل تريد أن تلقي بالكرة في مرمى المشترك وتحاول أن تفخخ العلاقة بينهم وبالتالي ما يقوله رئيسهم لا يعني بقية الاطراف وهذا المنطق سياسي قد لا يكون مقبولاً.
ربما من وجهة نظر الشخص نفسه لأن في المشترك أحزاباً وطنية وأحزاباً ساهمت في الوحدة وأعدت لها ودافعت عنها والذي تحدث على أساس أنه باسمهم فإنما يتحدث في نفس الوقت بأسم اللقاء المشترك.. بدون شك ولكن له أهداف وغايات.
ما هو تقييمكم للمقابلة؟
هو يعبر عن رأيه ووجهة نظره ونحن نحترم وجهة نظره الشخصية ولكل شخص طبعاً وجهة نظر.
الحوار بين الحزب الحاكم وأحزاب المشترك طال وبدأت الأزمة السياسية كبيرة تقلق الناس على الديمقراطية.. فهناك اتفاق فبراير الذي بموجبه تم تأجيل الانتخابات.. لم يتم تنفيذه.. ثم جاء اتفاق 17 يوليو المنصرم وكان مؤمل أن تحل الأزمة.. فما هي مشكلة أزمة الحوار بين المؤتمر والمعارضة بالضبط؟
اتفاق فبراير مكون من ثلاث نقاط أساسية وهو موقع من قبل الاحزاب الممثلة في البرلمان، ولو نظرت إلى محتوى الاتفاق ودخلنا في تنفيذه لانتهى الموضوع لكن كلهم يدورون ويلفون خارج نطاق هذا الاتفاق.
ماهو صلب هذا الاتفاق؟
الاتفاق محدد بثلاث نقاط رئيسية.. النقطة الأولى: إتاحة الفرصة للأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني لمناقشة التعديلات الدستورية اللازمة لتطوير النظام السياسي والنظام الانتخابي بما في ذلك القائمة النسبية.. النقطة الثانية: تمكين الاحزاب والتنظيمات السياسية الممثلة في مجلس النواب من استكمال مناقشة المواضيع التي لم يتفق عليها أثناء التعديلات على قانون الانتخابات وتضمين ما يتفق عليه في صلب القانون.. النقطة الثالثة هي إعادة تشكيل لجنة الانتخابات.
هذا هو بيت القصيد.. لما لم تتفقوا على هذا؟..
نحن في المؤتمر موافقون ونبصم بالعشر على هذه النقاط وهي : التعديلات الدستورية، وتطوير النظام السياسي والانتخابي وإقرار قانون الانتخابات الذي دخل الى مجلس النواب بناء على طلب اللقاء المشترك.
المشترك قاطع الجلسات..
القانون دفع به إلى البرلمان بناءً على رغبة المشترك وتضمن توصيات الاتحاد الأوروبي واللجان التي أشرفت على الانتخابات الرئاسية والمحلية، والنقطة الثالثة إعادة تشكيل اللجنة العليا للانتخابات، وهذه النقاط نحن نبصم عليها بالعشر وجاهزون لتنفيذها«.
إذاً أين المشكلة؟
المشكلة هي في التفسيرات والأهواء التي يطرحها اللقاء المشترك فيما يتعلق بالتهيئة والإعداد، فهو لا يريد أن ينفذ هذه النقاط أو يدخل فيها الا بعد أن يتم ترتيبات وتهيئات تعود بنا الى الخلف عشرين سنة، وهذا ليس وارداً، فالشعب قد انتخب مجلس النواب والمجالس المحلية ورئيس الجمهورية، فنحن نتكلم دولة دستورية قانونية ومؤسسية ولهذا لايمكن مناقشة قضايانا خلف الأبواب المغلقة، بل تتم أمام الشعب بوضوح وحيادية كاملة.
الحوار متعثر والاتفاقات التي تجمعكم كحزب حاكم وأحزاب المعارضة لم تنفذ.. أيعقل أن اتفاقكم ولقاءاتكم كلها تذهب سدى؟
الموضوع لا يتحمله المؤتمر وإنما تتحمل جزءاً كبيراً منه أحزاب اللقاءالمشترك والاهواء والتفسيرات الموجودة بينهم، أنا متأكد ان بعد هذه المقابلة سأسمع أشياء ثانية ستنشر في الصحف.
