الميثاق نت -
جدد فخامة الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية دعوته لأحزاب المعارضة للمشاركة الفعالة في الانتخابات.. معتبرا عدم مشاركتها وخصوصا حزب الاصلاح بمثابة انتحار سياسي .
ودعا فخامته في كلمة له اليوم في المهرجان الخطابي والفني الكبير الذي أقيم في قاعة المؤتمرات بجامعة حضرموت، قيادة وأنصار وقواعد أحزاب اللقاء المشترك وفي المقدمة حزب الاصلاح إلى تحكيم العقل والمنطق والدخول مع الشعب في الانتخابات النيابية .
وقال فخامة الرئيس " اكرر هذه الدعوة من حضرموت لإخواننا في اللقاء المشترك وبالذات إخواننا في التجمع اليمني للإصلاح كحزب ثاني بعد المؤتمر، أما بعض الأحزاب كالناصري لديهم مقعدان أو ثلاثة لا يشكلون مشكلة، أما الاشتراكي فقد انتهى في 13 يناير وفي حرب صيف عام 94م، فمعظم قياداته أندمجت وبعض أعضائه في التجمع اليمني للإصلاح، يقودون تيار متطرف في التجمع اليمني للإصلاح، كمن يقول عليّ وعلى أعدائي يارب".
وطمئن فخامة أبناء الوطن بأن الانتخابات ستسير سيرا حسنا قائلا " أريد أن أطمئن أبناء الوطن بان الانتخابات ستسير سيراً حسناً، وسندعو كل المراقبين الدوليين للمراقبة على نزاهتها ، ومن أراد ان يدخل أهلاً وسهلاً ، ومن أراد أن يقاطع فمن حقه في إطار الدستور والحرية والديمقراطية أن يمتلك حق المقاطعة مثله مثل غيره".. معتبرا من يقاطع الانتخابات ويمتنع عن ممارسة حقوقه الدستورية كالمنتحر.
ولفت فخامة رئيس الجمهورية بالقول " الذي يريد السلطة لا يدعو إلى قطع الطريق قتل النفس المحرمة والى ثقافة الكراهية والعنصرية والمناطقية والقروية، وإنما عليه الاتجاه إلى صناديق الاقتراع، وهو المحل الصحيح للوصول الى السلطة، ونحن قادمون على انتخابات وتعديلات دستورية، معظم هذه التعديلات تم الاتفاق عليها مع اخواننا في احزاب المعارضة خلال اربع سنوات من الحوار".
وتابع " هناك تعديلات جوهرية لبعض فقرات الدستور، ومنها إنشاء مجلسين مجلس شورى ومجلس نواب بحيث يكون هناك نظام الغرفتين، ويكون بنفس الآلية التي ينتخب بها مجلس النواب، لكن 25 بالمائة سيكون بالتعيين و75 بالمائة إنتخابات حره يمثلون المحافظات بالتساوي، وهذا شيء يتفق عليه في البرلمان، ونرحب بزملائنا واخواننا في المعارضة ليطرحوا افكارهم حول نصوص دستورية او تعديلات في فقرات الدستور، وشيء قد نتفق عليه وشيء قد لا نتفق عليه، فليقدموها للبرلمان كمؤسسة دستورية".
وأردف قائلا " لا يمكن أن نقبل بأي تعديلات أو حوار خارج نطاق مؤسسات الدولة على الإطلاق، فهذه مؤسسات شرعية ودستورية مستفتى عليها من قبل الشعب، ومؤسسات منتخبة من قبل الشعب، ولا نقبل بحوار طرشان خارج مؤسسات الدولة الرسمية الشرعية، وهذه رسالة من حضرموت من المكلا.. الحوار الحوار نعم، دعونا للحوار لكن لحوار عبر مؤسسات الدولة، ولانقبل حوار للتعطيل، فقد جربنا حوار التعطيل، ودعونا إلى حكومة وحدة وطنية وإلى تشكيل لجنة بالتساوي من الأحزاب، ودعونا إلى انتخاب اللجنة العليا للانتخابات وتعديل قانون الانتخابات، كل هذا تم الاتفاق عليه ولم يتم شيء".. مؤكدا ان الاتفاقات لايمكن أن تكون أقوى من مؤسسات الدولة، وانما هي مجرد وسيلة يبحث الاطراف خلالها عن حلول، فاذا ما تمت فاهلا وسهلاً.
