الميثاق نت - التقى الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليوم الاثنين في جامع الصالح بأصحاب الفضيلة العلماء في جمعية علماء اليمن.
وتحدث أصحاب الفضيلة العلماء القاضي محمد إسماعيل الحجي رئيس جمعية علماء اليمن والشيخ عبد المجيد الزنداني والشيخ حسن الهدار والشيخ ابو الحسن مصطفى الماربي والقاضي محمد الاكوع.
كما استعرضوا في كلماتهم الدور الذي يضطلع به العلماء والجهود التي بذلوها من اجل رأب الصدع وإصلاح ذات البين وإخماد الفتنة التي يسعى البعض لإشعالها في الوطن مع ما سيترتب على ذلك من إزهاق للأرواح وتدمير للممتلكات العامة والخاصة وإشاعة للخراب.
مستعرضين نقاط المبادرة التي حملها فخامته للجنة علماء المرجعية لنقلها إلى أحزاب اللقاء المشترك والمتضمنة ثمان نقاط هي:
- سحب قانون الانتخابات والاستفتاء وإعادته لمجلس النواب لإقراره بالتوافق.
- سحب مشروع التعديلات الدستورية المنظورة حاليا أمام مجلس النواب وتشكيل حكومة وحدة وطنية لإجراء التعديلات الدستورية بالتوافق.
- تشكيل حكومة وحدة وطنية بالتوافق.
- إحالة الفاسدين إلى القضاء وسرعة البت في قضايا الفساد المنظورة أمام القضاء.
- إطلاق أي سجين ممن لم يثبت إدانته أو لم يكن له قضايا منظورة أمام القضاء.
- يتم اختيار خمسة قضاة يقوم كل طرف باختيار اثنين منهم والخامس يتم اختياره من لجنة العلماء المرجعية أو بالتوافق بين القضاة الأربعة وذلك للفصل في النزاع القائم بين أطراف العمل السياسي.
- إيقاف الحملات الإعلامية والمهاترات والتحريض وذلك بما يهيئ الأجواء لإنجاح الحوار الوطني.
- إيقاف المظاهرات والإعتصامات وبما يكفل إزالة أعمال الفوضى والتخريب والاحتقان في الشارع ومن كل الأطراف.
ودعا أصحاب الفضيلة العلماء أطياف العمل السياسي إلى أن يتقوا الله في أنفسهم وان يعملوا من اجل تحقيق التقارب والتفاهم وبما يجنب الوطن الفتنة والاقتتال. مشيرين إلى أن العلماء عليهم واجب أمام الله أولا وأمام الشعب وضمائرهم عليهم أن يؤدوه للتقريب بين الناس وجمع كلمتهم وتوحيد الصف.
موضحين بان فخامة الرئيس قد استقبل لجنة العلماء المرجعية لعدة ساعات واستمع منهم بسعة صدر وتحاور معهم بعقل منفتح وروح مسؤولة حريصة على الحوار والتفاهم وتجنيب الوطن الانزلاق إلى أي منزلقات خطرة.
وأكدوا ما يتوجب على الجميع فعله من اجل مراعاة مصلحة الوطن والشعب وبخاصة في ظل الظروف الراهنة التي يواجه فيها الكثير من التحديات التي تتهدد أمنه واستقراره ووحدته ومكاسبه وسكينته العامة وسلمه الاجتماعي.
كما أكدوا ضرورة الاستجابة لصوت العقل والمنطق والاحتكام إلى شرع الله فيما تنازع فيه المتنازعون. وان يعتصم الجميع بحبل الله تجسيدا لقوله تعالى " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " صدق الله العظيم.
وأشار أصحاب الفضيلة العلماء إلى أن هذا هو وقت النصيحة ووقت اللجوء إلى العقل والحكمة لتدارك عواقب الأمور والوصول بالوطن إلى بر الأمان.
وألقى فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية كلمة رحب في مستهلها بأصحاب الفضيلة العلماء من كل محافظات الجمهورية.
وقال " إن شاء الله يكون هذا الاجتماع فيه الخير والبركة علي أيدي هذه الكوكبة من علماء اليمن الزاهدين والعاقلين الذين سيقولون كلمة الحق ولو على أنفسهم، ويقولون للمخطئ أخطأت، والمحسن أحسنت بعيدا عن المجاملات والمحاباة للحاكم والمحكوم".
