حجة: بليغ الحطابي- مراد شلي -
احتشد مئات الآلاف من أبناء محافظة حجة في مسيرة جماهيرية شهدتها مدينة عبس تأييداً للأمن والاستقرار والديمقراطية.. المسيرة المليونية رفعت الشعارات وهتفت: لا للفوضى والتخريب.. لا لدعاة الفتن. وطالب المحتشدون بحوار وطني بناء ومسئول يعتمد على لغة العقل ومنطق التسامح لإخراج البلاد من دوامة الصراعات الخطيرة إلى بر الأمان في ظل الوحدة المباركة والنهج الديمقراطي. وفي المهرجان الذي أقيم الأسبوع الماضي بحضور أحمد محمد صوفان عضو اللجنة العامة وطارق الشامي عضو الأمانة العامة وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى والقيادات التنظيمية والتنفيذية بالمحافظة.. أُلقيت الكلمات الداعية إلى تغليب الوطن على المصالح الحزبية الضيقة وتجنب الأعمال الغوغائية التي يقوم بها المشترك.
صوفان: شعبنا سيفوت الفرصة على المأزومين
حيث أشار الأخ أحمد محمد صوفان- عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام- عضو مجلس النواب- في كلمته إلى مبادرة رئيس الجمورية الحكيمة لتهيئة أجواء الحوار والخروج بحلول ناجعة لكافة المشكلات التي يعيشها الوطن.
وتحدث صوفان أمام المهرجان الجماهيري الحاشد قائلاً: إننا اليوم أمام محك وطني كبير علينا أن نشحذ الهمم لمواجهته، ولعل من أبرز التحديات دعوات العنف والكراهية والانفصال التي يروج لها البعض من العملاء والمرتزقة ومن ركب الموجة السياسية.
وأضاف: علينا اليوم حماية المكتسبات الوطنية العظيمة والنهج الديمقراطي القويم والوقوف إلى جانب أمننا واستقرارنا وتقدمنا ورفض اشكال التخريب والفوضى والفساد.
ولفت عضو مجلس النواب إلى أن هناك من يريد أن ينقلب على الشرعية الدستورية والنهج الديمقراطي ويحاول تمزيق الوطن للوصول إلى السلطة عبر الانقلاب على الشرعية وتأزيم الأوضاع والانحراف بالشباب ليكونوا وقوداً لهذه الاطماع الدنيئة.
ودعا صوفان أحزاب المشترك إلى تحكيم العقل والعودة إلى جادة الصواب والسير في خطى التطور والنهوض والاستجابة لدعوة رئيس الجمهورية.
مجور: أبناء حجة ينحازون إلى الحق.. وإلى البرامج الهادفة للتطوير والبناء والأمن

من جهته قال المهندس فريد أحمد مجور- محافظ حجة- في كلمته:«يا جماهير حجة الأبية.. حجة الصمود والوفاء.. حجة الخير والعطاء.. نرحب بكم أجمل ترحيب في حضوركم الحاشد وهذا الى هذه الساحة المباركة في هذه الارض المعطاءة.. أرض المحبة والتسامح والوفاء.. ونشكر لكم هذا الاندفاع والحماس الفياض المعبر عن الحرص الصادق والاخلاص اللامحدود.. والالتزام العميق.. للمشاركة في هذه الفعالية الجماهيرية الهادرة .. مهرجان الوفاء.. لتعلنوا من خلالها باسم حجة الشامخة.. باسم رجالها ونسائها وشبابها.. أنكم دائماً مع الوطن والثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية.. مع الأمن والاستقرار.. مع الاحترام والالتزام بالقوانين والأنظمة.. مع صوت الحق.. وضد الباطل بأشكاله وألوانه.. مع احترام إرادة الأغلبية ومع الشرعية وإعلاء المصلحة العليا للوطن».
وأضاف: ليس هذا بغريب على حجة .. فقراءة سريعة لتاريخ ماضينا القريب وحاضرنا اليوم تؤكد وبالوقائع والاحداث والشواهد الملموسة.. أن حجة كانت دوماً حاضرة بفعلها الايجابي في كل اللحظات التاريخية والمنعطفات الحاسمة التي مرت بها ثورة الشعب اليمني منذ انطلاقتها في الـ26 من سبتمبر والرابع عشر من اكتوبر..
وتحدث مجور إلى المواطنين المحتشدين قائلاً: كنتم يا رجال حجة وأبطالها الأشاوس في طليعة صفوف المدافعين عن الثورة والنظام الجمهوري.. وكنتم كذلك في طليعة المدافعين عن الوحدة والديمقراطية وقدمتم الكثير من التضحيات وسطرتم المآثر والبطولات في خدمة الوطن ورفعته وإعلاء شأنه، وحققتم كذلك النجاحات الملموسة في مجالات البناء والتنمية، مشيراً إلى ما تشهده العديد من المشاريع أبرزها في مجالي الطرق والكهرباء وغيرها وفي الممارسة الديمقراطية.. التي كانت حجة ومازالت وستظل من أوائل المدافعين عنها والتمسك بها سلوكاً حضارياً ونهجاً تقدمياً وطريقاً آمناً للارتقاء بحياة شعبنا اليمني العظيم ، وقد أثبتم ذلك حقيقة واقعة وملموسة من خلال اندفاعاتكم الهادرة الواعية والعظيمة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المتعاقبة والتي أثبتم من خلالها وعبر صناديق الاقتراع انحيازكم الكامل الى نداء الحق.. الى البرامج الانتخابية الهادفة خدمة المواطن والوطن وتحسين المستوى المعيشي والارتقاء بالخدمات .. وتوفير الأمن والاستقرار والسكينة العامة وتغليب المصلحة الوطنية العليا على كل المصالح الاخرى.. أثبتم وبكل جلاء ووضوح ان لا وصاية لأحد على حجة وأنها شبَّت عن الطوق.. وتمتلك صوتها وإرادتها وتسخرهما لمصلحة الوطن وحده ولا غيره.
