عبدالله الصعفاني -
لست سائحاً أجنبياً أخذته المفاجأة.. فمنذ نعومة أظافري كان السلاح حاضراً.. »جرمل.. تشيكي« وطبعاً بندقية البارود التي يتم وضع مسحوقه في ثغرة ثلثها الأخير ثم ينطلق الصوت تأكيداً على وجود العيد..
> لكن لقطة نشرها ملحق الإنسان في صحيفة »الجمهور« أوقعني تحت صميل الدهشة الموجعة..
طفل صغير تسكنه البراءة وقد احتضن كلاشينكوف يفوقه طولاً.. كان التناقض صارخاً بين براءة ابتسامة الطفل الصغير وبين الدلالة الواقعية وليس الرمزية لقطعة السلاح المتوحشة.
> يقول علماء النفس التربوي إن الواحد منا يأخذ معظم مكونات شخصيته من سنواته السبع الأولى وأنه يكتسب الكثير من الطباع في الأعوام اللاحقة لكنه يستعيد مكونات الطفولة الأولى بعد أن يصل سن العشرين.
> ولا أظن تمنطق طفل صغير بالسلاح وكثرة مشاهداته للسلاح واستخداماته في وطن الحكمة- سابقاً- إلاّ تشكيلاً لنفسيته.. وهو ما يشير إلى أننا سنكون على موعد مع المعاناة ما لم نتوجه سريعاً إلى الدولة المدنية التي يزيد فيها عدد العلماء ويقل فيها عدد المرافقين الجاهزين دائماً لإسماعنا نغمات »قح بم«.
> ولو لم يكن عندنا مجلس نواب من وجاهات اعتبار السلاح الطريق الوحيد لاختطاف حق الهنجمة على عباد الله، ربما كنا حسمنا خيارنا وانتصرنا لكل ما هو مدني وغير مفخخ.
> لن أكون إنشائياً أو مقدماً للعربة لو قلت ما أسوأ أن لا يجتمع رجال السياسة في الحكومة والمعارضة على المسارعة إلى حوار جاد وصادق ومسؤول يضع أولويات خارطة طريق تنتصر لقضية التطور والنهوض.. وبلا شطط كلامي وبلا أصابع تستدعي السلاح..