الميثاق نت -
جدد فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية، ترحيب اليمن بالاستثمارات التركية في مجال الغاز والنفط وتوليد الطاقة الكهربائية وفي شتى المجالات وعلى وجه الخصوص في المجال الصناعي, لافتا إلى أن المنطقة الصناعية بالحديدة مجهزة وبإمكان رجال الأعمال من الأشقاء الأتراك استلامها بعد ساعات.
فيما أكد الرئيس التركي عبد الله غول استعداد بلاده للتعاون بشأن المنطقة الصناعية في اليمن وكذا تقديم الدعم لتحقيق الاستثمارات المشتركة في اليمن خاصة في مجال الطاقة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده اليوم الثلاثاء صالح وغول, عقب جلسة المباحثات، استعرضا فيه نتائج المباحثات والآفاق المستقبلية لتطوير العلاقات الأخوية ومجالات التعاون المشترك بين البلدين اليمني والتركي.
وأوضح صالح أن النتائج المثمرة لزيارة الرئيس التركي الحاليّة لليمن ستفتح آفاقا جديدة لتنمية وتوسيع التعاون بين البلدين الشقيقين في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والاجتماعية.
وقال: "هناك آفاق رحبة وعديدة لتعزيز التعاون المشترك وقد تم التوقيع يوم أمس على خمس اتفاقيات واليوم سيتم التوقيع على اتفاقيتين في مجال التعليم الفني والمهني وكذلك إلغاء التأشيرات بين البلدين".
وبين بأنه تم توجيه الجهات المختصة في البلدين بسرعة تفعيل تنفيذ اتفاقيات التعاون الموقعة بين البلدين ومنها الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها منذ عام 1986 وعددها تسعة عشر اتفاقية.
وأكد رئيس الجمهورية عمق ومتانة العلاقات اليمنية التركية, وقال: "العلاقات اليمنية التركية علاقات تاريخية وأزلية وقديمة وتربطنا بتركيا علاقات ممتازة وهناك تنسيق مشترك على الصعيد الثنائي وفي المحافل الدولية", مرحبا باستثمارات رجال الأعمال الأتراك في اليمن وبشراكتهم مع القطاع الخاص اليمني في شتى المجالات.
وقال: "نحن على استعداد لتسليم الأشقاء الأتراك المنطقة الصناعية المجهزة بكافة الخدمات في محافظة الحديدة في أقرب وقت ممكن", مبديا ترحيبه بالاستثمارات التركية في مجال توليد الطاقة الكهربائية بالغاز, موضحا بأنه تم عرض توليد الطاقة الكهربائية بما يقارب عشرة آلاف ميجاوات على الجانب التركي سواء الجانب الحكومي أو رجال الأعمال.
ولفت إلى أن الحكومة اليمنية في حال وافق الأتراك على هذا العرض ستقوم بتوفير الغاز لتوليد هذه الطاقة مثلما عملوا في دول أخرى, واصفا زيارة الرئيس التركي لليمن بأنها ناجحة وممتازة بكل المقاييس, مثمنا مواقف تركيا إزاء القضايا الإسلامية وكذلك القضايا العربية وفي مقدمتها موقفها المشرف إزاء ما يعانيه شعبنا العربي الفلسطيني من حصار جائر من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وقال: "نثمن تثمينا عاليا هذا الموقف القوي والشجاع من قبل الأشقاء في تركيا".
وبيّن رئيس الجمهورية بأنه اطلع الرئيس جول على آخر التطورات على الساحة اليمنية ومنها ذات الصلة بالعملية الديمقراطية, وكذا ما يعانيه اليمن جراء مواجهته للتحديات الأمنية وخصوصا مع تنظيم القاعدة والعناصر الخارجة عن القانون, مؤكدا أن مواقف البلدين متطابقة إزاء القضايا التي تم بحثها وكانت نقاط الالتقاء قوية.
من جانبه أعرب الرئيس التركي عبد الله جول عن تقديره لما حظي به والوفد المرافق له من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
وقال: "أتقدم بجزيل الشكر لفخامتكم وأنقل شكري المتواصل للحكومة والشعب اليمني كما أود أن أنقل تحيات الشعب التركي للشعب اليمني الشقيق".
ووصف غول زيارته لليمن بالزيارة التاريخية باعتبارها الأولى على مستوى رئيس الجمهورية التركية لليمن.
وقال: "أشعر بامتنان بالغ من تحقيق هذه الزيارة التاريخية ومع وفد كبير يضم عددا من الوزراء الكرام وعلى رأسهم نائب رئيس الوزراء وزير الدولة وكذلك وزراء الخارجية والصحة والدفاع بالإضافة إلى عدد من النواب ومجموعة كبيرة من رجال المال والأعمال الأتراك".
