استطلاع/ هناء الوجيه - من أجل تجسيد سلوك حضاري قادر على معالجة كافة القضايا ابتداءً بمنظومة الأسرة وتدرجاً الى قضايا المجتمع، لابد من خلق ثقافة واعية ومدركة لقيمه العظيمة التي يسود فيها الاحترام وتغليب المصالح العامة .. فكيف نبني هذه الثقافة وهل للمرأة دور في بنائها وغرسها لدى الأبناء كونها الأم والاخت والزوجة، وما أهمية ترسيخ هذه الثقافة في نفوس النشء والشباب.. حول الموضوع التقينا عدداً من الشخصيات النسوية اللاتي عبرن عن آرائهن بالتالي:
< البداية تحدثت الاخت جمالة القاضي -مديرة مدرسة- قائلة: الدين الاسلامي والحكمة اليمانية تعزز قيم المحبة والتلاحم، والحوار من مظاهر تلك القيم والحكمة التي ينبغي على كل أم في داخل النواة الأساسية للمجتمع أن تسعى لترسيخها في سلوكيات أبنائها بحيث تصل بهم الى حل المشاكل داخل الأسرة بأسلوب التحاور الهادئ وتلمس مكامن الخلل وسد الثغرات التي من شأنها أن تزيد من التفكك، وأضافت: عندما تكون الاسرة تتعامل بهذا السلوك فإن ذلك سينعكس ايجابياً على المجتمع لأن طرق تعامله ستكون من خلال استخدام هذا النهج في مجالات الاصلاح والتغيير وتقارب وجهات النظر وإيجاد الحلول ووضع المعالجات لكثير من مشاكل المجتمع.
خطوط التقاء
< ومن جانبها ترى الاخت آسيا الأديمي -باحثة اجتماعية - أن المرأة لها دور كبير ومؤثر في شؤون الحياة ومجالاتها بما في ذلك مجال التربية وترسيخ المفاهيم وقيم الحوار في نفوس الأبناء، فالفرد يتلقى كافة معارفه وسلوكياته من المدرسة الأولى الأم ومن خلالها يبدأ بالاقتداء والتطبيق، ومن هذا المنطلق ينبغي التركيز على توعية وتثقيف النساء أمهات بناة المستقبل وأساس نشر التوعية في محيط الأسرة بحيث تكون قادرة على تحمل مسؤولية تربية الأجيال.. متمنيةً أن يكون التحاور من ضمن مناهج حياتنا، فكم من الأمور تتأزم في مسار الحياة اليومية بسبب العناد والتمسك بالرأي الذاتي دون مراعاة أن هناك خطوطاً وسط ينبغي الالتقاء عندها والتحاور فيها وتقديم التنازلات الايجابية إذا استدعى الأمر في سبيل خدمة الامور ومعالجتها.
أرض الواقع
< وفي ذات الشأن تحدثت الاخت دعاء المخلافي قائلة: مجتمعنا يفتقد مثل هذه الثقافة ، وما يحدث اننا نرى على أرض الواقع العديد من المشاكل والقضايا التي تتأزم نتيجة اختلاف الرأي والعناد والرغبة في التسلط وفرض الرأي الواحد، وأذكر على سبيل المثال كم من الأبناء يصابون بالحالات النفسية نتيجة تسلط الآباء، وعدم إتاحة الفرصة أمامهم للتعبير عن الرأي أو التحاور معهم في شؤون مرتبطة بهم يمكن إيجاد حلول لها ترضي كافة الأطراف ولا تضر بأحد، لذلك لابد من العمل على نشر هذه القيمة كمنهج راقٍ في حياة كل أسرة ومن خلاله يتم التعبير عن الرأي وإيجاد الحلول، وكذا تقارب الافكار وتوضيح وجهات النظر.
لغة العقل
< أما الأخت أمة العليم المروني فترى أن الحوار هو الحل الأمثل لحل مجمل القضايا ليس فقط على مستوى القضايا السياسية ولكن أيضاً على مستوى أبسط الأمور التي تحتاج للاحتكام الى العقل والمنطق وخاصة أن المجتمعات لا تخلو من أناس يقتاتون من إثارة الفوضى وإشاعة الفتن، وبالتالي فنهج الحوار من شأنه أن يفكك الدسائس التي تحاك في أي شأن من الشؤون، وحقيقة أن هذه القيمة تحتاج فعلاً للمرأة الأم التي تربي وتزرع القيم والمبادئ والسلوك الصحيح في أعماق الأبناء منذ الصغر.. ومن شب على شيء شاب عليه.
فن التحاور
< وفي الختام قالت الاخت لينا ابوبكر: الحوار من الثقافات الراقية التي تدل على مدى تحضر المجتمع، واتقان فن التحاور يحتاج الى ثقافة ووعي وعقل متزن يُدرك أهمية اللجوء لهذا النهج في حالة ظهور الاختلاف في الرأي، فالفرد في المجتمع لا يعيش بمفرده ولكنه مرتبط بمن حوله، وبالتالي فمن الصعب أن يفرض رأيه بعناد متجاهلاً الآراء الأخرى المخالفة له، وحين يبدأ الحوار يجد المتحاورون فرصة للالتقاء في منطقة متوسطة ترضي الجميع.
مؤكدةً أن دور المرأة أساسي ومؤثر في العمل على ترسيخ كافة القيم والمفاهيم التي تنمو مع الاجيال وتتأثر بها.
|