|
|
|
الميثاق نت/ لقاء - عارف الشرجبي - أكد الدكتور عبدالعزيز الشعيبي رئيس جامعة إب أن الانجازات التي تحققت للوطن في ظل الجمهورية عملاقة بكل المقاييس وأنه لا يوجد مجال للمقارنة بين وضع اليمن قبل وبعد الثورة، ولفت الى أن المتباكين على العهد المباد إمامياً أو الاستعمار لا يشكلون خطراً على الثوابت الوطنية لأنهم قلة منبوذة من قبل الشعب.. وشدد الشعيبي على ضرورة إجراء الانتخابات البرلمانية في الموعد المحدد معتبراً التأجيل التفافاً على حق الشعب في اختيار ممثليه..
إلى نص اللقاء:
ونحن نحتفل بذكرى الثورة اليمنية المباركة سبتمبر واكتوبر ما مدلول هذه الاحتفالات وأهميتها؟
- لاشك أن الثورة اليمنية قد أخرجت بلادنا من عهود الظلم والتسلط والتخلف والعزلة الى عهد الحرية والعدل والمساواة، وأمام ذكرى عظيمة كهذه علينا أن نحيي أولئك الابطال الذين ضحوا في سبيل الثورة وانتصار مبادئها لينعم الشعب بكل ما يتطلع اليه.. كما أن احتفالاتنا بالمنجزات هي محاكمة عادلة لتلك الحقبة الزمنية البائسة التي عاشها الشعب في ظل الحكم الإمامي المباد والاستعمار البغيض وعلينا أن نوعي جيل الثورة بما كان عليه الآباء والأجداد من ظلم وقهر وحرمان لنخلق لديهم قوة إضافية تمكنهم من الحفاظ على الثورة ومكاسبها ونرسخ مبادئها في أفكارهم وعندما نحتفل بأعياد الثورة علينا أن نقيم أداءنا وأنفسنا وماذا قدمنا وماذا علينا أن نقدمه وتلافي أي قصور يمكن أن يثنينا عن مواصلة العطاء في ظل الثورة والجمهورية.
بعد 48 عاماً على قيام الثورة هل تحققت أهدافها؟
- بالرغم من المشاكل والمؤامرات المتواصلة التي رافقت قيام الثورة منذ الوهلة الأولى لها إلا أن إرادة الشعب وإيمانه العميق بحتمية التغيير والتطوير حققت أعظم المنجزات على مختلف الاصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وتأتي في مقدمة الانجازات إعادة تحقيق الوحدة اليمنية على يدفخامة الرئيس علي عبدالله صالح، وإذانظرنا الى العهد الماضي وواقعنا المعاش سنجد الفرق الكبير بين ماضٍ متخلف يؤمن بالدجل والشعوذة وماضٍ مشرق أمسك بزمام التقدم الذي يعيشه العالم بكل مفرداته.
وإذا نظرنا الى واقع التعليم فقط في العهد الماضي وما هو عليه اليوم سندرك حجم التغير فقد كان الطلاب يدرسون في كتاتيب أقامها بعض الفقهاء حباً في تعليم الدين واللغة، بل ان التعليم كان محصوراً على فئة معينة في المجتمع، وكانوا يدرسون إما في الجوامع القديمة المهجورة أو تحت الاشجار، وإذا وجدوا طالباً متفوقاً من خارج تلك الطبقة كان مصيره الموت أو السم لأنهم كانوا ينظرون إلى أنه سيشكل خطراً عليهم، أما اليوم فإننا نشاهد ملايين الطلاب يدرسون مختلف التخصصات العلمية والادبية وأصبحت المدارس في كل عزلة وقرية وحي وتقدر بأكثر من 20 ألف مدرسة حكومية وأهلية وهناك المعاهد الفنية والتقنية وايضاً الجامعات التي تزيد عن عشرين جامعة حكومية وأهلية، ناهيك عن الطلاب المبتعثين للخارج والذين يعود أكثرهم وهم يحملون الشهادات العليا في مختلف العلوم.. هذا في قطاع التعليم ناهيك عن القطاعات الاخرى.