ما الذي تتوقع؟
أتوقع كثيراً مثلاً أن هذا الكلام لا يعبر عن رأيهم لأنهم يستبقون الاحداث..هم أساساً لو ارادوا أن ينفذوا اتفاق فبراير وان يجرى الحوار لما ظهروا في اية مقابلة.. ليعلنوا عن فشل الحوار قبل أن يبدأ.
هل هناك أمل في إنهاء الازمة ويتنفس الناس الصعداء وأنتم كحكومة تتفرغون للمسؤوليات الكبرى..لديكم أزمة في صعدة..أزمة في المحافظات الجنوبية..أزمة مع القاعدة .. مع الاوضاع الاقتصادية.. وفوق هذا وذلك تنشغلون بأزمة سياسية داخلية؟
بالنسبة لموضوع الازمة السياسية نحن لم نصنعها، وبطبيعة الأمر لا يعقل أن من يحكم هو من يصنع الأزمة، لأن ذلك ليس في صالحه، بينما الآخرون هم الذين يصنعون الأزمات ونحن نجاريها.
الإدارة بالأزمات نوع من الإدارات؟
هذا تفسير ضعيف فهناك من يريد أن يحمل الآخرين مشاكله الموجودة، وطبيعة الأمر الحوار ومراحله وصل الى مرحلة جيدة.. فقد انتهينا فيما يتعلق بإشراك منظمات المجتمع المدني.
المحلية أو الدولية؟
لا.. كلها محلية وهي منظمات المجتمع المدني والمنتديات السياسية، وتم عقد لقاء في مجلس الشورى معها عبرت عن آرائها وأعربت عن مشاركتها في الحوار بشكل كامل وأرسلت مندوبيها وقطعنا شوطاً كبيراً في هذا الاتجاه.. الآن نحن نناقش الموضوع الثاني وهو موضوع الحراك، وهنا اختلفنا حول منْ هم الحراك.. فهل هم حاملو السلاح.. أم المتقطعون.. أم الذين قتلواالنفس البريئة؟
مع منْ تكلمتم في هذا الموضوع؟
مع اللقاء المشترك واللجان الموجودة.. ونحن نقول منْ كان خارجاً عن القانون لا حوار معه.
هل أفهم من كلامك أن الحراك ممثل في اللقاء المشترك، وان جماعة الحوثيين في صعدة ايضاً وممثلون في المشترك؟
جماعة الحوثيين شيء ثانٍ أما بالنسبة للحراك فالمشترك هم من اقترحوا الأسماء وأتوا بها وطالبوا أن يتم التواصل معهم.
في لجنة الحوار..؟
لا.. بالأشياء التي يجب التواصل معها لكي تنظم للحوار، وقد اعربنا عن شكرنا وتقديرنا لهم على هذه الاسماء التي قدموها وعلى المشترك أن يطالبهم للحضور الى الحوار وليس لدينا أي مانع.. المهم أن يكون الحوار تحت سقف الثوابت الوطنية، أنا لا استطيع أن أتحاور مع شخص لا يؤمن بالوحدة أو الجمهورية.
لماذا؟.. الله أعطاك الحق أن تتحاور مع من لا يؤمن بالله والدين ..فلماذا لا تتحاورون معهم؟
لا..لا.. الانبياء والمرسلون هذا الموضوع ثانٍ نحن نتكلم عن سياسة فإذا كان الشعب اليمني الذي نحن نعبر عن رأيه وهو الذي انتخبنا في الرئاسية والنيابية والمحلية، من أراد أن يعود الى الشعب اليمني فليعد، فهذا هو رأي الشعب، وبشكل كامل ومن هذا المنطلق نقول:لا حوار مع من لا يلتزم بالثوابت الوطنية .. لا حوار مع من يخرج على النظام والقانون ويقتل بالبطاقة الشخصية ويتقطع وينهب الناس.