اليمن غير..
واستطرد محافظ حجة قائلاً: يا جماهير حجة الباسلة.. إنكم بحضوركم الهادر اليوم ومن جديد تثبتون تفاعلكم الايجابي والوطني الصادق مع هموم وقضايا الوطن وحرصكم على أمنه واستقراره ووحدته.. ومع القيادة السياسية ممثلة بفخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح.
موضحاً أن جميعنا يدرك ويعلم أن ما يعتمل على الساحة الوطنية من تفاعلات وأحداث هذه الأيام.. لعلها في جزء منها محاكاة لما جرى ويجري في بعض البلدان الشقيقة.. ودون إدراك أن واقع اليمن- أرضاً وشعبنا- له خصوصيته التي لا يمكن تجاهلها.. وترافق هذه التفاعلات والأحداث -للأسف- جملة من الممارسات السياسية الخاطئة والسلوكيات السلبية المخلة بالنظام والقانون من قبل بعض القوى السياسية والعناصر الخارجة على النظام والقانون والدستور.
مبادرة تاريخية
وبين المحافظ فريد مجور لدى خطابه للجماهير المحتشدة من مختلف مديريات محافظة حجة بأن فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح وكعادته قد عمل على تغليب مصلحة الوطن والشعب من خلال مبادرته التاريخية والمهمة التي أطلقها تحت قبة البرلمان في الاجتماع المشترك لمجلسي النواب والشورى.. تلك المبادرة التي تجلى فيها الحرص على تحقيق التوافق الوطني من خلال الجلوس من قبل كل الفعاليات حول طاولة الحوار الوطني الهادف والمناقشة المسؤولة لكل القضايا الخلافية.. سياسية، اقتصادية، اجتماعية وغيرها.. واعتماد الحوار وسيلتنا الحضارية الفعالة في معالجة كافة القضايا التي تهم الوطن والشعب والوصول الى التوافق بشأنها.
الشارع ليس معكم
وأضاف: مازال فخامة الاخ الرئيس يكرر الدعوة هذه الأيام انطلاقاً من روح المسؤولية الوطنية .. داعياً الجميع في أحزاب اللقاء المشترك وخارجه إلى ضرورة الاستجابة لدعوات الحوار وتغليب المصلحة العليا للوطن على غيرها.. والامتناع عن دعوات اللجوء الى الشارع تحت مبرر أو وهم «الشارع معنا» إضافة الى تهييج المشاعر وتضليل البسطاء من الناس وتجنب الاعمال الغوغائية والفوضوية وأعمال القتل والتخريب، لأن ذلك كله، للأسف يصب في مصلحة أعداء الوطن.. إن المشروعية الشعبية لا تأتي بالممارسات الضارة ولكنها تأتي من خلال صناديق الاقتراع وبشكل سلمي وحضاري.
غالبية لا تخاف
وأوضح بأن من يشعر أن الغالبية من الجماهير اليمنية على امتداد الساحة الوطنية الى جانبه أو تؤيده.. فإنه لا يخشى من الحوار.. ولا يخشى من الاحتكام لصناديق الاقتراع، بل على العكس من ذلك يكون أكثر تجاوباً معها والتزاماً بشروطها وقواعدها.
منوهاً إلى أن أغلبية الجماهير اليمنية ليست مع أعمال الفوضى والتخريب والاختلالات الأمنية والإضرار بمصالح الناس وممتلكاتهم.. وقتل النفس البريئة وغيرها من الأعمال التي يقوم بها البعض من الخارجين على النظام والقانون، ولكن هذه الأغلبية مع منطق الحوار المسؤول والصادق، الحريص على تحقيق مصالح البلاد والعباد، مع الاستجابة الفورية والتفاعل الايجابي مع دعوة الاخ الرئيس للحوار الوطني.. ولعل في المهرجانات الجماهيرية والمسيرات الحاشدة التي تعتمل في مختلف المحافظات تأييداً لدعوة الاخ الرئيس للحوار كتعبير مسؤول ورؤية صائبة تجاه ما يدور في الشارع من ممارسات وخطابات وأعمال تتنافى مع مصلحة الوطن وأمنه واستقرره.
صرخة مدوية
وخلص مجور في خطابه للجماهير بقوله: أيها الجماهير المحتشدة إنكم بهذا الحشد الكبير المبارك جئتم لتعلنوها صرخة عالية ومدوية في وجه دعاة الفوضى والتخريب.. ودعماً للمبادرات المسؤولة والمتكررة من قبل الأخ الرئيس الداعية الى الحوار وتغليب مصالح البلاد على مصالح الاحزاب والأفراد.. وبذات الوقت فإنكم ايضاً تؤكدون لمن لم يستوعب بعد أن غالبية جماهير الوطن ترنو نحو السلم والأماني وترفض كل أشكال والعنف والممارسات الضارة بوحدة الوطن وأمنه واستقراره وبالنسيج الاجتماعي للشعب اليمني العظيم.. إنكم بهذا تؤكدون تمسككم الدائم بضرورة الاحتكام لمنطق العقل في معالجة القضايا الخلافية والوصول السلمي الى السلطة عبر صناديق الاقتراع.