ولكن هناك من يقلل من هذه الانجازات ويزين القبح الإمامي والاستعماري؟
- الذين يقللون من منجزات الثورة والوحدة هم من بقايا العهد الماضي الذين فقدوا مصالحهم، فقد كان أولئك يعتبرون أنفسهم فوق عامة الناس ويحكمون بالحديد والنار بعد أن صوروا أنفسهم بأنهم ظل الله في الأرض، هؤلاء لم يستطيعوا التكيف مع الواقع الجديد والاندماج في المجتمع وظلوا يتباكون على ذلك العهد المتسلط طمعاً في العودة اليه، أما الذين يحلمون بعودة التشطير والسلطنات فهم من بقايا الاستعمار وأذياله والذين زرعهم عندما غادر اليمن مدحوراً في 30 نوفمبر 1967م.
وعلى كل حال لابد أن نؤكد أن الثورة والجمهورية والوحدة ستبقى رغم أنوف الأعداء والمتربصين الذين مازالوا يعيشون خارج إطار التاريخ ويحلمون بعودة الماضي..
هناك أصوات نشاز كانت بالأمس على النقيض من الحكم الإمامي وأصبحت اليوم جزءاً منه.. فما الذي حدث؟
- تلك الأصوات ليس لها أي تأثير على المجتمع لأنهم قلة لا يمثلون الا أنفسهم وهم منبوذون وقد تعاملوا مع الحرية والديمقراطية بشكل خاطئ، وعليهم أن يتذكروا انهم عاشوا في ظل الحكم الشمولي قبل الوحدة محرومين من التعبير عما في خلجات قلوبهم والا يتم اقتيادهم الى السجون والمقاصل، ولابد أن أذكر البعض بأن المتحالفين مع دعاة الإمامة إنما هم ممن فقدوا مصالحهم بعد قيام الوحدة وخرجوا من السلطة بفعل الديمقراطية، وبالتالي يتحالفون مع دعاة الإمامة وأعداء الوطن ظناً منهم أن ذلك هو الطريق للوصول الى السلطة ولكن هيهات أن يتحقق لهم ذلك لأن الشعب استعد لمواجهة كل من يحاول المساس بالثوابت الوطنية والثورة والجمهورية والوحدة.
في تصورك هل من حق بعض الأحزاب أن تعمل على تزييف وعي المجتمع وتمارس التضليل إلى درجة صارت تستعدي الثورة والوحدة؟
- ليس من حق أحد سواء شخص أو حزب أو جماعة تزييف الحقائق التاريخية أو التقليل من حجم الانجازات التي جاءت بها الثورة والوحدة، فالمسؤولية والأمانة تقتضي على هؤلاء أن يكونوا صادقين مع النفس ومع المجتمع، وإذا كان هناك اختلاف في وجهات النظر مع السلطة حول موضوع معين فلا ينبغي أن يختلفوا مع الوطن ويعملوا على تدمير البيت على من فيه أو التنكر للتضحيات الجسيمة التي قدمها الثوار والمناضلون والشهداء للخلاص من الحكم الإمامي والاستعمار واللجوء الى هذا الاسلوب إنما هو محاولة يائسة للإطاحة بمستقبل الأجيال بل إن له آثاراً مدمرة وخطيرة في غرس الأحقاد والضغائن في صفوف المجتمع، ولذا على أحزاب المعارضة ان تعيد النظر في سياستها واسلوبها في التعامل مع النهج الديمقراطي بطريقة أفضل مما هي عليه.
