فايز البخاري -
نعم غنّتْ قناةُ سُهيل لأنّ الإخوان المسلمين{الإصلاح}ومنذُ بدأوا الدخول في غمار العملية السياسية في بلادنا وهم يتعاملون بشكلٍ مطّاطيٍ رخوٍ للغاية تبعاً لمصالحهم,ودائماً ما يتنازلون عن أشياء كانوا يسموّنها ثوابتاً دينية لا يجوز الخروج عليها بأي حالٍ من الأحوال,وحين يرون مصلحتهم في إتيان أي سلوكٍ هجين - حسب رأيهم - فإنّهم يسارعون لاقترافهِ دون تورّعٍ أو خشيةٍ من أحد,وهم يبرِّرون لأنفسهم بأنّ الضرورة تبيح المحظورات,مع أنّ الثوابت لا يمكن التخلِّي عنها أبداً عند مَنْ يحترمُ ثوابتَهُ ويسعى لتحقيقها على أرض الواقع, هذا إذا كانت وضعية من وضع البشر,فما بالُنا بثوابتٍ دينية هي من القداسة بمكان.
مِنْ هذه الثوابت تحريم الغِناء الذي استحلّتْهُ وأباحتْهُ قناتهم قناة سهيل مؤخّراً لتحفيز الجماهير على الغضب على النظام الراهن وسلطته الفاسدة.. ومع أنّنا ضدّ هذا النظام الفاسد إلّا أنّنا لا نرضى بهذا الانبطاح الذي يبديهِ الإخوان المفلسون أو حزب الإصلاح في اليمن,لأنّ مَن يتخلّى عن ثابتٍ ديني مِن السهل عليه أنْ يتنازل عن ثابتٍ وطني وربّما الوطن بأسرِهِ في سبيل مصلحَتِه,وهذا ما اتضح جليّاً مِن خلال الارتماء المخزي والمهين الذي بدا عليه قادةُ الإخوان{الإصلاح} أثناء لقائهم بوزيرة الخارجيّة الأمريكية هيلاري كلينتون في مقر السفارة الأمريكية بصنعاء عند زيارتها لليمن مؤخّراً.
هذه الحادثة أو الواقعة أوضحتْ كم هم الإخوان المفلسون على استعداد للتخلِّي عن أيّة ثوابت في سبيل الوصول إلى السلطة وتحويل اليمن إلى قندهار أخرى,أو كما يزعمون لتأسيس الخلافة الراشدة التي حان حينها!!
ارتموا في أحضان كلينتون على مرأى ومسمع في الوقت الذي كانوا ينفون وبشدّة -ولايزالون- أنّهم لايستقوون بالغرب ضدّ النظام وضدّ السلطة باعتبار أنّ ذلك يعني الاستعانة بأجنبي وهو محرّمٌ شرعاً لأنّ الرسول صلّى اللهُ عليه وسلّم رفض الاستعانة بمشرِك كما وردَ في الحديث والسيرة,وهو ماكانوا يردِّدونه دوماً في حرب الخليج حين طعنوا باستعانة بعض الدول العربيّة بالغرب ضدّ العراق, لكن حين تأتي مصلحتهم فكل شيءٍ جائزٌ ولا غُبارَ عليه ولو كان ذلك الاستعانة بالغرب والاستقواء بالأجنبي.
هم لا يصدقون في الكثير من مواقفهم لأنّهم ينهجون في هذا المجال نهج الشيعة وهو العمل بالتقية,حيثُ ومنهجهم كما يعرّفه غالبيّة منظّريهم ابتداءً بحسن البنّا وحتى اليوم هو خليطٌ من كل المذاهب والفِرق والتيّارات الإسلامية.. ولهذا هم سيقولون عقب قراءة هذا المقال - كعادتهم – أنّ قناة سهيل أهليّة ولا تتبع حزب الإصلاح ولا تمثِّلهُ وليست تبعاً له, والشيء نفسه يقولون عن كل صحفهم المدعومة من قِبَلهم بما فيها أحياناً الصحوة.
فكيف باللهِ نثق بحزبٍ هذا نهجهُ وديدنه؟؟!!