الآن هل هناك مخرج بالحوار الوطني الذي يجب أن يشمل كافة القوى في الداخل والخارج.. بمعنى أنه يشمل علي سالم البيض والعطاس وعلي ناصر محمد وعبدالله عبدالعالم وغيرهم انتم عجزتم على أن تديروا حواراً مع مجموعة أحزاب في الداخل ليس بينكم وبينهم صراع..؟
الحوار لا يستثني أحداً كائناً من كان.. المهم ان يكون مؤمناً بالثوابت الوطنية الموجودة سواء أكان في الخارج أم الداخل أم في الشرق أم في الغرب ما دام هو يمنياً وتهمه مصلحة اليمن ..ولكل من تهمه مصلحة اليمن.. مرحباً به في الحوار ..مرحباً بهم في صنعاء كي نجتمع على طاولة واحدة وكلٌ يطرح ورقته عليها.
هل تعتقد أنه بالإمكان أن تنتهي الازمة السياسية بين الحزب الحاكم والمعارضة قريباً؟
المرجعية هي صناديق الاقتراع وصناديق الاقتراع هي الانتخابات، ومن يريد أن يعبر بأفكاره أو مشاريعه فليطرح برامجه على الناس وعلى الجماهير.
هل هذا طرح منطقي أو طرح متعالٍ؟
لا.. والله الطرح هذا واقعي ويلبي رغبة الناس.. لأن آخر »العلاج« هو الصندوق لأنه مهما اختلفنا.. فيجب أن اطرح وجهة نظري للشعب وهم يطرحون وجهة نظرهم والشعب هو من يقرر أي وجهة نظر يمكن أن يتبعها.
يطرح في الاوساط السياسية انكم تمتلكون الجيش والأمن وتستطيعون السيطرة على نتيجة الانتخابات وصناديقها.. وعلى الأجواء الانتخابية فضلاً على الظروف الاقتصادية التي أحياناً تضغط لأن يرضح الكثيرون لابتزاز سياسي عشية ليلة الانتخابات.. وبالتالي لايوجد مناخ مناسب؟
هذا كلام الضعيف ونحن في اليمن مررنا عبر تجارب وكلام كهذا يقلل من أهمية شعبنا ومن أهمية المواطنين اليمنيين الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات.
هل أنتم جادون في الحوار ..ما علامة هذه الجدية؟
التزامنا بحضور كل اجتماعات اللجان وطرحنا للأفكار الجديدة ..وموافقتنا على ما يقدم من المشترك وحلفائه فيما يتعلق بأسماء من يتم التحاور معهم ونحن نقول بصدر رحب: أهلاً وسهلاً، وما عليهم إلاّ أن يستدعوهم.. نحن موافقون على ما قدموه وعليهم أن يحضروهم لنتحاور.
الآن هناك من يطرح أن هناك مبادرات لنقل الحوار الى الخارج للقاهرة أو الجامعة العربية أو الى بيروت أو ما إلى ذلك لا أعرف ما هو موقف الحزب الحاكم خاصة أن هناك قبولاً من المعارضة إضافة إلى أن الحزب الحاكم والمعارضة يأزموا الأوضاع ومن ثم يذهبوا لسياحة سياسية؟
طبعاً نحن سمعنا هذا الكلام في المقيل وقرأناه في الصحف، لكننا لا نؤمن بمعالجة مشاكلنا في الخارج، ولا نحب أن نذهب الى السياحة دائماً الذين يذهبون الى السياحة هم متعودون سنوياً على ذلك.. نحن لسنا من ذلك النوع.
من المتعود على السياحة في الخارج المعارضة أم أنتم؟
الذين ذكرتهم أنت، وعليك أن تحسبها أنت.
