موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


إغلاق 10 شركات أدوية في صنعاء - إجراءات جديدة للبنوك اليمنية.. وتحذير لمركزي عدن - البرلمان يستعرض تقرير بشأن الموارد المحصلة - وصول 1820 مهاجر أفريقي إلى اليمن في يونيو - “مخاطر الجرائم الإلكترونية على المجتمع اليمني” في ندوة بصنعاء - السعودية تدشّن حرب الموائد على اليمنيين - إيرادات ونفقات صندوق المعلم على طاولة البرلمان - ارتفاع عدد شهداء الدفاع المدني بغزة إلى 79 - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 38664 - "طوفان الأقصى".. تحوّلات إقليمية ودولية -
مقالات
الأحد, 19-ديسمبر-2010
الميثاق نت - محمد حسين العيدروس محمد حسين العيدروس -
يرفض خبراء السياسة الدولية فرضية الديمقراطية الفاشلة ويعزون بالمقابل تعثر تجارب العالم النامي إلى فرضية "الأحزاب الفاشلة" التي لا تفقه بقيم الديمقراطية وغاياتها، ولا تعي أن الديمقراطية هي خيار الشعوب لفرض إرادة الأمة، وليس خيار الأحزاب لأسر الشعوب، ومصادرة حرياتها، فمصير أي حزب بيد الجماهير والعكس مستحيل..!.
ولعل دائرة التشخيص تتسع كثيراً في حياتنا اليمنية التي تتعاطى فيها بعض القوى السياسية مع الحق الديمقراطي على أنه ترخيص مفتوح لتعطيل أية مادة دستورية أو قانونية في ظل جهلها المطبق بأن الدستور فوق الديمقراطية وأية اتفاقات حزبية جانبية، لأنه هو من أقر التعددية الحزبية، ومنح كل الأحزاب والمنظمات صفتها الشرعية، ومن يستهتر به إنما يستهتر بنفسه وكيانه الحزبي دون أن يمس الدستور سوء، لأنه قائم بقداسة الإرادة الشعبية الوطنية التي أقرته ومنحت كل مواطن بموجبه استحقاقه في تقرير مصير دولته، وإقصاء أية قوة انتهازية فاسدة من ثقته في إدارة شئون البلاد..!.
إن من يمارس الديمقراطية ينبغي عليه أولاً استيعاب فلسفتها ليعرف بدرجة أنها وسيلة واسلوب عمل، وتضحية مفيدة وصادقة تكفل فرصاً عادلة لجميع أبناء الشعب في الحصول على استحقاقاتهم الدستورية، وبالتالي فإنها لا تمنح أي حزب حاكم أو معارض وصاية تخوله بمصادرة استحقاقات الملايين من اليمنيين في تقرير مصير أجهزة حكم دولتهم ابتداءً من رئيس الجمهورية الذي من حقها الدستوري الاقتراع على انتخابه، مروراً بمجلس النواب، وانتهاءً بالمجالس المحلية.
وطالما وأن أبناء الشعب هم الذين يمنحون أي حزب مصدر القوة والنفوذ داخل الدولة من خلال انتخاب مرشحيه، فإن الانتخابات تعد فرصة ذهبية لكل القوى المتطلعة للحكم، إلا أن المحاولات المتكررة لبعض القوى في التنصل من خوض الانتخابات وخلق الذرائع لإرجائها من عام لآخر لا يمكن تفسيره إلا استشعاراً مبكراً بالفشل، وقناعة بأنها لم تعد تحظى بالحد الأدني من القبول الشعبي الأمر الذي يرعبها من أية دعوة للاحتكام إلى الإرادة الشعبية الوطنية وهو بلا شك موقف غالباً ما تدفع به بعض الأحزاب ثمن قياداتها الفاشلة لأحزابها، وضيق أفق ثقافتها السياسية التي تشغلها بالمناكفات والمزايدات وافتعال الأزمات والمواقف الحمقاء، دونما اكتراث لمصالح القواعد الجماهيرية التي لم تجن منها سوى البيانات والتصريحات والتضليل الإعلامي الغير لائق، مما جعل بعض المواطنين في دهشة وحيرة متسائلين مع أنفسهم إن كانت هذه الأحزاب وجدت لخدمتهم وتخفيف همومهم أم للدفاع عن قطاع الطرق وأهل الفتن والخارجين عن القانون تحت مظلة الديمقراطية..!.
إن عدم استيعاب بعض القوى السياسية لمفهوم الديمقراطية، وأهميتها في تقديم مسارات الحياة المختلفة من خلال نبذ كافة الظواهر السلبية والممارسات الفاسدة، وعلى نحو واع ومسئول، حولتها إلى كيانات عبثية، ومصدراً للفوضى وتفريخ بعض العصبيات والعنصريات، والنزعات، والأنانيات الضيقة في ظل ثقافتها الهزيلة التي تصور لها أن تفتيت البنية الاجتماعية إلى تكتلات تعصبية قد يقود إلى حالة تصادم مع بعضها البعض، وفوضى خلاقة تستنفذ قدرات أجهزة الدولة وترهقها، لتواصل عمليات الابتزاز والمتاجرة بالأزمات.