واضاف " لايمكن لحوار المئتين أو الالف أن يعطل السلطات التشريعية والرسمية ابداً، ولابد من التفكير بإمعان، وندعو إلى حوار عبر المؤسسات، فان تقدم التعديلات إلى مجلس النواب فهذا امر مقبول سواءً ماهو متفق عليه أو أشياء غير متفق عليها.
وأشار فخامته إلى أن من ضمن التعديلات الدستورية إيجاد نص يعطي المرأة نسبة 15 في المائة من مقاعد البرلمان.. مبينا بان هذا النص سيمنحها 44 مقعدا داخل البرلمان، ويعطيها الحق في الترشح في أي دائرة من الدوائر الانتخابية.. واعتبر ذلك مكسبا كبيرا للمرأة اليمنية يعزز من شراكتها لأخيها الرجل في مختلف مفاصل الحياة.
واردف بالقول :" أما أن نقود المرأة بالباصات ونتكلم عن المرأة أنها شريكة الرجل ونصف المجتمع وهي كما هي، فقط لاستقطاب اصواتهن ونتركهن في الشارع، فهذا غير مقبول".
وحول توسيع صلاحيات الحكم المحلي .. قال فخامة رئيس الجمهورية :"هذا ليس خطاب للاستهلاك وهو أشبه ما يكون بالحكومات المحلية لها كل الصلاحيات وكل الإمكانيات وما على السلطة المركزية إلا الأشراف والتخطيط والبرمجة".
وأضاف:" التربية والتعليم والصحة والإشغال والزراعة والأسماك وجميع المكاتب ستتحول مسؤولية إدارتها للمحافظات وستكون في وضع أفضل وأرقى مثلها مثل الحكومات المحلية تتحمل كامل مسؤولية أدارة دفة الحكم.. فنحن نقول حكم محلي واسع الصلاحيات، وهي في الحقيقة شبه حكومات محلية، لتتحمل هذه المحافظات مسؤولية إدارة شؤونها ومواردها.
وخاطب فخامته المعارضة قائلا:" إذا لديكم برنامج جديد لحل المشكلات الاقتصادية والبطالة فقدموه، وإذا لديكم مشروع لتغيير السلطة، تعالوا غيروها عبر صناديق الاقتراع.
وأضاف:" أليس عندكم برنامج غير السلطة، جربناكم فمعظمكم كان في السلطة وحكمتم جماعيا وانفراديا ولم تحققوا نتيجة".
وأكد فخامته أن " الجانب التنموي والاقتصادي هو الأهم في البرنامج الرئيسي للدورة القادمة لمجلس النواب، باعتباره الجانب التنموي الحقيقي، وقد تحدثنا عن البنية التحتية عن الطرقات والاتصالات والتعليم والصحة وغيرها، وبحمد الله تحقق منها الكثير، ولكننا جميعا نطالب بالمزيد من الانجازات" .
وهنأ فخامته أبناء حضرموت بالعام الجديد والمنجزات التي تحققت للمحافظة قائلا " الاخوة والاخوات ابناء محافظة حضرموت علماء ومشايخ وسياسيين ونقابات وفلاحين واساتذة واعيان نهنئكم بالعام الجديد وبكل المنجزات التي تحققت في محافظة حضرموت، والتي يطالب كافة ابناء الوطن بالمزيد من هذه الانجازات التنموية" .
وتابع قائلا" كم هو رائع أن ازور محافظة حضرموت في بداية العام الميلادي الجديد لتهنئة أبناؤها بالمنجزات التي تحققت والتي سيتم تحقيقها انشاء الله في المستقبل.. و كم هو رائع هذا المشهد الجميل الذي نراه من خلال كل ابنائها".
واشار فخامة رئيس الجمهورية إلى التطور الذي شهدته حضرموت مقارنة بما كان عليه الحال عام 1988م اثناء زيارته لها، وما نلمسه اليوم من فرق شاسع عما كانت عليه أحوال الناس في ذلك الوقت.
وقال " اليوم في حضرموت بل في كافة إرجاء اليمن تحققت أشياء كثيرة في شتى المجالات رغم إمكانياتنا المحدودة والمتواضعة".. داعيا رأس المال الوطني والمغتربين في الخارج وفي دول الجوار والاستثمارات الاجنبية الى الاستثمار في شتى المجالات الصناعية وبالذات في الصناعات الثقيلة والمتوسطة والتحويلية، بما يكفل توفير الكثير من فرص العمل للايدي العاطلة" .
