الميثاق نت -
عبدالكريم المدي
لا للفوضى.. نعم للأمن والاستقرار.. لا للتخريب.. نعم للحوار الوطني.. لا للفتن.. لا للكراهية والمزايدات.. تلك هي بعض من شعارات ومطالب المعتصمين الذين يزيدون عن (70) ألفاً احتشدوا في ميدان التحرير منذ يوم 2011/2/3م وقرروا البقاء ونصب الخيام في اعتصام مفتوح حتى تلبي المعارضة مطالبهم المتمثلة باستجابتها لمبادرة فخامة الأخ علي عبدالله صالح- رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام- التي قدمها إلى مجلسي النواب والشورى يوم الاربعاء 2011/2/2م.
وفي الاعتصام الحاشد الذي تشارك فيه منظمات المجتمع المدني والشرائح الاجتماعية والمثقفون والسياسيون من أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء.. أكد عدد منهم أنهم لن يبرحوا أماكنهم حتى تستجيب المعارضة لمطالبهم والمتمثلة بالعودة الى طاولة الحوار استجابةً لمبادرة فخامة رئيس الجمهورية والكف عن المزايدات ومحاولات جر البلاد الى مربع الفوضى.
ما يميز الاعتصام
ولعل ما يميز الاعتصام الحاشد في ميدان التحرير الى جانب مشاركة المرأة وتنوع الشعارات الوطنية التي تدعو للحكمة والحوار والسلام واحترام إرادة الشعب، هو الحضور الكبير واللافت للشباب وخريجي الجامعات والمعاهد الذين يزيد عددهم عن 50 ألفاً.. وتم نصب خيام لهم ليتمكنوا من المذاكرة لقرب اختبارات الفصل الأول من العام الدراسي الجامعي.. ويتوقع أن يتضاعف أعدادهم بعد إنهائهم الاختبارات.
كما يتسم الاعتصام عموماً بالحيوية والتفاعل والانسجام والالتئام حول هدف واحد ينشده الجميع، بعيداً عن الحزبية، الى جانب إجماع المشاركين على عدم الاحتكاك بأي صوت مخالف أو معارض، مؤكدين قولاً وعملاً وسلوكاً أن طابع اعتصامهم سلمي ووطني غير مدفوع من أي طرف كان.
متطوعون مؤيدون
وكان المعتصمون قد شكلوا فيما بينهم فرقاً شعبية تزيد على (10) فرق لتنظيم حركة اعتصامهم السلمي ومنها فرق خاصة بحركة سير المشاة والمركبات ومنها لتوزيع المياه والطعام والتواصل بين المخيمات التي نصبت في الميدان وتحديداً من شارع جمال مروراً بشارع سيف بن ذي يزن وصولاً الى جولة الشراعي ومنها الى شارع ومساحة ميدان التحرير كاملة وحتى أمام وزارة العمل ومبنى شركة الاتصالات اليمنية.
وأكد المعتصمون تأييدهم لمبادرة فخامة الأخ رئيس الجمهورية واستمرار اعتصامهم حتى تستجيب المعارضة للمبادرة وتغلب المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية والحزبية.. معتبرين عدم التجاوب معها سعياً لأطراف نافذة في المشترك الى إغراق البلد في مستنقع الصراعات وإفراغه من المؤسسات الدستورية والشرعية.
خصوصية اليمن
أما المدى الذي يمكن لأحزاب المشترك بلوغه من خلال توظيف ما جرى في تونس ومصر ومحاولة الاستفادة منه.. فقد اعتبره المعتصمون تفكيراً ساذجاً يندرج في البعد الحقيقي الذي تعيشه تلك الأحزاب.. مشيرين الى أن بلادنا تختلف عن تلك الدول من عدة أوجه منها: الحريات العامة، حرية الصحافة، التعددية الحزبية، حرية ممارسة الشعائر الدينية والتعبير عن الرأي، الى جانب قرب السلطة الشديد من المواطنين بمختلف شرائحهم وتكويناتهم.. اضف الى ذلك التسامح الكبير من قبل القيادة السياسية مع المعارضين والمخالفين.
المنظمات المدنية المشاركة
وتفاعلاً مع مختلف القضايا الوطنية ذات العلاقة بأمن واستقرار ونهضة الوطن ومكتسباته أبدت العشرات من المنظمات المدنية الفاعلة في بلادنا عموماً وفي أمانة العاصمة ومحافظات صنعاء وعمران والمحويت وذمار خصوصاً تفاعلاً كبيراً مع مبادرة الاخ رئيس الجمهورية وذلك من خلال حضورها ومشاركتها في الاعتصام بميدان التحرير حتى تذعن أحزاب اللقاء المشترك وتستجيب للمبادرة واحترام إرادة ورغبة الشعب في الأمن والاستقرار والديمقراطية التي يعتبر الحوار أحد أهم مرتكزاتها وعناصرها.
فعاليات مصاحبة
وفيما يخص وجود فعاليات مصاحبة للاعتصام الدائم في التحرير فقد لوحظ وجود معرض للكتاب ومعرض للفن التشكيلي وآخر للفنون والأزياء الشعبية الى جانب عدد من فرق الرقص الشعبي ومشاركة عدد من الفنانين في الاعتصام وتقديم باقات من الأغاني الشعبية والوطنية.. يُذكر أن هذه المعارض والفعاليات المصاحبة للاعتصام جاءت بجهود ذاتية من قبل المعتصمين ومنظمات المجتمع المدني وبمشاركة رمزية من التجار وأصحاب رؤوس الأموال.