وأضاف:" ما من شك أن الوطن العربي كله يمر بمرحلة خطيرة، ووطننا اليمن جزء لا يتجزأ من الأمة العربية يمر هو أيضا بهذه الأزمة، بمعنى أنها تقليد في تقليد المراقب يراقب والمتابع يتابع، وأكثر ما يحدث في اليمن وفي أقطار أخرى من الوطن العربي في الوقت الحاضر تقليد ليس إلا". مؤكدا أن لكل مشكلة حل.
وتابع " هناك صراع في أقطار عربية وأجنبية، وفي نهاية المطاف يجلس المتصارعون على طاولة المفاوضات بعد أن تسال الدماء وتهدر الطاقات ويدمر الاقتصاد، في حين أننا دعونا أخواننا وأبناءنا من أبناء جلدتنا إلى طاولة الحوار لنحكم شرع الله وكتابه، باعتبار أن كتاب الله وسنة رسوله هما المرجعية، وهما ليسا من انجاز علي عبدالله صالح أو من انجاز آخرين، لكنهم تهربوا من الحوار لانهم يضمرون شرا للوطن، والا لماذا يتهربون من الحوار".
وقال فخامته" هناك نقاط ثمان اتفقنا فيها مع المرجعية العلماء، وكما تحدث الشيخ عبدالمجيد الزنداني جلسنا أكثر من ساعات نبحث عن حلول في ضوء بيان هيئة العلماء الذي تحدث عنه الشيخ عبدالمجيد، وتبلورت أفكار ونقاط ثمان، وقالوا سنذهب إلى الطرف الآخر نسمع منه، لكن هناك تسويف من الطرف الآخر، لان لديه أجندة فوضوية، وأنا أقولها العلماء يتحملون مسؤولية في الدنيا والآخرة، ويتحملون مسؤولية ما يترتب على الفوضى من إزهاق للأرواح وهدر للطاقات وإخافة للطفل والمرأة، ستتحملوها انتم اليوم وبعد اليوم ".
وأردف قائلا " إن الهدف من الدعوة لهذا الاجتماع ليس للخروج ببيان، وإنما لتدارس الوضع اليمني الخطير، وأنتم كوكبة من العلماء قولوا كلمة الحق للحاكم والمحكوم، فقد قدمنا مبادرة وحزمة من الإصلاحات عن طريق ممثلي الأمة في مجلس النواب ولم نسمع أي إجابة عليها على الإطلاق، كما قدمنا ما توصلنا إليه من خلال الحوار مع مرجعية العلماء ولم نستلم أي إجابة بل تسويف، وبالحرف الواحد رافضين الحوار وراكبين موجة الفوضى ويحتكمون إلى الشارع غير قابلين بالحوار، وهذه معلوماتنا صحيحة منهم، لان الحوار بحسب كلامهم انتهى وقته ونحن نحتكم إلى الشارع، فيما نقول نحن نحتكم للشعب فهو مالك السلطة ومصدرها، ندعوهم إلى كلمة سواء إلى انتخابات نيابية ومن ثم نأتي بعدها إلى انتخابات رئاسية، وقد أفشلنا كل الذرائع والإدعاءات التي كانوا يدعون بها كالتوريث والتمديد، وهي الاسطوانة المشروخة التي يرددونها للمزايدة".
ومضى فخامة الرئيس:" هؤلاء متأبطين شراً بالوطن اليمني وتجزيئه وأنا أحذر من التجزئة, لن يقدروا يحكموا حتى أسبوعا واحداً وأجزم بذلك.. وأن اليمن سيتقسم وسيتشطر أكثر مما كان عليه من شطرين إلى أربعة أشطار هؤلاء راكبين موجة وحماقة وأقول موجة حماقة.. وأقول خافوا الله في وطنكم ياعلماء وقولوا كلمة حق, هؤلاء راكبين موجة حماقة ".
وأردف:" الآن انتم تشاهدون عبر شاشات التلفزيون والله سبحانه وتعالى خلق لنا سمعاً وبصرا, لسنا صم بكم لا نفهم أو لا نعقل, نحن نتابع ما يجري في عدن الآن هم داعين إلى هبة يوم غد الثلاثاء للتضامن مع عدن تضامن مع من يقوم بإحراق وإتلاف الممتلكات والسطو على أقسام الشرطة وعلى مراكز الدولة في عدن وحرق سيارات الناس وسيتضامن معهم اللقاء المشترك غداً في هبة على أساس أنه يتضامن مع محافظة عدن بينما هو يتضامن مع العناصر التي خربت كل شيء جميل بنيناه في عدن, فقد قتلوا أفرادا من الشرطة وأزهقوا الأرواح وأطلقوا النار من بيت إلى بيت بعد غروب الشمس ويدعون أن الشرطة هي من تقوم بذلك بقصد إحداث فتنة داخلية بينما من يقوم بذلك هي عناصر حاقدة ومأجورة من عناصر الردة والانفصال".
