عبدالله الصعفاني -
الوضع المنطقي والعادل عند تقييم الوضع في أي بلد هو النظرة إلى مجموع النجاحات والاخفاقات.. وإلاَّ فإن الرأي العام والنخب السياسية في السلطة والمعارضة تتحول إمّا إلى فرق للمديح والرقص والزمر بمناسبة ودون مناسبة وإمّا إلى غربان تنعق بالويل وتتطير بعظائم الأمور.
9 وعذراً لو اعتبرت مثل هذا التخندق علامة مرض ودليل أوجاع بل وهيافة فكرية.. مشكلتنا ونحن نقرأ أمورنا أن ردود أفعالنا لا تأخذ في الاعتبار محفوظاتنا من القيم الدينية والأخلاقية والعرفية..
9 لنختلف ولكن ما الذي يمنع أن أقول لك أنت مخطئ هنا ومخطئ هنا ومصيب هناك..؟ ما الذي يمنع كثيرنا من الاعتراف بأن اللون الأسود يشير إلى الأبيض وأن منطقة طويلة من التدرج اللوني تحتاج لأن نراها حتى لا نبخس الناس أشياءهم إذا استعرضنا أخطاءهم..
9 إن أي صادق وعاقل ومنصف لايمكن إلاَّ أن يخجل وهو يشاهد أحزاباً ومسئولين وقيادات مجتمعية تتخندق هنا وهناك دونما اعتبار للحقيقة.. فهل الإمعان في الكذب أو استمرار التكاذب بين المتناقشين والمتحاورين دليل صحة نفسية وسلامة سلوكية..
9 بعضنا يكذب مع الشهيق ويكذب مع الزفير ناسياً أو متعمد النسيان أن الناس صاروا يفهمون، وأن وسائل الإعلام صارت تنقل كل شيء كما لو أنها أجهزة لكشف الكذب..
9 وحسبي لإغلاق هذا الاتجاه الغلط أن أذكر ما قاله كاتب غربي (نحن نعيش في مجتمع عار) في إشارة إلى ما طرأ على الناس من وعي وما طرأ على الإعلام من تطور مدهش.. وفاضح..!!