تقرير -بليغ الحطابي - تنطلق اليوم الاثنين صافرة بدء العرس الكروي بمواجهة بين منتخبنا الوطني المستضيف للبطولة ومنتخب المملكة العربية السعودية في مباراة افتتاحية للبطولة التي ستتسم-حسب مراقبين - بالمنافسة الشديدة.. وتشير الاستعدادات التي وصلت الى أوجها خلال الساعات الماضية ووصول التأهب الى طاقته القصوى.. بعد زيارة فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ونائبه الأخ المناضل عبدربه منصور هادي واشرافهما المباشرين على كل التجهيزات الهادفة إنجاح البطولة، تشير الى أن استضافة اليمن لهذه البطولة جاءت بعد شد وجذب حول الاوضاع الأمنية.
وكانت الوفود الإدارية والرياضية والرسمية للدول المشاركة قد بدأت تصل إلى عدن منذ يوم الخميس إضافة إلى وصول عشرات الحافلات التي تقل مشجعي وجماهير الفرق الرياضية المتنافسة عن طريق البر من المنافذ الحدودية لليمن مع السعودية وعمان.. وقال فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية انه سيكون على رأس الحضور في افتتاح منافسات البطولة في عدن.
ويرى محللون ان وصول الرئيس إلى عدن مساء أمس الأول الجمعة بدد مخاوف الكثيرين بشأن احتمال عدم اقامة البطولة في موعدها المحدد بسبب عدم اكتمال الاستعدادات التنظيمية اضافة الى الأوضاع الأمنية التي ظلت تضخمها بعض الأبواق المشبوهة.
وشهدت محافظتا عدن وأبين خلال الأشهر الماضية حركة دؤوبة لانجاز مختلف المشاريع الخاصة بالبطولة- الرياضية والإيوائية وغيرها.
وتبلغ المشاريع الرياضية التي تم انجازها ثمانية ملاعب رياضية منها ملعبان رئيسيان لاحتضان مباريات البطولة هما ملعب 22 مايو بعدن وملعب الوحدة بأبين، بالإضافة الى ستة ملاعب تدريبية مساعدة هي حقات وشمسان والشعلة والوحدة وشباب المنصورة والنصر.
وستفتتح البطولة بحفل رسمي يعقبه مباراة بين المنتخبين اليمني والسعودي.
وقسمت المنتخبات المشاركة في خليجي 20 إلى مجموعتين ضمت الأولى اليمن والسعودية والكويت وقطر في حين تضم المجموعة الثانية سلطنة عمان المدافعة عن اللقب والإمارات والبحرين والعراق.
ملاعب جاهزة ..
ومثل توفير البنية التحتية من ملاعب ومنشآت رياضية وفنادق أحد أهم وأكبر التحديات التي واجهت اليمن لاحتضان منافسات بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم في نسختها الـ 20 نظراً لمحدودية البنية التحتية الرياضية وعدم توافر ملاعب وفقاً لمعايير الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا».
ورغم ضيق الوقت المتاح خصوصاً في ظل تأخر البت في مكان إقامة البطولة داخل اليمن وتغيير موقع إقامة الأستاد الرياضي لأكثر من مرة ، كثفت الحكومة وأجهزتها التنفيذية من جهودها واستطاعت خلال زمن قياسي في أقل من عامين تجهيز ملعبين دوليين رئيسيين وستة ملاعب تدريبية للمنتخبات الخليجية المشاركة في البطولة، إضافة إلى تأهيل وتطوير عدد من الأندية والمنشآت الرياضية والسياحية في عدن.
وأكد التقرير النهائي الصادر حديثاً عن اللجنة الإشرافية الوزارية العليا للإعداد والتحضير لاستضافة خليجي 20 -حصلت «الميثاق» على نسخة منه- ان اليمن أنفق نحو 120 مليار ريال لتشييد مشاريع رياضية وسياحية عملاقة في محافظات عدن وأبين ولحج استعداداً للبطولة بما يضمن استضافة يمنية مشرفة بمستوى لا يقل عن مستويات الدورات التي أقيمت في دول الخليج.
وذكر التقرير أنه تم تنفيذ نحو 12 مشروعاً في الملاعب والمنشآت الرياضية في المحافظات الثلاث بلغت تكلفتها قرابة نحو 23 مليار ريال.
