عبدالولي المذابي -
احتشد البيان الذي أصدره اللقاء المشترك وشركاؤه في اللجنة التحضيرية للحوار الوطني بالعديد من التناقضات والمغالطات فضلاً عن التناقضات التي وردت في تصريحات قيادات المشترك خلال المؤتمر الصحفي أمس مع نص البيان الذي جاء في أربع صفحات..
ورغم أن إعلان العودة إلى الحوار هو أبرز ما جاء فيه إلاّ أن تلك الموافقة وردت بنبرة استعلائية مغلفة بنشوة نجاح الثورة الشعبية في مصر وتونس، في محاولة لهز العصا وتخويف المؤتمر الشعبي العام بتكرار ما حدث واسقاط السلطة.
البيان وصف المسيرات الشعبية التي خرجت الخميس الماضي بالمليونية وادعى أن الجماهير الغفيرة أكدت من خلال تلك المسيرات التفافها حول اللقاء المشترك وشركائه، في محاولة لممارسة الوصاية على مطالب الجماهير وتجييرها لصالح «المشترك» الذي تناسى المسيرات الموازية التي خرجت بأعداد أكبر ترفض الفوضى والتخريب والوصاية عليها من قبل أي طرف.
البيان الذي تمت صياغته على عجل حمل الكثير من الأخطاء ربما بسبب النبرة العالية وتقمص دور المسيطر والآمر ما جعله فاقداً لأصول التخاطب وآداب الحوار، لتحل بدلاً عنها كلمات التهديد والتحذير والتقريع للآخر، حتى ما اسماه مبادرة واقتراحاً لمسودة الحوار جاءت في صيغة الأوامر، أما النصائح فكانت من نوع خير للسلطة أن تقدم تنازلات فوراً، ولا ندري لمن هذه التنازلات للوطن أم لقيادات المشترك؟
أما المؤتمر الصحفي فقد تأرجحت الردود ما بين مهادن ومهاجم فالدكتور ياسين سعيد نعمان أمين الحزب الاشتراكي قال إن المشترك لا يدعي امتلاك الشارع وتحريكه ولكنه سيدعم كل توجه نحو التغيير.
أما الأستاذ عبدالوهاب الآنسي أمين عام الإصلاح فيقول انه لاتزال لديه ثقة كبيرة بالتحرك السلمي الذي وصفه بالأجدى وكأنه يرد على ياسين.
وأكد الآنسي أن مطالب المشترك تنحصر في تنفيذ اتفاق فبراير الذي تم التوقيع عليه قبل أحداث تونس ومصر في إشارة إلى أن الإصلاح يتبنى فكرة لا علاقة لها بتداعيات الأحداث الأخيرة على الساحة العربية.
أما باسندوة رئىس لجنة الحوار التابعة للقاء المشترك فقد أكد أن عدداً من قيادات المعارضة بالخارج انضمت إلى اللجنة التحضيرية للحوار في 13 يناير الذي يعيد إلى الأذهان تلك الجريمة البشعة التي قامت بها تلك العناصر في العام 1986م.
الشفافية غابت عن تصريحات قيادات المشترك وبيانهم فأغفلوا الحديث عن توجهم لعدد من العواصم العربية والأوروبية للقاء قيادات المعارضة في الخارج ووقعوا في ا لحرج عندما بادرهم الزميل حمود منصر بسؤال حول سفرهم عقب خطاب الرئيس فارتبكوا قليلاً ثم جاء الرد بأن السفر بالفعل كان للقاء المعارضين في الخارج ونفوا علاقة سفرهم بخطاب الرئيس ولكنهم لم يذكروا أي نتائج.