عبدالله الصعفاني -
يقضي الآباء والأمهات أجمل أعوام أعمارهم في رعاية أطفالهم.. يتحملون أثقال الشقاء والتعب مدفوعين بغريزة العاطفة والرحمة التي أودعها الخالق كأحد أبرز سنن الله في عباده وحتى تستمر الحياة.
قد يصيب الآباء والأمهات، فيُرزقون بالذرية الصالحة، وقد يخيبوا.. إما لأن الأبناء والبنات يصطدمون بصخرة الحظ السيئ في الحياة أو بعقوق الأبناء الذي كثيراً مايظهر بائساً في حكايات مرة قد تصل الى صفحات الحوادث.
وعندما يجتمع الفقر مع العقوق فليس أمامنا إلاّ التطيُّر من حياة قاسية للكثير من الآباء والأمهات، وبعضهم سكب دم قلبه لتأمين مايستطيع من أجل أبنائه فلم يحصد غير المر والعلقم.
في العالم المتحضر يستطيع الناس الوصول الى سن المعاش أو حياة الشيخوخة وقد حققوا قدراً من الثروة التي تمكنهم من استكمال حياتهم بعيداً عن الحاجة.. وكثيراً مانشاهد أزواجاً وزوجات وهم في سن الشيخوخة يجوبون العالم للسياحة مستمتعين بما ادخروه من رحلة الشباب الحافل بالكسب.
ومع ذلك تهتم بلدانهم بكبار السن الذين يحصلون على معاشات تقاعد محترمة تعوضهم عن شقاء الأمس.. وترفع عنهم ذل مد الأيدي إلى أبناء كثيراً مايستقلون بحياتهم بمجرد مغادرتهم فترة الطفولة.
وفي اليمن.. الأصل هو ارتباط الأبناء بآبائهم وأمهاتهم.. لكن ثمة استثناءات كثيرة يقع فيها كبار السن تحت مطرقتين.. الفقر وعقوق الأبناء.. هذا إن نحن أسقطنا أن من كبار السن من يكتشف أنه صار مقطوعاً من شجرة حيث لا أحد يعترف بصلة الرحم واستحقاقات تلك الصلة..
أما بيت القصيد في الاستهلال الطويل فهو كم داراً للعجزة في بلد يتجاوز عدد سكانه اثنين وعشرين مليون نسمة..؟
وهل الأغنياء والقادرون يضعون العجزة المعسرين وأصحاب الحاجة في قائمة اهتماماتهم..؟
إن مواطنين ومواطنات بعيون زرقاء يربطون أحزمة السفر إلى دول افريقية للقيام بأنشطة انسانية تجاه العجزة حتى يحسوا بآدميتهم.. فماذا نقدم في هذا البلد لأمثال هؤلاء.. مجرد تذكير لعله ينفع المؤمنين الأغنياء القادرين..!!