ملعب الوحدة
الحدث الخليجي يُعد أكبر وأضخم تظاهرة رياضية يشهدها اليمن، وكان لابد من تشييد ملعب دولي جديد طبقاً لمواصفات الاتحاد الدولي « الفيفا « ، ولذلك عملت الحكومة على تشييد ملعب الوحدة بمدينة زنجبار محافظة أبين وفقاً للمقاييس والمواصفات العالمية بتكلفة إجمالية بلغت 13 مليار ريال على مساحة إجمالية قدرت بمليون متر مربع ويتسع لـ 20 ألف متفرج قابل للزيادة.
وبات ملعب الوحدة الدولي بأبين بحلته الجديدة احد الملاعب الرئيسية الذي سيحتضن بعض مباريات خليجي 20 ، ويحتوي على (16) مدخلاً مباشراً للمدرجات و(12) مخرج طوارئ وتخصيص مواقف للسيارات بسعة ثلاثة آلاف سيارة ، وقاعات كبيرة للمحاضرات والمعارض الدولية ومساحات كافية لإقامة المهرجانات وحفلات الرقص الشعبي، وتم تجهيزه بمختلف المعدات والمستلزمات الالكتروميكانيكية وتركيب الأنظمة الصوتية والمرئية والاتصالات المتطورة وكذا أنظمة ووسائل الأمن والحماية، وقد مثل هذا المشروع تحدياً كبيراً وعلى وجه الخصوص قصر المدة الزمنية وكذا خفض تكلفة المشروع إلى النصف تقريباً.. ويعد ملعب الوحدة تحفة فنية تعكس روعة نمط المعمار اليمني إضافةً الى البعد الإسلامي، وهو على شكل نجمة ثمانية لها أبعاد وتفسيرات مهمة.
كما تم إعادة تأهيل وتطوير ملعب 22 مايو بمدينة عدن ليصبح ملعباً دولياً بتكلفة بلغت 5 مليارات ريال باعتباره الملعب الرئيسي الذي سيحتضن حفلي افتتاح واختتام البطولة الخليجية الكروية التي يحتضنها اليمن خلال الفترة من 22 نوفمبر الحالي إلى 5 ديسمبر القادم.
ملاعب التدريب..
لقد تم تأهيل ستة ملاعب وأندية رياضية في محافظة عدن بتكلفة إجمالية بلغت 3 مليارات ريال « ، وكذا (4) ملاعب وأندية رياضية في محافظة أبين بتكلفة تصل إلى 1.400 مليار ريال « ، بالإضافة إلى إعادة تأهيل ملعب الشهيد معاوية بمدينة الحوطة محافظة لحج بتكلفة 270 مليون ريال.
وأبرز وأهم ما تم إنجازه في هذا الشأن إنشاء ملعب جديد في منطقة حقات يتبع نادي التلال الرياضي مطل على خليج عدن بتكلفة بلغت 1.700 مليار ريال ويتسع لعشرة آلاف متفرج ، ليكون ضمن ستة ملاعب نموذجية وهي خاصة لتدريبات المنتخبات الخليجية المشاركة في البطولة.
منشآت سياحية ..
ونظراً للأهمية البالغة التي تكتسبها عملية الإيواء فقد تم إنشاء مجمع فندق القصر فئة خمسة نجوم قبالة ميناء عدن بتكلفة 200 مليون دولار، بمساحة 250 ألف متر مربع على مرحلتين الأولى تتضمن إنشاء فندق فئة خمسة نجوم مصمم بأحدث المواصفات العالمية وبسعة 240 غرفة وجناحاً فندقياً ، فيما المرحلة الثانية تشمل بناء مدينة سكنية تحتوي على فلل مجهزة بكامل التجهيزات الحديثة والتقنية المتطورة وبالمواصفات الفندقية العالمية وهو الفندق الرئيسي المخصص لإيواء الوفود المشاركة في البطولة، الى جانب فندق عدن فئة الخمسة نجوم والذي تم افتتاحه أمس الاول السبت وتم اعادة تأهيله بتكلفة تبلغ 35 مليون دولار وبسعة إيوائية تصل إلى 200 غرفة وأجنحة خاصة برجال الأعمال والشخصيات المهمة بالإضافة إلى المرافق الأخرى.
