اقبال علي عبدالله -
كل من يقرأ تصريحات أو أحاديث بعض قادة أحزاب اللقاء المشترك بشأن استنتاجهم للمشهد السياسي والاقتصادي والأمني في البلاد بكل تأكيد سيذهب الى القول إن هذا الاستنتاج المتغير مثل المناخ وحسب أجندة مرسومة خارجياً - وهذا ليس اتهاماً مني بل حقيقة - أقول: إن هذاالاستنتاج غبي يشير الى فراغ سياسي في عقول هؤلاء القادة رغم احترامنا وتقديرنا للبعض منهم لدورهم الوطني في مراحل عدة شهدتها اليمن قبل وبعد الوحدة المباركة التي تحققت بإرادة شعبية في الثاني والعشرين من مايو 1990م، كما كان لبعضهم، ولا نستطيع إنكار ذلك، دور مشرف في الدفاع عن الوحدة صيف 1994م.
ما جعلني أبدأ مقالي بهذا الحديث الذي ما كنت أحب أن اكتبه يوماً ليس إخفاءً للحقيقة بل لتهيئة الاجواء والمناخات المناسبة للحوار الوطني الشامل الذي دعا اليه فخامة الاخ القائد علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام.. وما قرأته ليس في حديث واحد بل مجموعة أحاديث لأحد قادة الحزب الاشتراكي اليمني من استنتاج مدهش وعجيب يقول فيما يقول بأن»قضية الجنوب يجب أن تحل على قاعدة الاعتراف بالقضية العادلة، من خلال الدولة الاتحادية!!«.
وهو نفسه الذي قال لإحدى الفضائيات العربية قبل عدة اسابيع: »جربنا التشطير ففشلنا وجربنا الوحدة وفشلنا، واعتقد أن الحل الوحيد هو دولة اتحادية!!«.
ولو عدنا للتذكير فقط الى ما قبل حرب صيف 1994م كان هذا القائد الاشتراكي يتبوأ منصب رئيس لهيئة سكرتارية الحزب الاشتراكي في تلك الفترة -أيضاً صرح قائد اشتراكي أعلى منصب من صاحبنا هذا بأن »الحل للأزمة في اليمن وتجنب الحرب(!!) هي دولة فيدرالية بدلاً من الوحدة!!« سألت -وكنت مراسلاً لصحيفة »الحياة« اللندنية التي نشرت دعوة »الفيدرالية«- سألت صاحبنا الجديد حول دعوة زعيمه في الحرب أجابني: »لا بديل عن الوحدة ولا علم له بهذا الموضوع (الفيدرالية)!!«.
انظروا هذا التناقض العجيب والمدهش من حزب قاد الحرب على الوحدة صيف 1994م، بعد أربع سنوات من إعادة تحقيقها وفشل في إعادة التشطير وولت قيادته هاربة خارج الوطن بعد أن ارتكبت مجازر جرت فيها انهار من دماء الأبرياء وهي مجازر ليست جديدة على حزب تعود أثناء حكمه الشمولي للمحافظات الجنوبية قبل الوحدة المباركة على ارتكابها كل عدة أعوام.
المهم اليوم وقد كبرت الوحدة وصار عمرها عقدين من الزمان وأصبحت هوية المواطنين وانتماؤهم الوطني جديداً اسمه وطن الثاني والعشرين من مايو 1990م، نجد للأسف أن قادة ولا أعمم بل أقول بعضهم في الحزب الاشتراكي اليمني مازالوا يتوهمون بعودتهم الى حكم الجنوب وإذلال الشعب، متناسين الكثير من الحقائق أبرزها انهم اليوم ينفذون أجندة خارجية لتحقيق المشروع الامريكي الصهيوني بخارطة جديدة للشرق الأوسط ..اعقلوا وافهموا أن اليمن ليس فيدرالياً ولا اتحادياً بل موحداً.