وتابع:" نتحدث بالعربي الفصيح من يقوم بتلك الأعمال هي عناصر الردة والانفصال, وما أحزاب اللقاء المشترك إلا راكبين الموجه مخيمين على باب الأمن السياسي للمطالبة بإطلاق عناصر تنظيم القاعدة الذين يقتلون ضباط وأفراد في الشرطة والجيش ويقتلون الضباط في حضرموت في ابين في شبوة ويخيمون على باب الأمن السياسي مطالبين بإطلاق سراح عناصر تنظيم القاعدة هذه هي المفارقات".
وقال فخامة الرئيس:" نحن دعيناكم كعلماء ومرشدين وكخطباء لنتحدث بوضوح في هذا اللقاء الذي مدة انعقاده ليست محددة بوقت زمني لما من شأنه الخروج بقرارات تصب في خدمة المصالح العليا للوطن, ونحن نقول علينا أن نحتكم إلى كتاب الله والوثيقة التي أرسلناها مع الشيخ عبد المجيد الزنداني إلى أحزاب اللقاء المشترك نريد الإجابة دون الانتظار حتى تتطور الأحداث يوما بعد يوم ونصبح كلنا نادمين".
واستطرد قائلا:" يا أخي هذه مبادرة قدمها رئيس الجمهورية في البرلمان رد على هذه المبادرة واتفق مع العلماء. رد عليها وماذا تتوقع من إجراءات الآن في ظل أزمة لا نستطيع أن نتخذ إجراءات إلا في أجواء آمنه نحيل الفاسدين إلى الفساد وغير الصالحين إلى الخروج من السلطة, فهذه الإجراءات تتخذ في ظل أجواء هادئة وأمنه وليس في ظل أزمة والذي يقول لك أنه من الضروري المعالجة الآن فنقول له طيب تعالوا شكلوا حكومة وحدة وطنية وأعطوا لنا أسماء ممثليكم ضمن التشكيلة لنعلنها".
وقال فخامة الرئيس " البلد ليس ملكاً لعلي عبدالله صالح ولا لأحزاب المعارضة ولا لعالم وشيخ قبيلة، بل هو ملك لهذه الأمة، فالوطن ملكنا جميعا، والذي يطالب بالرحيل من السلطة نقول له على الرحب والسعة بحيث يتم ذلك عبر صناديق الاقتراع والالتزام بالدستور والقانون، وليس بالفوضى، وهذا كلام مستحيل، فالقرار ليس قرار علي عبدالله صالح، وإنما قرار كل مواطن يمني".
وأضاف" لا جيش ولا امن تدخل، فالجيش في معسكراته والأمن يحمي المتظاهرين، وقد كفل الدستور حق التعبير لكل مواطن بالطرق السلمية، لكنهم بأعمال الفوضى حرموا المواطنين من فتح محلاتهم ومتاجرهم، فكيف لهم أن يفتحوها وهم جالسين مخيمين على أبوابها، وبدلا من ذلك عليهم الاعتصام أمام البرلمان أمام ممثلي الأمة وأمام مجلس الوزراء، بدلا من حرمان الناس من عيشهم وقوتهم وإلحاق الضرر بهم بإغلاق محلاتهم".
متسائلا عن الجدوى من التمترس في الشوارع والتنقل من مكان إلى آخر ومن مديرية إلى أخرى عبر السيارات سواء من قبل المعارضة أو المناصرين بغض النظر عن الأعداد مع المعارضة أو الدولة، فكل واحد يعرف حجمه.
وقال " اتقوا الله في بلدكم، وفي أنفسكم، وفي أطفالكم". واصفا مثل هؤلاء بالمغامرين.
وخاطب فخامته الداعين إلى السلطة قائلا " تعالوا إلى السلطة عبر القنوات الرسمية والقنوات الشعبية، تعالوا نتفاهم عبر الحوار، لكنهم يقولون نريد السلطة عن طريق الشارع، لان الحوار انتهى وليس وقته الآن بحجة ارتباطهم بالشارع".