وفي ظل هذا الفقر بالوعي الديمقراطي لم تدرك تلك القوى سعة فضاء العمل الديمقراطية ولم تكتشف أسرارها هامش الحريات العريض، فيما لو استثمرته في كسب الجماهير وتقديم نفسها للمجتمع بصدق وشفافية كقوى حريصة على مصالح أفراده وتشغله في متابعة همومه واحتياجاته ودرء المفاسد عن أبنائه ليطمئن الجميع إلى كونها البديل الأفضل الذي يحقق أمانيه.. لكنها عوضاً عن ذلك انهمكت بعض القوى بصناعة الأزمات وخلط الأوراق والفوضى كأداة ضغط سياسية تلوح بها في مساوماتها على التنازلات السياسية وبما تأكد حتى للمراقبين الدوليين مدى ضحالة ثقافتها الديمقراطية التي تؤمن بأن الفوضى والعنف هما وسائل الديمقراطية، في الوقت الذي ما نشأت الديمقراطية في العالم أجمع إلا لتكون بديلاً للحقب الدموية التي أرهقت البشرية وسبيلاً للأمن والاستقرار والتنمية وردم ثقافة العنف والكراهية.
ويبدو أن الإشكالية مع بعض القوى هو تقوقعها في بوتقة إيديولوجيتها القديمة وعدم قدرتها على الاندماج مع الثقافة العصرية التي تحولت إليها بلادنا الحبيبة، لذلك نجدها قد أدمنت على تداول شعارات العنف الثوري وتثوير الشارع وغيرها من المصطلحات التي شاعت في الستينات والسبعينات وغيرها من المصطلحات التي استخدمت لدغدغة عواطف المواطنين في عدد من الدول العربية، رغم أنها جميعها منيت بفشل ذريع ولم يكتب لأي منها النجاح، فما بالكم حين نسمع بها بعد سنين طويلة من اندثارها.
قبل فترة قليلة كانت بعض القوى تختبر قدرتها ليس بممارسة الديمقراطية، وإنما في صناعة الخوف والرعب، فجندت عدداً من كوادرها ومنابرها المختلفة لمنع إقامة خليجي عشرين في اليمن من خلال أوسع حملة ترهيب عرفتها البلاد في تاريخها، وإني اعتبرها مواجهة قاطعة بين قوى الشر وقوى الخير التي أبهرت العالم بأسره بإرادتها الشجاعة، والهزيمة الساحقة التي ألحقتها بقوى الشيطان التي لم تبق متردية ولا نطيحة في الداخل والخارج لم ينضم إليها.
لاشك أنه آن الأوان ليفيق البعض من أوهامه، ويعرف كل منا مقداره وحجمه، فيدركوا هؤلاء أن اليمن التي أشاعوا من كل منبر أنها تنهار ويدعون لنهش جسدها، قد ظهرت للعالم بأوج إرادتها وقوتها وهيبتها وحضارتها وزهو قيادتها الحكيمة وفخر أبنائها الشرفاء، ولم يبق منبر إعلامي في مشارق الأرض ومغاربها إلا وشهد لها انتصارها المهيب.. فليتعلم هؤلاء السياسة من مدرسة الرجال المخلصين الأوفياء في صناعة التاريخ، وكيف يصبحون عمالقة بحب الوطن وبناء أمجاده والتفاني في خدمة أبنائه جميعاً.. والوقوف بشرف الانجاز أمام صناديق الاقتراع.. فالديمقراطية رهان الكبار.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
وحدتنا وشراكتنا.. الضمانة الحقيقية
يحيى نوري

العدوان الأميركي - الاقتصادي على اليمن.. ماذا في التداعيات والرد؟
فاطمة فتوني

أيها الباراسي الحضرمي اليماني الوحدوي الصنديد.. وداعاً
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*

"الإمارات".. الذراع الصهيوأمريكي في الشرق الأوسط.. مصر نموذجاً
محمد علي اللوزي

للصبر حدود
أحمد الزبيري

ماقبل الانفجار
أحمد أمين باشا

صاحب ذاكرة الزمن الجوال في ذمة الله
عبدالباري طاهر

مرض لا يصادق احداً
عبدالرحمن بجاش

الرئيس علي ناصر.. وسلام اليمن
طه العامري

مقال صحراوي يخاطب الضمير الغائب.. “لَصِّي النور يا نور”
عبدالله الصعفاني

فرنسا في مهب المجهول.. فاز اليسار فهل يتركونه يحكم؟
بيار أبي صعب

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)