الميثاق نت/ تريم - عبدالله بن حميدان - يعرض في الأيام القليلة القادمة على قناة العقيق الفضائية فيلم قصير لا يتجاوز التسع دقائق حيث يتضمن سير قافلة الجمال من مدينة تريم إلى شعب النبي هود عليه السلام وما يرافقها من أهازيج وسباقات وزيارة سيدنا هود هناك في الشعب فضلا عن استعراض نماذج من الحياة العامة للزائرين وبعض الطقوس والعادات والتقاليد التي تعتمل كل عام.
هذا وقد ابدع المخرج المتميز دوما احمد يحيى بن يحيى في إنتاج الفيلم بصورة غاية في الروعة والجمال اللتان تثبتان انه موهبة نادرة جدا في عالم الإخراج .
حيث شد المخرج بن يحيى الرحال هو وطاقمه احمد سعيواد ونوير باطحان واحمد حسين بلفقيه ليوثقان كل تفاصيل الزيارة ,الفيلم أنتج من قبل (الحضرمية) بأشراف عام من الأستاذ القدير احمد الرباكي ودعم لا محدود من رجل المال والأعمال الحضرمي الشيخ الدكتور عبدالله بن مرعي بن محفوظ المعروف عنه باهتمامه البالغ بتوثيق كافة أنواع التراث الحضرمي حيث سبق وان ساهم في إنتاج العديد من البرامج و الأفلام الوثائقية لعل أشهرها فيلم هجرة الحضارم .
فلمدينة تريم الغناء عاصمة الثقافه الاسلاميه ميزة التفرد في العادات والتقاليد التي تملك بموجبها مدينة الصديق علامة الجودة الحصريه في عبق الخصوصية ولعل من تلك العادات عادة زيارة شعب النبي هود عليه السلام بقافلة الجمال ففي اليوم الخامس من شهر شعبان من كل عام يقوم مالكي الإبل بتزيين جمالهم بالحناء وذلك بكتابة بعض العبارات أو المسميات التي تدل على مكانة جمالهم ويكتب البعض الآخر عبارات الصلاة على النبي من اجل در عين الحسود عن جمالهم .
وفي عصر يوم الحناء يحضر ناس كثير خصوصا من الشباب والأولاد الصغار الذين يستمتعون بمشاهدة تخضيب الجمال بالحناء التي تكسي على الجمال لونا جميلا وسط روائح البخور الزكية وفي اليوم الثاني وفي الصباح الباكر تشد الجمال ويعتلي أظهرها الشباب والأطفال حيث يمرون في شوارع مدينة تريم وسط حضور كثيف من الشباب والرجال والأطفال حيث يتبعون الجمال إلى نهاية المدينة ويواصل البعض المرافقة إلى المناطق المجاورة .
وتغادر الجمال مدينة تريم باتجاه شعب النبي هود عليه السلام حيث يقوم الكثير من سكان تريم بالزيارة السنوية إلى قبر سيدنا النبي هود ويحضر كذلك للزيارة الكثير من دول الخليج وشرق أسيا كاندونيسيا وماليزيا وسنغافورا.
وتمكث الإبل في الطريق أيام يتنقلون من قرية إلى أخرى حتى يصلون إلى شعب النبي هود وهناك يستريحون ويريحون جمالهم ويذهبون لزيارة قبر النبي هود عليه السلام ويتفسحوا بالغسل في النهر وبعد ان يمكثوا في الشعب يومين يتحركون قاصدين تريم قبل كل من في الشعب من الناس الآخرين كونهم يعتمدون على المشي .
وفي اليوم الثالث عشر من شعبان يصلون إلى تريم ويقيموا وجبة الغداء ويتأهبوا بتفقد شد الجمال من اجل سلامة المتسابقين وفي عصر ذلك اليوم يجتمع الآلف من الناس بمختلف الفئات رجال ونساء وأولاد فيحتشدوا على جانبي نخر الحاوي مكان السباق قبل موعد السباق بساعة تقريبا.
وما ان يبدأ السباق أو (الحيك حيك) حسب اللغة التريمية الدارجة إلا والناس يغطون أطراف المكان ويبدأ معها السباق بطريقة اثنين اثنين ينطلقون من نقطة البداية وحتى نقطة النهاية ومعها يستمتع الحاضرون بسباق الهجن وتصل ذروة المتعة حينما يخرج احد الجمال عن نطاق السير المخصص له ويتجه نحو الجمهور الذين يتدافعون خوفا من وطأة الجمال ومعها يتدافع الحاضرون و يتساقط البعض ويفر الآخرون في مشاهد مفرفشه ومضحكه من الصعوبة نسيانها .
ويحرص التريميون على عدم تفويت هذا السباق حيث يرون فيه فرجه مجانية للتسلية وطرد هموم الأيام الحالكة ويحضر هذا السباق الكثير من المناطق المجاورة لتريم ومن بعض مدن الوادي الأخرى .
|