الميثاق نت/ عدن - نوال مكيش - نظمت الهيئة الوطنية للتوعية بمحافظة عدن في اليمن اليوم الأربعاء الدورة التدريبية الثانية من المرحلة الأولى لخطباء المساجد في الجمهورية وبمشاركة (80) خطيبا يمثلون تسع محافظات، وتحت شعار "نحو خطيب جامع" للمدة من 23-28 أكتوبر الجاري في فندق رويال كونكورد بمحافظة عدن.
وتأتي هذه الدورة في إطار المرحلة الأولى التي تضم أربع دورات ضمن برنامج الهيئة الذي تهدف إلى تدريب خطباء المساجد في الجمهورية ورفدهم بمهارات ومعارف حول عدد من المواضيع الدينية الهادفة إلى ترشيد الخطاب الديني وصولاً إلى خطاب معتدل بعيداً عن التطرف والتعصب والغلو بما شانه تجسيد قيم ومبادئ الإسلام السمحة.
وقد ألقى الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن محاضرة في الدورة بعنوان "أهمية الحفاظ على أمن المجتمع" تطرق فيها إلى أهمية دور خطباء المساجد المؤثر في المجتمع..، منوهاً لمعارف وقدرات خطباء المساجد التي تمكنهم من أداء رسالتهم الإرشادية بالحجة والمعرفة والخبرة والتعامل مع الجانب الروحاني والإنساني مع الناس من أقدس الأماكن وهي المساجد التي تعد المدرسة التي انطلقت منها الرسالة الإسلامية الحنيفة.
وأوضح قائلاً: "مهمة الخطباء ليست بالمهمة السهلة إذ أن الخطيب يوجه كل فئات المجتمع بمختلف توجهاتهم..، بحيث يتعامل مع المجتمع بشكل حساس وبقدسية العقل والمعرفة..، مضيفاً أن ثمة من يريد المساس بهذا الوطن من خلال استغلال الحرية والدين لبث الفرقة والشتات ومحاولة مصادرة عقول الشباب والتغرير بهم..، لافتاًً إلى محاولات البعض إلغاء فكرة الآخر بطريقة تكاد لا تختلف عن الأفكار الديكتاتورية في العالم بالرغم من أن الاجتهاد خلق من أجل تعدد الفكرة وليس من أجل التفرقة والتعصب.
وأردف قائلاً: أن دور الخطيب المؤمن بقضايا وطنه ودينه هو تعميق معنى وسطية واعتدال الدين بين أوساط المجتمع، باعتبار أن تلك الوسطية كانت سبباً رئيساً في انتشار الإسلام في دول إفريقيا وشرق آسيا خصوصاً وفي بقية العالم..، مشيراً أن الناس لا يمكن أن تتبع أهواء المتطرفين والمتعصبين الذين ينقلون لنا الدين على طبق ساخن يحرق العقول ومن يحمله.
وشدد بن حبتور على أهمية أن ينقل الخطيب الأحداث إلى الناس بواقعيه كماهي على الأرض بعيداً عن العاطفة وعليه أن يكون ملماً بالأحداث القريبة والبعيدة كي تتم رؤية الصورة بوضوح لكل فئات المجتمع..، مبيناً أن هناك ممن يظهر على مطالبهم مصلحة الناس وهي في الحقيقة ليست إلا أكمة يستتر خلفها لتنفيذ مشاريع تجزئ الوطن وتشرذمه.
وأكد على ضرورة توعية الجيل الجديد بأحداث الماضي وتذكير الأبناء كي لا نقع في نفس الأخطاء مرة أخرى..، ونوه إلى أن المسلمين يتميزون عن غيرهم بان لديهم لقاء توعوي أسبوعي يتمثل في يوم الجمعة وهذه الفرصة ليست متوفرة في الكثير من الديانات الأخرى.
وأشار بن حبتور إلى أهمية المهمة التوعوية التي تقوم بها الهيئة الوطنية للتوعية في تنوير قطاع واسع من الشباب والعلماء.
من جهته أفاد الدكتور/ عبدالله ابوحورية نائب المدير التنفيذي للهيئة أن هذه الدورة التي تختتم غداً (الخميس) تأتي في إطار برامج الهيئة لتعزيز قيم الاعتدال والوسطية في أوساط المجتمع من خلال تدريب وتأهيل الخطباء والمرشدين وتفعيل دورهم في المجتمع..،
وأضاف أن تنظيم هذه الدورات إنما جاء من منطلق الإدراك بأهمية الخطيب ودوره المؤثر في المجتمع باعتبار أن العلماء هم ورثة الأنبياء وفي يدهم جعل المنبر أداة سلام وإصلاح..، مؤكداً أن علماء الدين هم السياج الآمن لمكونات المجتمع من مخاطر الإرهاب وثقافة العنف والكراهية.
وأوضح أبوحوريه إلى أن الهيئة حرصت في هذه الدورة والدورات السابقة على ضمان النجاح الأمثل واستفادة المشاركين من خلال تلقيهم محاضرات علمية قيمة على يد أكفأ المحاضرين للارتقاء بمعارفهم وقدراتهم بما يمكنهم من أداء رسالتهم الإرشادية في إعلاء كلمة "الله" وترسيخ أسس ومفاهيم الدين الإسلامي الحنيف في النفوس وتعزيز الولاء الوطني وتعميقه على نهج الاعتدال والوسطية ونبذ التطرف والإرهاب وثقافة الكراهية.
|