وأضاف " للأسف أن من بينهم أناس لم يكونوا عند هذا المستوى من التفكير، وكانوا يعرفون بالعقلاء، واليوم شلت عقولهم وانجروا وراء الغوغاء والفوضى".
وتابع فخامة الرئيس قائلا " لقد شكلنا لجنة للحوار مع الشباب، إلا أن الشباب الآن منشغلا". متسائلا عن من يحرك الشباب ويصرف عليهم ويتولى نقلهم بالباصات، ومن أين الأموال التي تستخدم لتنقلهم.
وقال " الساكت عن الحق شيطان أخرس سواء كان عالم أو مواطن أو رئيس، والكثير يعرف من أين تأتي هذه الأموال ومن أين تصرف، ولا داعي للمجاملة، وأنا اعرف لكن لا أحب أن أقولها الآن، ومعظمكم في هذه القاعة يعرف من أين وكيف. سيحاسبكم الله يوم القيامة، سيحاسب العلماء أكثر من غيرهم إذا ما سكتوا عن قول الحق.. سيحاسبهم الله حسابا مضاعفا".
وأضاف " لا نود الخروج من هذا اللقاء مع العلماء بدون فائدة للوطن، تحاوروا وتفاهموا وعينوا من كل محافظة أو من كل فئة شخصية من العقلاء يصيغون ما تريد كل الأطراف بحيادية تامة وبمسؤولية".
وقال فخامة الرئيس:" دعونا نتفاهم بلغة القرآن كتاب الله كمرجعية واخرجوا بقرارات مفيدة, ونحملكم يا علماء كامل المسؤولية أمام الله وأمام هذا الوطن ما رأيتموه سنقول لكم سمعا وطاعة وعليكم أن تراجعوا الطرف الآخر". مشيرا إلى انه رغم تعدد المبادرات إلا انه لم يأت من الطرف الآخر أي رد بما في ذلك مبادرة رئيس الجمهورية التي لم يأت منهم أي رد عليها, إضافة إلى ما تم الاتفاق عليه مع الإخوة المرجعية من العلماء وإنما ردوا علينا بقولهم " لا نقدر نرد.. نحن نحتكم إلى الشارع "وكل يوم تزيد الخيام.
وأضاف:" لقد جعلوا مشكلة الوطن هي الخيام وفي نهاية المطاف إلى أين ستفضي هذه الفوضى مع هؤلاء الذين ترعرعوا في ظل الجمهورية والوحدة.. لا يعرفوا ما كانت عليه اليمن في عهد التشطير وكيف كان وضع معيشة المواطنين".
وتابع:" نعم .. نحن نطلب المزيد من الإصلاحات.. نطلب المزيد من استكمال البنية التحتية في مجال الخدمات والتربية والصحة.. كلنا ننشد ذلك، ولكن أين إمكانياتنا.. وهم يقولون الأمر بيد الاخ الرئيس وأنا قلت والله انا أخر مبادرة أطلقتها في مجلس النواب ومع العلماء فهؤلاء هم المرجعية يذهبون إلى المعارضة".
وأردف فخامة الرئيس قائلا": قلت مبادرتي في مجلس النواب.. وهناك من يطرح انتخابات رئاسية مبكرة، وآخر يقول نريد ترحل من السلطة.. ونحن نقول نحن مستعدين نرحل، لكن ليس عن طريق الفوضى فليخافوا الله, وانتم علماء ورثة الأنبياء.. نحن مستعدون، ونؤكد إننا قد ملينا وسئمنا من السلطة 32 سنة وهناك أناس سئموا منا وهكذا الحياة لكن كيف يتم ذلك بطرق سلمية".
وأستطرد فخامة رئيس الجمهورية قائلا:" هكذا أتحدث مع العلماء بشفافية، وهنا يكمن دور العلماء ورثة الأنبياء عندما يتحدثون ويقولون للمحسن أحسنت وللمخطأ أخطأت دون مجاملة ودون محاباة".
وقال:" لقد قدمت حزمة من الإصلاحات ولم يستجب أحد، وجئتم إلي بمبادرات وقلت لكم موافق عليها.. فخافوا الله وراقبوا الله في بلدكم وفي شعبكم.
وتمنى فخامته في ختام كلمته لهذا الاجتماع التوفيق والنجاح وان لا ينفض حتى يخرج أصحاب الفضيلة العلماء بنتائج تجنب اليمن الفتنة كون أي فتنة ستحصل في اليمن ستكونون المسؤولين عنها أمام الله وأمام الوطن.
* سبأ
|