النقطة الثانية أنا يمني وعشت وتربيت في اليمن وعلى ترابها نميت ولن أحاور أي أحد خارج نطاق بلدي، وأعود إلى كلمات الفضول: »عشت إيماني وحبي أممياً وسيبقى نبض قلبي يمنياً«. لن نحاور إلا بداخل اليمن فأرضنا واسعة مساحتها أكثر من (555) الف كيلو متر مربع الا تكفي أن تضمنا لنتحاور؟
لكن في المقابل أنتم تحاورتم مع الحوثي في الدوحة؟
لا .. ذلك موضوع آخر، ونحن لم نتحاور معهم وإنما استجبنا لرغبة اخواننا في قطر، وأمير قطر الذي دعانا على أساس الحضور من يمثل الدولة واحد ومنهم واحد.
الشكر لقطر ولكن ربما احبابنا في القاهرة وبيروت أو مكان آخر يريدون أمثالهم وسيقدمون دعوة مماثلة؟
لا .. كل وضع يختلف، ومهما قيل، فالأمر يختلف.
ولكن السودانيين تحاوروا خارج البلاد؟
قضية السودان تختلف عن قضيتنا فلا توصلنا الى حالة الجنوب في السودان.
لكن الفلسطينيون يتحاورون في الخارج؟
الفلسطينيون بشكل عام تحت رحمة الصهاينة، لكننا يمنيون لنا بلد واحد ودستور واحد..
وإذا جاءت دعوات من أشقاء مثل دعوة قطر؟
أهلاً وسهلاً بهم في اليمن.. ضيوف على العين والراس، فقد صارت لدينا فنادق مثلهم نتحاور بها.
هل سيأتي خليجي عشرين ونحن مستعدون؟
نعم إن شاء الله.
اسألك معالي نائب رئيس الوزراء عن المشهد في المحافظات الجنوبية، فالبعض يرى الحكومة غارقة في تحديات صعبة كالاوضاع الاقتصادية وسرطان القاعدة؟ فالمشكلة بدأت بمطالب حقوقية واستثمرها كثيرون في الداخل والخارج.. فلماذا لم تتدخل الحكمة اليمانية حتى لا تدفع اليمن تكلفة باهضة جراء استمرار هذا الوضع؟
بالنسبة للمحافظات الجنوبية، فيجب أن نتحدث عن المحافظات في الجمهورية اليمنية ككل وهي 21 محافظة كلها تشكل كافة محافظات الجمهورية اليمنية وكل ما يدور فيها نتكلم عليه بشكل واضح، ففيما يتعلق بالفقر فهو موجود في كل المحافظات وليس هناك ما يمكن أن نسميه بمحافظة فقيرة ومحافظة غير فقيرة، وهذا واقعنا كيمنيين، نحن بلد فقير، وما نملكه من كمية النفط هو مائة وأربعين ألف برميل وربما يزيد قليلاً أو ينقص، كما ان لدينا ثروة بشرية كبيرة والشعب اليمني أمة حية دائماً دفعت بالفتوحات عبر العصور الى الأمام.
وفيما يتعلق بالحراك فأنا أقول إن البداية كانت مطالب حقوقية وهذا في الأساس حق لكل مواطن أن يتحدث فيما يتعلق بالسكن، الوظيفة، والارض وغيرها.. ولذلك شكلت لجان أنهت الكثير من تلك المطالب، لو استمرت هذه المطالب بنفس الطريقة السابقة لكانت قد حلت ولكن عندما تقمصت بقميص سياسي وصل الى درجة القول: »أنا لست من هذا البلد«.. ان آباءنا وأجدادنا وعبر التاريخ يمنيون من أقصى حضرموت الى الحديدة، ومن سقطرة الى أقصى صعدة، ولكن أن نسمع من يقول اليوم: أنا لست من هذه البلاد فهذا لا يصح.
بحكم خبرتكم ومهامكم الحزبية والحكومية هل يمكن القول ان الحكم المحلي لو تم تطبيقها بعقل ومسؤولية ..أليس كفيلاً بحل أزماتنا؟
بالنسبة لتشريعات السلطة المحلية هي متكاملة وعلى كافة المستويات، والذي أضر بنا هي المركزية الزائدة فيما يتعلق بالأمور ومعالجة القضايا، لهذا أنا أتوقع أنه خلال الفترة القادمة سيتم إعادة النظر في قانون السلطة المحلية ومنح المزيد من الصلاحيات وان كانت موجودة وإنما يتم اعطاؤها للمحافظات والمديريات بحيث تتهيأ لإدارة نفسها بشكل كامل.