وأضاف فخامة الرئيس " دعونا نتحدث عن مأكل ومشرب الناس بعيدا عن الخطابة والوعود غير الصحيحة، نتحدث عن ما هو همنا اليوم والمتمثل بالجانب التنموي الذي يحل المشكلة تماما من خلال توفير فرص العمل للعاطلين، فلدينا عدد كبير من خريجي الجامعات والمعاهد المهنية والفنية، ونحن نركز دائما على المعاهد المهنية والفنية لتأهيل عمالة ماهرة ومنتجة ومفيدة للوطن ولعملية التنمية".
ومضى قائلا " نحن نريد التركيز في برنامجنا الانتخابي على الحلول الاقتصادية، والبحث عن عبقرية اقتصادية تعمل على توفير حلول عملية للمشاكل الاقتصادية، وعلينا في الحكومة ان نقدم كافة التسهيلات ونذلل الصعاب واعتماد نافذة واحدة لاستقبال المستثمرين وتحديد وقت زمني لهم، وفي حالة انجاز المشاريع في وقتها سنقدم المزيد من التسهيلات، لكن اذا تعثر المشروع لا لشيء وانما فقط للمماطلة والتسويف او لحجز الاراضي فيجب ان تسحب الامتيازات".. مشيرا بهذا الصدد الى أن هناك مستثمرين من عشرين عام حجزوا أراضي في عدن والمكلا وصنعاء والحديدة وحتى الآن لم ينجزوا شيء، سوى مواعيد وتسويف وليس لديهم اي حجة .
وتابع فخامته " البلد في خير أما ما تنشره الصحافة فهو للاستهلاك، ومجرد إرهاصات وإرهاب إعلامي وثقافي ليس له وجود على أرض الواقع، فالمواطن ينتقل من حضرموت الى صنعاء ومن عدن الى حضرموت في آمان، فكل ابناء الوطن بشبابه وشيخوه ورجاله ونسائه وأطفاله مع الأمن والاستقرار وضد الفوضى وثقافة الكراهية" .
واضاف " هناك قوى سياسية تدعو إلى الفوضى الخلاقة، فالفوضى هي الفوضي، ولهم أربعة أعوام يركضون وراء الفوضى ولم يحققوا شيء، لان شعبنا مع الوحدة ومع الامن والاستقرار، وهو ما يؤكده شعراء ومثقفوا حضرموت بتغنيهم بالوحدة".
وقال " تسمعون في حضرموت صوت الوحدة، فحضرموت هي الثقافة ومن نشر ابناؤها الإسلام في شرق آسيا وفي أفريقيا، فحضرموت حب ابنائها الوحدة وتمسكوا بها ، وهي من منجزاتهم وهدف من اهدافهم، لكن هناك قلة قليلة مثلها مثل اي نجس في ثوب طاهر، والوحدة هي الثوب الطاهر،وعلينا أن نطهر هذا الثوب، ليظل ثوب اليمن طاهرا".. معتبرا مثل تلك الحالات، ظاهرة صوتية.
واكد فخامة رئيس الجمهورية بأنه سيتم انجاز مشاريع إعادة هيكلة الطرقات في المكلا والمرافق المجاورة لها بحوالي ثلاثة مليارات ريال .. مشيرا الى انه يجري حاليا تنفيذ الخط الدائري بتكلفة تتجاوز ثلاثة مليارات ريال بهدف حل أزمة حركة السير.
كما أكد بأنه سيتم خلال هذا العام تنفيذ شبكة الكهرباء في المكلا والساحل بحوالي 360 مليون ريال ومشاريع زراعية بنحو مليارين، وكذا مشاتل زراعية بنحو مليار و200 مليون ريال .
وأشاد فخامته بوعي أبناء حضرموت واحترامهم للنظام والدستور والقانون وقال" محافظة حضرموت محافظة هادئة تحب النظام وتحترم الدستور والقوانين، وأبناء حضرموت يميلون الى التنمية، مثقفون وأدباء وشعراء وتجار وسياسيون، ويريدون أمن وإستقرار ويكرهون الفوضى، فنحن ضد الظواهر السلبية أياً كانت ويجب أن نحترم ونقدر تقاليد كل المحافظات".
وأضاف :"هذه المحافظة آمنة وظاهرة حمل السلاح غير موجودة فيها .. وهذا شيئ جميل، فهناك فرق بين احد يحمل السلاح وآخر لا يحمل السلاح، فثقافة حمل السلاح تتبناها بعض الشخصيات كدوافع ذاتية وتريد ان يكون الشعب مسلح" .