الميثاق نت -
ظهر منتخبنا الوطني لكرة القدم في بطولة كأس الخليج الاخيرة بصورة جديدة وغير مألوفة حيث لم يقتصر التغيير على لون قمصان المنتخب »اللون الاحمر« فقط مثلما كان يتوقع بعض المتشائمين وانما وجد المتابع لمختلف اللقاءات التي خاضها المنتخب الوطني في بطولة كأس الخليج انه أمام منتخب آخر غير المنتخب الذي اعتدنا عليه طوال السنوات الماضية، منتخب يلعب بمهارة واحتراف وابداع ويقدم عروضاً قوية مشرفة باداء متقن وحماس منقطع النظير ويلعب الكرة باسلوب وتكتيك منظم وغاية في الروعة، وبعيداً عن حسابات الربح والخسارة فإن منتخبنا الوطني بظهوره الجديد استطاع ان ينال رضى واعجاب جماهيره داخل الوطن وخارجه.. ويبدو ان بصمات مدربه الجديد محسن صالح كانت واضحة ابتداء من عملية اختيار اللاعبين صغار السن وتطعيمهم بعدد من اللاعبين اصحاب الخبرة ومروراًِ بالبرنامج القصير والمكثف الذي سبق المشاركة في بطولة كأس الخليج ثم وصولاً الى خطط وتكتيكات اللعب والانتشار ومقارعة الفريق الخصم في الملعب، وهذه الامور مجتمعة تصب في خانة المضمون اما في الجانب الآخر المتعلق بالشكل فإن القمصان الحمراء التي ظهر بها المنتخب مؤخراً فإنها جعلته يبدو اكثر رونقاً وابهاراً من تلك القمصان الخضراء التي لم يكن لها مبرر بعكس اللون الاحمر الذي يستمد من الوان العلم الوطني للجمهورية اليمنية وهذا ما سبق ان طالبنا به من وقت مبكر عبر صحيفة الرياضة الاسبوعية حتى اننا ذكرنا بأن لقب الاخضر هو خصوصية سعودية وهو لقب متداول للمنتخب السعودي على نطاق واسع وهنا فإننا نقترح اليوم لقباً جديداً لمنتخبنا الوطني »الاحمر / سهيل اليماني« تكريماً لمستواه المشرف الذي ظهر به مؤخراً في دورة كأس الخليج التي سوف نتناول فعالياتها على النحو التالي :
افتتاح بحفل بهيج وبداية حزينة للابيض الاماراتي
حفل افتتاح البطولة التي تستضيفها الامارات العربية بدأ بهيجاً وظهر من خلاله مدى الاهتمام الاماراتي بانجاح البطولة والآمال التي تعلقها الامارات على منتخبها الابيض في انتزاعه للكأس على ارضه وبين جمهوره.. وقد ظهر هذا الاهتمام من خلال حضور رئيس الدولة لمجريات مباراة الافتتاح التي كان يأمل الخروج منها بالنصر أمام المنتخب العماني الطامح الى نيل اللقب لأول مرة في تاريخ البطولة.. ولكن مثلما يقال تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن.. فخرج منتخب الامارات خاسراً نتيجة اللقاء بهدف وحيد مقابل هدفين للمنتخب العماني وهذه النتيجة جعلت الابيض في زاوية صعبة وبوضع في غاية الاحراج أمام مسئولي البلاد وأمام جمهوره بشكل عام.
اليماني ظهور مبهر وصدمة كويتية لاتزال عالقة
اللقاء الثاني بعد مباراة الافتتاح جمع المنتخب اليمني (الاحمر) بالمنتخب الكويتي (الازرق) صاحب نصيب الاسد في تاريخ بطولة كأس الخليج، وفي هذا اللقاء قدم المنتخب اليمني (سهيل اليماني) مفاجأت عدة غير متوقعة بدأها بالهدف المبكر الذي تم التحضير له بابداع واتقان منذ انطلاق الكرة من الحارس الى خط الدفاع فالوسط لتنتهي الى قدم المهاجم على العمقي الذي وضعها ببراعة في شباك (الازرق) وسط ذهول لاعبي المنتخب الكويتي وجماهيره التي كانت تملأ المدرجات.. ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تواصل الاداء والابداع وقدم المنتخب عرضاً استحق عليه الاعجاب والتقدير من جميع النقاد بعد ان كاد ان يظفر بالنقاط الثلاث للمباراة لولا ضربة الجزاء التي أعتبرها الكثيرون ظالمة ولولاها لما خرج المنتخب الكويتي من عنق الزجاجة بتعادل في غاية الصعوبة.