ما الذي يجري في المحافظات الجنوبية لماذا هذا الغليان.. لماذا الحكومة لا تلتفت التفاتة كاملة لحل الازمة من جذورها؟
المشكلة تشعبت في بعض المحافظات الجنوبية والناس الذين فيها هم اخواننا وهم جزء منا ونحن جزء منهم وهم أساساً من فجروا ثورة اكتوبر وسبتمبر ودافعوا عن الوحدة، ومنهم من قام بالوحدة بشكل كامل، ولهم احترامهم ومكانتهم ولهذا نستطيع القول: إنهم ينقسمون إلى ثلاثة أقسام .. القسم الاول وهم الصامتون الجالسون في بيوتهم أما الأغلبية فهم أساساً وحدويون، والقسم الآخر الذين تكلمت عنهم وهم الذين يمارسون أعمال تخريبية في البلاد واندمجوا مع القاعدة في غطاء واحد وأصبحوا يقومون بعمليات تخريبية داخل البلد كالقتل والنهب.. طبعاً أخلاقنا كيمنيين لا ترضى بذلك.
الموضوع الثاني وهي المطالب الشخصية التي أنت ذكرتها والتي على ضوئها بدا ما يسمى بالحراك وان شاء الله خلال الفترة القادمة ينتهون من عملية مراجعة قانون السلطة المحلية، وإضافة الملاحق التي يمكن أن تطوره ليتم تطبيقه خاصة فيما يتعلق باللامركزية المالية والإدارية،و كذلك في الجوانب الامنية والقضائية.
الاتفاق الذي وقع في 17 يوليو أكد أن الحوار يجب أن يشمل كافة القوى الوطنية وهذا يعني كل القيادات المعارضة في الداخل والخارج والحوثيين والبعض تحدث عن إمكانية الحوار مع القاعدة .. ما جدية هذا الحوار وأين هو اليوم؟
الحوار المنصوص عليه في محضر 17 يوليو الذي وقع برعاية فخامة الرئيس علي عبدالله صالح اتاح الفرصة للحوار مع جميع أطياف العمل السياسي دون استثناء فلا يحق للمشترك ولا للمؤتمر أن يعترضوا على الاسماء التي تقدم، فالعمل يسير في هذا الاتجاه ونأمل خلال الفترة القادمة إن شاء الله أن ننجز هذا العمل ونحدد المتحاورين ومرحباً بهم في أي مجال مادموا مؤمنين بالثوابت الوطنية وبالنظام الجمهوري والدستور.
إذاً على ماذا تحاورونهم؟
على إصلاحات ومنها اصلاح النظام.
على ماذا؟
إذا أي شخص أتى للحوار على أساس أن نحول النظام الجمهوري الى ملكي فلا يمكن.
لا أحد يطلب هذا الطلب..
الثوابت الوطنية ما معناها أو الذي يأتي ليطلب فك الارتباط، لأنه لا يريدالوحدة أو على أساس نظام »فيدرالي«.. أنا أريد من هؤلاء إذا أرادوا أن يحاورونا أن يكتبوا هذا الكلام ويطرحوه على طاولة الحوار.
ما المشكلة في النظام الفيدرالي في ظل الأزمات السياسية المتلاحقة؟
في اليمن لا ينفعنا.
لماذا؟
لا ينفع.
لماذا؟
لا ينفع.. لان اليمن تختلف عن الدول التي انتهجت هذا النظام، لأن تلك الدول فيها إمارات وولايات، الا إذا أردت أن تكون الفدرالية لعدد »21« محافظة فهذا جميل؟
كيف؟
نمنح الصلاحيات للمحافظات بشكل كامل، وكل محافظة تمارس أمورها ومصالحها وفيه أمور أساساً لا تتم الا بوجود دولة مركزية قوية، ولذلك يمكن التفكير في إعطاء الصلاحيات للمحافظات وكذلك أن يتم انتخاب المحافظين من مجموع الناخبين بدلاً من الهيئة الناخبة وهذا ما عملناه كخطوة أولى وهو شيء جميل.