أمام هذا التضليل المتعمد.. كيف يمكن تعميق الثقافة الوطنية في المجتمع لاسيما لدى الشباب؟
- تعميق الولاء وغرس قيم الوطنية وحب الوطن مسؤولية جماعية ولابد أن يكون هناك قدوة في المجتمع بشكل عام ابتداءً بالأسرة ثم مدير المدرسة ورئيس الجامعة والمسؤول في هذه الوزارة أو تلك.. القدوة يجب أن يكرس موضوع الثقافة الوطنية لدى من حوله والابتعاد عن التكسب الذي يخلق ثقافة انا وبعدي الطوفان.. هناك أحزاب تتكسب على حساب القضايا الوطنية الكبيرة والمصيرية وعليها إعادة النظر في هذا السلوك الذي يسيئ إليها وللديمقراطية وللوطن بشكل عام، وهنا لابد أن أقول للأخوة في أحزاب المعارضة لماذا لا تحكموا عقولكم وضمائركم وتبحثون عن الفرص الممكنة بوسائل مشروعة، فإذا لم يحالفكم الحظ في هذه الجولة الانتخابية وضاعت الفرصة ابحثوا عن فرصة أخرى بدلاً من خرق السفينة ليغرق من فيها.
ما تقييمك للمناهج الدراسية في غرس الثقافة الوطنية؟
- علينا أن ننظر الى الإشكالية التي تكمن في المنهج الدراسي وبمن يدرسه، فالمنهج والاستاذ هما ركن أساسي في العملية التربوية والثقافة الوطنية، ولذا علينا أن نضع استراتيجية شاملة لهذا الأمر ولاندعه للصدفة أو الاجتهاد من قبل مجموعة اشخاص يضعون المنهج بطريقة تحصيل حاصل وتكون النتيجة كارثية على المدى البعيد أو القريب.. هناك تآمر كبير يستهدف الشباب والنشء والمجتمع، وعلينا أن نواجهه بكل السبل ابتداءً من التعليم الأساسي الى مابعد الجامعة بشكل متدرج وعميق، وان نعرف ماذا نريد من المنهج وكيف يمكن من خلاله غرس قيم الولاء والثقافة الوطنية.. للأسف هناك أنشطة مهمة غابت من المدارس والجامعات وكانت تمثل وسيلة ناجحة لغرس القيم الوطنية، كما ان علينا مراقبة أداء المعلم وتقييمه بصفة مستمرة لمعرفة مدى انحيازه للوطن بدلاً من الانحياز الحزبي أو المذهبي أثناء تلقينه الطلاب المناهج لنضمن أن تكون مخرجات المدرسة والجامعة مشبعة بالولاء والثقافة الوطنية، وهذا ليس عيباً أو تدخلاً وإنما نوع من الاحتراز خاصة بعد أن تبين وجود بعض الممارسات الخاطئة هنا أو هناك من قبل بعض المدرسين.
ادعاء الوصاية على بعض المناطق اليمنية من قبل أعداء الوطن.. ما ردكم عليهم؟
- ادعاء الوصاية على أي جزء من الوطن من أي حزب أو جماعة أو شخص إنما هو نوع من أحلام اليقظة، فالوطن ملك للشعب الذي ناضل طويلاً لإعادة وحدته التي وجدت عبر التاريخ، وفي تصوري أن أي شخص يدعي الوصاية إنما هو يرتد عن قيم الثورة وبالتالي لا ينتمي لهذا الوطن والارض، ومن العيب على أولئك النفر أن يتنكروا للوحدة في الوقت الذي يتفاخر بها كل أبناء الوطن العربي والعالم.
أعلنت أحزاب اللقاء المشترك مؤخراً تعليق الحوار ثم تراجعت.. ما تعليقكم على ذلك؟
- على هذه الاحزاب أن تعي أن انسحابها من الحوار إنما هي بذلك تنسحب عن النهج الديمقراطي.. بكل أسف أحزاب اللقاء المشترك لا تريد أي حوار ولا تريد انتخابات لانها تدرك تماماً أنها قد خسرت جموع الناخبين خاصة بعد أن صارت تدرك أن وقوفها مع التمرد الحوثي ودعاة الانفصال وتخليها عن القضايا الوطنية والمعيشية ستدفع ثمنه باهظاً ولهذا نجد تلك الاحزاب تتهرب من الحوار بذرائع مختلفة، وفي اعتقادي انه إذا صدقت النوايا فإنه يمكن إجراء الحوار حتى تحت شجرة، أما إذا ظللنا نطرح الشروط أو نفرض أشياء، فهذا ليس من أدبيات الحوار ولا النهج الديمقراطي، والمواقف الوطنية لاتسجل الا من خلال من الذي يضع مصلحة الوطن فوق المصالح الحزبية والشخصية.