نتائج متوقعة ومستويات غير مقنعة
مبارايات اليوم الثاني بعد الافتتاح جمعت منتخبات المجموعة الثانية التي وصفها البعض بالحديدية على الرغم من تدني مستويات بعض المنتخبات فيها وعلى سبيل المثال المنتخب السعودي الذي ظفر بنتيجة لقائه مع منتخب البحرين (2/1) بصعوبة بالغة على الرغم من ان النتيجة كانت متوقعة، وقد ظهر في هذه المباراة بشكل غير معهود من حيث مايعرف عنه من مستوى متقدم حافظ عليه طويلاً.
وفي المباراة الثانية لنفس المجموعة التقى المنتخب العراقي مع المنتخب القطري وعلى الرغم من الافضلية التي يضعها البعض للعنابي القطري إلاّ ان مجريات المباراة اظهرت رغبة عراقية بالفوز والتأثر من نتيجة لقاء المنتخبين سابقاً في بطولة (الاسياد) بالدوحة وهذا حصل عليه المنتخب العراقي بالفعل عندما خرج في نهاية المباراة بنتيجة الفوز بهدف وحيد ضمن له نقاط المباراة الثلاث.
الجولة الثانية والجرح الأزرق اكثر عمقاً
في الجولة الثانية من لقاءات المجموعة الاولى كان المنتخب الكويتي لم يزل متأثراً بنتيجة الصدمة المفاجئة التي تعرض لها أمام منتخب اليمن في اللقاء السابق وكان يأمل في مصالحة جماهيرية امام المنتخب العماني لكنه امام الطموح العماني الشاب فخرج الازرق الكويتي بجرح أعمق بعد لقاء خسر فيه الاداء والنتيجة وحصد العمانيون نقاطه الثلاث وبنتيجته المسجلة.. بهدفين مقابل هدف وهي النتيجة التي ضمنت للعماني تصدر مجموعته والتأهل للدور نصف النهائي بشكل مبكر وعينه على البطولة.
الابيض يصالح جمهوره ويحافظ على البقاء بأي شكل
وجاءت المباراة الثانية من الجولة الثانية للمجموعة الاولى بين الابيض الاماراتي والاحمر اليماني مثلما كانت متوقعة من جانب الابيض الذي كان واضحاً انه يريد الفوز بأي شكل وينشد مصالحه وجمهوره والبقاء في دائرة المنافسة على الاقل حفاظاً لماء الوجه الذي اهدر في مباراة الافتتاح امام عمان.. وحقق الابيض هدفه الاول من خلال ضربة جزاء (شكك الكثيرون في صحتها) في الدقائق الاولى للمباراة ثم عززها بهدف آخر بالشوط الثاني ماكان له ان يتحقق لولا الحالة الصحية كحارس المنتخب اليمني بعد احتكاكه العنيف اكثر من مرة بمهاجمي المنتخب وان تأخرت نوعاً ما إلاّ انها اثمرت عن تسجيل الهدف الوحيد لليمن في هذا اللقاء الذي اطلق فيه حكم المباراة صافرة النهاية على عجالة اخلت بالوقت بدل الضائع المعلن عنه.
مباريات الامس القريب والتشابه عجيب
تشابه عجيب او ربما غريب جمع بين لقاءات يوم امس في مباريات الجولة الثانية لمنتخبات المجموعة الثانية حيث خرج المنتخب السعودي والقطري بنتيجة التعادل (1/1) ومثلهما كانت نتيجة لقاء المنتخبين العراقي والبحريني (1/1) وهنا نجد ان المنتخبات الاربعة فضلت في هذه الجولة السير على طريق السلامة وعدم التهور فكانت النتيجة تقاسم اخوي لنقاط المباريات بشكل أجل الحسم وجعل الاوراق غير واضحة ولاتقدم مؤشراً اكيداً لهوية المنتخب المتصدر في مجموعة وصفت بالحديدية إلاّ انها حتى هذه اللحظة ماتزال على محك الحديد او ربما بشكل تقريبي (على الحديدة) من حيث الحسم.. وربما ان الايام القادمة سوف تأتي بالخير اليقين.. دعونا ننتظر!!
| 
خليجي 18 وحكاية سهيل اليماني ابو قميص أحمر.. المنتخب اليمني أداء مشرف ومستوى متطور مهما گانت النتيجة