الآن الأزمة في المحافظات الجنوبية لم تحل »الحكومة شكلت أكثر من لجنة لمتابعة الأزمة ثم لم ينتج شيء ..لماذا؟
لقد وافقنا على الحوار لكي ينخرطوا فيه، ونحن نرحب بهم على أساس أن يدخلوا في الحوار.
هل لديكم رؤية كحكومة وحزب حاكم لإنهاء الأزمة في المحافظات الجنوبية؟
لدينا قوانين ودستور ولدينا الحوار.. ومرحباً بهم ليحضروا للتحاور وننظر ما فيه مصلحة البلد ونتفق عليه وليس لدينا أي مانع.. ولكن هل هم راغبون في الحوار؟
المشاكل في المحافظات الجنوبية ليست سراً، فهناك أراضٍِ أخذت وهناك أناس سرحوا من وظائفهم .. ما الحل؟
نحن لسنا مع أي شيء فيه ظلم، فأي شخص أخذت أرضه يجب أن يعاد حقه.
على منْ يجب؟
على الدولة..
أين أنتم؟
موجودون، فمن لديه مظلمة عليه أن يعطينا اثباتات وعن طريق المحاكم والقضاء ممكن يسترد حقه.
خط طويل..؟
هل نأتي على أساس إذا جاء عارف الصرمي يقول: »عمي شل حقي الارض الموجودة في البلاد دون ما تثبت ملكيتها« أوافقك على ذلك.
أنت تتحدث عن فرد في منطقة هادئة وأنا أحدثك عن منطقة ملتهبة؟
الحق حق وعلينا أن نرجع الى القوانين والانظمة ونتابع حقوقنا، وهنا نستطيع القول: حصلنا على حقوقنا أم لا..
أنا أحدثك عن دولة لديها مخابرات وأجهزة ومؤسسات تستطيع أن تحصل على المعلومات الكافية؟
أنت تتحدث عن أراضٍ، ما ادراني أن هذا الشخص هو مالك الارضية إذا لم يقدم وثائقه الى المحكمة.
وإذا تقدم الى المحكمة؟
يتقدمون ونحن معهم في الحق.
تقرير هلال وباصرة تقرير حكومي تحدث عن هذا الامر؟
اتخذت خطوات تنفيذية فيما يتعلق بهذا الشأن.
هذا هو بيت القصيد؟
أي واحد لديه دعوة فليتجه الى القضاء.
ألا تقلقون في الحكومة أن الامور في المحافظات الجنوبية والشرقية إذا ظلت بهذا المستوى دون حل حقيقي وعاجل أن تخرج عن السيطرة؟
الأمور تتجه الى الخير إن شاء الله وأي قضايا نحن مستعدون لمناقشتها بشفافية وبصدر رحب فاليمن توحدت وستظل واحدة الى أن يرث الله الارض ومن عليها.
ما يجري من أزمات ربما تدل على أن الأمور قد تخرج عن السيطرة ولن يغفر لكم التاريخ إذا لم تعالجوها عاجلاً كقيادة للبلاد؟
أنت الآن تحمل الحزب الحاكم المسؤولية وتنسى دور الآخرين الذين يثيرون النزاعات والأزمات ويقطعون الطرق وغيرها: الحكومة الآن تمارس المهام التي خولها لها القانون .. فهل تسكت عن قطاع الطرق وعن القتلة والذين يتقطعون للسيارات بالارقام ومن يفتشون على البطائق ويقولون هذا من محافظة فلان وهذا من محافظة فلان .. هل تسكت على من يقوم بإحراق ممتلكات الناس.