أما تلك الاحزاب التي وقفت مع العناصر الارهابية والاجرامية ومع الذين نكلوا بالوطن وقتلوا بالهوية.. وتحاول جاهدة التبرير لتلك الاعمال بوسائل عدة غير مشروعة كادعائها ان من يقتل النفس ويقطع الطريق لديه قضية عادلة، فهي تمارس أساليب تدميرية وعليها أن تدرك قواعد اللعبة السياسية والديمقراطية، ما لم فهي أول من سيدفع ثمن تلك الممارسة، وإذا كانت تريد أن تحقق مكاسب فهذا من حقها ولكن يجب ان يكون عبر الطرق القانونية والدستورية وليس العكس.
وأين دور لجنة شؤون الاحزاب في مراقبة عمل الأحزاب والتنظيمات السياسية؟
- لجنة شؤون الاحزاب أشبه بالجامعة العربية، لأن الإدارة الحقيقية لعملها ليس بيدها بل بيد الاحزاب خاصة القوية منها، وعندما تتصادم القوة القانونية بالقوة الفعلية على أرض الواقع تكون الغلبة للقوة الفعلية على حساب القانون ولابد من الاشارة الى أن الاحزاب اعتادت على سياسة المراضاة والمهادنة خارج القانون في أوقات كثيرة ولو لم يكن الامر كذلك لما تم تأجيل الانتخابات البرلمانية لمدة عامين بناء على طلب أحزاب المعارضة، ولذا يجب أن لا نحمل لجنة الاحزاب فوق طاقتها.
كيف ترى الدعوات لتأجيل الانتخابات البرلمانية المقبلة؟
- ليس من حق أي حزب المطالبة بتأجيل الانتخابات، لأن ذلك يعد التفافاً على حق الشعب في اختيار ممثله في السلطة والبرلمان، وإذا كانت الاحزاب والتنظيمات السياسية كما تدعي انها تريد مصالح الشعب عليها احترام رغباته وتدعه يحكم من الذي سينال ثقته في البرلمان والحكومة، أما إذا ظلت الأحزاب تمارس الوصاية على الشعب فهذه هي الدكتاتورية بكل تفاصيلها، والغريب في الأمر ان المعارضة دائماً ما تستجيب للدعوات والإملاءات الغربية في الوقت الذي لا تستجيب لإرادة الشعب، وهذا الامر يعد لعنة عليها، فالذي لا يلبي إرادة الشعب فإنه لا ينتمي له وخارج الاجماع الشعبي، لذا على الاحزاب ان تكون أول المتمسكين بالنهج الديمقراطي وبالتداول السلمي للسلطة عبر صندوق الاقتراع.. ان الأحزاب أمام مفترق الطرق إما أن تكون مع الارادة الشعبية أو تصبح في طي النسيان.
ما أهم التحديات التي تواجه الوطن؟
- بلادنا تواجه جملة من التحديات ولعل الدعوات المناطقية والتمرد الحوثي والقاعدة من تلك التحديات ولكن في تصوري تلك التحديات يمكن التغلب عليها بالتفاف الشعب حول القيادة السياسية ولكن التحدي الأكبر هو التحدي الاقتصادي الذي يثقل كاهل الحكومة ويجعلها غير قادرة على تنفيذ البرامج التنموية بالشكل المطلوب وكنا نتوقع من المعارضة أن تمد يدها للحكومة ويعمل الجميع كفريق عمل واحد، ولكن للأسف فقد وقفت موقف المتشفي بل والداعم للكثير من المشاكل التي تعمل على اضعاف البلد، ولعلنا ندرك أن إثارة المشاكل هنا أو هناك تعمل على تطفيش الاستثمار الذي نعول عليه لامتصاص البطالة، ناهيك عما تسببه تلك المشاكل من اضرار بحركة السياحة التي تعد مصدراً مهماً للدخل القومي في كثير من البلدان ومنها بلادنا، لهذا على المعارضة أن تتقي الله في الوطن قبل فوات الأوان.{
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|