وأضاف: "بالأمس عقدنا مع فخامة الرئيس لقاءً ثنائيا ومن ثم أجرينا لقاء بين وفدي الدولتين وتباحثنا في القضايا التي تهم الدولتين على الصعيدين الثنائي والإقليمي".
وأكد الرئيس التركي حرص بلاده على تفعيل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين, مشيرا إلى أن الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها خلال هذه الزيارة عدد من المجالات منها اتفاقية إلغاء التأشيرات بين البلدين الشقيقين.
وقال: "اتفاقية إلغاء التأشيرات سيتمكن المواطنون اليمنيون والأتراك من تبادل الزيارات مثلما كانوا يقومون بذلك في التاريخ واحتضان بعضهم البعض من دون وجود عائق التأشيرة فيما بينهما".
وشكر الرئيس التركي نظيره الرئيس صالح على تكرمه وتفضله بالموافقة على إنشاء نصب تذكار للشهداء الأتراك في إحدى أجمل الساحات في عاصمة اليمن, معتبرا هذا النصب رمزا على أن الإخوة بين اليمنيين والأتراك ستدوم إلى الأبد.
وجدد الرئيس غول التأكيد بأن تركيا تولي أهمية كبيرة لوحدة وسيادة الأراضي اليمنية وكذا دعم جهود اليمن في مكافحة الإرهاب.
وقال: "مما لاشك فيه أن الإرهاب هو أمر غير مقبول ومرفوض على الصعيد الدولي ولهذا السبب يتعين إقامة التعاون على الصعيد الدولي ضد الإرهاب".
وفيما يتعلق بالتطورات الحاصلة على الصعيدين الديمقراطي والاقتصادي في اليمن, قال الرئيس التركي: "إننا نتابع عن كثب وبأهمية الإصلاحات التي تتحقق في اليمن وإن تركيا ستواصل تقديم دعمها لليمن في مسيرتها التنموية والاقتصادية".
وبشأن المنطقة الصناعية في اليمن أكد أن تركيا على استعداد للتعاون مع اليمن في هذا الصدد في أقصى فترة ممكنة, وقال: "وبهذه المناسبة أود أن أشير أن وزراءنا المعنيين يجرون المباحثات لتحقيق التعاون في مختلف المجالات".
وأضاف: "يوجد برفقتنا عدد كبير من المستثمرين ورجال المال والأعمال ومن خلال اجتماع مجلس رجال الأعمال التركي - اليمني فأنهم سيلتقون مع بعضهم البعض وسنقدم الدعم لتحقيق الاستثمارات المشتركة في اليمن خاصة في مجال الطاقة فنحن على استعداد للتعاون", مشيرا بهذا الخصوص إلى أن الشركات التابعة للقطاعين العام والخاص في تركيا موجودة ضمن الوفد التركي المرافق له.
وعلي الصعيد الصحي والتعليمي قال الرئيس التركي: "سنسعى لزيادة التعاون في هاذين الحقلين أيضا كما أن وزير الصحة موجود برفقتنا ويجري مباحثات مع نظيره اليمني لإقامة التعاون وتوثيقه".
وفيما يتعلق بالتعاون بين اليمن وتركيا في مجال النقل والمواصلات عبر الرئيس التركي عن سعادته البالغة للتطور الحاصل في هذا المجال وقال: "عندما زرت اليمن عام 2005م بصفة وزير الخارجية آنذاك لم تكن هناك رحلات مباشرة من تركيا إلى اليمن وتحدثنا آنذاك مع فخامة الرئيس بشأن البدء بتحقيق الرحلات الجوية واليوم أشعر بسعادة بالغة لأن الطائرات تتحرك كل يوم بشكل متبادل بين البلدين من قبل الخطوط الجوية التركية واليمنية".
ولفت الرئيس التركي إلى أن مباحثاته مع الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية تناولت أيضا استقرار المنطقة وكل ما يهم شبة الجزيرة العربية ومنطقه الشرق الأوسط وإفريقيا, مؤكدا تطابق سياسة ووجهة نظر تركيا مع وجهة نظر اليمن خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي لا تهم الشعب الفلسطيني فحسب بل هي قضية الأمة العربية والإسلامية.
وقال: "إن اهتمامنا البالغ والقوي بالقضية الفلسطينية سيتواصل حتى إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة".
وجدد الرئيس التركي شكره لما حظي به والوفد المرافق له من حفاوة وكرم ضيافة وحرارة استقبال من الرئيس علي عبدالله صالح, معتبراً أن القلاع والحصون التي شاهدها في اليمن ليست غريبة عليه.
*عن "سبأ". |