في الحقيقة قيادات الحراك والمعارضة مجتمعون يدينون هذا الأمر كما يرفضه كل مواطن يمني؟
إذا لم يقترن القول بالعمل ويتم تهدئة هذه الأعمال ومنعها ونتحمل جميعاً المسؤولية كاملة ، فالآن الذي نسمعه انه إذا حدث تفجير سيارة أو قتل مواطن أو اعتداء على جنود سارع المشترك بإصدار بيانات ويحمّلون السلطة المسؤولية هذا فن أم ماذا؟
من يحمّلون إذاً؟
اسأل أو انظر الى القنوات التي تتكلم عن ذلك
الذي يملك الجيش والمؤسسات والحكومة هو من يتحمل المسؤولية؟
نحن ننفذ القانون ونلقي القبض على هؤلاء ونحيلهم الى المحاكم، وبعد ذلك يعودون ويطالبون بالإفراج عنهم بشكل يومي.
نأتي الى المشهد في صعدة .. ما الذي تم الاتفاق عليه بين الدولة والحوثيين في قطر؟ وهو أمر لم يكشف عنه حتى اليوم؟
لا .. الأمر واضح وجلي ولا يوجد شيء سري أو خلف الطاولة أو تحت الارض وكل الامور محددة بست نقاط أعلنت ووضع لها لائحة تنفيذية ولا غيرها.
في الحقيقة هناك تسريبات قالت: إن هذا الاتفاق انطوى على مطالب الحوثي بأن يحكم صعدة ومديريات من الجوف ومأرب وحجة ويريدون وزارة الإدارة المحلية ووزارة الأوقاف؟
هذه الترتيبات ليست حقيقة ومن أين سرب هذا الكلام.. من »المعارضة« فربما هناك »طبخة«اذ اسرب من قبلهم أما بالنسبة لنا فنحن لا نعرف هذا أبداً، وأعلنا النقاط الست كاملة وبوضوح.
هل اليمن صارت في مأمن من حرب سابعة؟
على قدر تنفيذ الاتفاقيات.
هناك من يقول وبالذات عسكريين أن الحوثي لا ينتصر حين تكون الحرب قائمة.. وإنما ينتصر حين تهدأ الحرب،لأن السلطة تركن للاتفاقات السياسية فيما يتفرغ الحوثي لإعادة ترتيب أوراقه وتهيئة نفسه عسكرياً .. ما مدى صحة هذا الطرح؟
هذا الطرح فيه كثير من الحقيقة، فعندما تهدأ الحرب يشتغل الحوثي.
إلى أين تتجه الأمور في صعدة؟
تتجه الى تطبيع الأوضاع والى أن يعامل الناس بحسب القانون، فكل الناس سواسية ويطبق عليهم القانون بشكل كامل...
في الحقيقة أنتم في الحكومة والحزب الحاكم تُستفزون إذا تحدث أحد عن انفصال الجنوب أو فك الارتباط فيما أن البعض يعتقد أن الانفصال قائم في صعدة وليس في المحافظات الجنوبية؟
هذا يحسب لنا عندما نُستفز.. لأننا اساساً تربينا وعشنا على الوحدة.. وصعدة لا يمكن أن ننظر اليها بالطريقة التي تحدثت عنها لأن صعدة وعدن وحضرموت جزء من بلادنا، ومايجري هو سحابة صيف تمر وستنقشع.. وعد الى التاريخ كم انقشعت من صعدة مثل هذه الأمور.
هناك قراءة تقول إن من أراد أن يحكم صنعاء أو اليمن عليه أن يأتي من صعدة..لأن هناك قراءات تاريخية تقول ذلك؟
الزمن تغير والاسلوب أيضاً تغير .. الآن اليمن صار تعداد سكانها يتجاوز 25 مليوناً، ولايشكل من يدعون الخروج عن الاجماع إلا نفر قليل، وأبناء صعدة وطنيون ومناضلون ثوريون ولهم تاريخهم وأسر قائمة في هذا الاتجاه ووراءهم كل أبناء اليمن.
كلمة أخيرة في هذا اللقاء ما الذي تود قوله؟
شكراً لقناة »السعيدة« وكل ما أريد أن أقوله هو أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع وطننا وأن نمضي في الحوار دون مكايدة أو وضع عقبات أو معوقات تعيقه أو تحول دون تحقيق أهدافه.{
|
| |
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|
|
الشيخ صادق أمين أبوراس: لا حـوار في الخارج ولا مع القتلة ولا خارج النقـاط الست