وذكر تقرير اللجنة الإشرافية أن الحكومة رصدت نحو 10 مليارات ريال لإنشاء فنادق جديدة لاستقبال كبار الضيوف وبعثات المنتخبات الخليجية المشاركة ، كما وقعت وزارة السياحة اتفاقيات مع الفنادق والمنشآت السياحية الأخرى التي تم اعتمادها لتقديم خدمات الإيواء للوفود الرسمية فقط بغرض تأهيل وتطوير تلك الفنادق ذات فئة خمسة نجوم وهي فندق شيراتون عدن ، فندق فينيسيا، فندق عدن بلازا ، فندق ميركيور.
وأشار التقرير إلى أنه تم توفير 800 غرفة بمستوى 4 و5 نجوم حسب التصنيف العالمي وهو ما يقارب ضعف العدد المحدد من قبل اتحاد كرة القدم والبالغ 500 غرفة.
وينتظر ان تستقبل مدينة عدن فيما يخص إيواء وتسكين بعثات المنتخبات الخليجية الرسمية ووفودها المرافقة أكثر من 600 رياضي ، ناهيك عن 40 ألف مشجع يتوقع ان يحضروا إلى عدن لمتابعة منافسات الدورة الكروية الخليجية.
وأكد وزير السياحة نبيل الفقيه، نائب رئيس اللجنة المنظمة لـ «خليجي 20» أن عدد الفنادق المخصصة للبطولة 115 فندقاً، وتم تخصيص 400 غرفة للبعثات الرياضية، بما فيها بعثة المنتخب اليمني، و400 غرفة أخرى لكبار الضيوف، كما تم تأثيث الفنادق الجديدة، بما يتناسب مع ضيوف البطولة.
وقالت مصادر سياحية بمحافظة عدن إن نسبة الحجز في فنادق المحافظة بمختلف مستوياتها بلغت 100%، وتوقعت أن يتوافد الآلاف من دول مجلس التعاون إلى مدينة عدن خلال فعاليات البطولة.
وبالرغم من تجهيز ما يقارب نحو 800 غرفة في فنادق راقية، فإنه من المتوقع حضور جماهير غفيرة إلى عدن، خاصة من المنافذ البرية اليمنية والتي تشهد خلال هذه الأيام نشاطاً مكثفاً لاستقبال الآلاف من الزوار الخليجيين الذين قدموا لتشجيع منتخباتهم.
وذكر التقرير أن 30 منشأة سياحية بعدن تقع في جولد مور وساحل أبين والمنطقة الواقعة بين البريقة والحسوه كمواقع لإيواء الوافدين وكبار الضيوف والمشجعين والصحفيين.
نهضة عمرانية..
وأكدت اللجنة الإشرافية في تقريرها ان الحكومة خصصت نحو 34.400 مليار ريال لتنفيذ ما يقارب من ( 213) مشروعاً خدمياً وتنموياً في المحافظات المحتضنة للبطولة (عدن، لحج، أبين) في مجالات (الكهرباء،الأشغال والطرق، الاتصالات، الصحة، المياه والصرف الصحي، النقل، النظافة والتحسين والإنارة)، استحوذت عدن على نصيب الأسد منها باعتبارها المستضيف الرئيسي لخليجي 20 بـعدد 121 مشروعاً بكلفة 21.526 مليار ريال ، ثم جاءت لحج القريبة من عدن بـ 59 مشروعاً بـ 3.413 مليار ريال، فيما كان نصيب محافظة أبين 31 مشروعاً بكلفة 8.800 مليار ريال.
خطة أمنية محكمة..
ولتبديد المخاوف الأمنية لدى بعض الاشقاء في دول الخليج، حرصت الحكومة على حشد كل الطاقات البشرية والإمكانات المادية والتقنية لاستكمال الاستعدادات التنظيمية والأمنية بما يضمن دورة ناجحة وآمنة، وقد أقرت اللجنة الخطة الأمنية العليا التي وضعتها وزارة الداخلية والتجهيزات الضرورية المطلوبة لتنفيذ هذه الخطة المحكمة لتأمين استضافة البطولة.
ويلاحظ الزائر لمدينة عدن ما تعيشه المدينة من أمن واستقرار نتيجة الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الأجهزة الأمنية في كل المنافذ والطرق المؤدية إلى منشآت ومرافق « خليجي 20 «ضمن خطة أمنية غير مسبوقة يتجسد فيها حرص بلادنا على إنجاح الدورة وافشال مراهنات أعداء اليمن الذين حاولوا بأعمالهم الإرهابية خلق البلبلة للحيلولة دون إقامة خليجي 20 في موعده، إلاّ أن محاولاتهم باءت بالفشل.
|