صادق ناشر -
غسل الفنان الشاب الواعد قلوب اليمنيين بفرح استخسره عليهم منتخبهم الوطني لكرة القدم قبل شهر ، كأن فؤاد أراد أن يغطي على عيوب ومساوئ كبار اللاعبين والمسؤولين ، فأنزل على أهله ومحبيه فرحة لا توصف..لم يكن فؤاد عبدالواحد من فاز ، بل قلوب كل اليمنيين الذين ارتبطوا به لمدة تزيد عن الشهرين وهو يحصد النجاح تلو النجاح ويتفوق على منافسيه ، ويحصل على ثناء أساتذته في الغناء ، فانغمس اليمنيون في البحث عن نجاح ولو خارج بلدهم ووجدوا في فؤاد ضالتهم ، وعكس الحماس الذي أبداه الكبار والصغار في كل بيت لفؤاد عبدالواحد رغبة اليمنيين في نسيان الأحزان التي تسبب بها من أنفقنا عليهم مليارات الريالات فلم يفرحونا حتى بنقطة واحدة ، أما فؤاد اليمن فقد أسعد أهله وأصدقاءه وقبلهم وطنه الذي وقف إلى جانبه ورفع رأسه ، كما قال ، لا هو من رفع رأس اليمن .
ونحن نقول لفؤاد لقد رفع اليمن رأسك ، لكن أنت رفعت رؤوسنا جميعاً ، كنا نحتاج لمن يرفع رؤوسنا بعد الانكسارات والإحباطات التي نعانيها منذ مدة ، لم نجد طعم الفرح فجئت إلينا بما هو أكثر من فرح.
ليست المسألة مسألة صوت شاب واعد غيّر الكثير من المفاهيم عند الفنانين العرب، أعضاء لجنة التحكيم ، بل بقدرة فؤاد عبدالواحد على جمع اليمنيين حوله ، لقد أشاد الفنانون الذين غنى أمامهم بالموهبة الفطرية لفؤاد عبدالواحد ، بل وقال عنه الملحن الإماراتي فائز السعيد إنه يجيد الغناء لأغاني غيره ، لكنه يضيف عليها «الخلطة اليمنية» .
« أنا فدى لك» ، عبارة كان فؤاد عبدالواحد يرددها كثيراً وهو يقف كتلميذ أمام أساتذته ، لكنه كان أستاذاً في الأخلاق التي تربى عليها ونال بها احترام الجميع ، كان الجميع يتابعه ويتمنى لو يصل إلى المحطة الأخيرة ، لكن فوزه كان مضموناً من قبل انتهاء البرنامج بعدة حلقات، لقد فرض فؤاد اليمن فوزه على الجميع، ليس محاباة بل قدرة على تقديم الجديد من بلد صار لا يعرف لدى جيرانه ودول العالم إلا أنه بلد مصدر للإرهاب والقتل ، أما فؤاد عبدالواحد فقد صدر الفن وسحره إلى كل الناس وعاد مرفوع الرأس يحيط به محبوه وهم كثر .
لكن على فؤاد اليمن ألا يتحول كما تحول كثيرون ، أي أن لا يتوقف عند النجاح الذي تحقق ، وعلى الدولة ألا تهمل هذا الصوت الذي غيّر كثيراً صورة اليمن خارجه ، فبالإضافة إلى بطولة «خليجي 20» التي قدمت اليمن بشكل مختلف لأشقائها الخليجيين ، جاء فؤاد في برنامج «نجم الخليج» ليضيف بُعداً آخر لليمن الذي ظلم ويظلم كثيراً في الخارج ، وحان الوقت أن يكون لليمن أكثر من فؤاد وأكثر من بطولة رياضية ، وليعلم الذين سرقوا ويسرقون أحلام اليمنيين أن الوقت قد حان لكنسهم ورميهم في مزبلة التاريخ
*عن الجمهورية