ماجد عبدالحميد - أثارت أكاذيب استخدام الأجهزة الأمنية لغازات سامة ضد المعتصمين غضب الشارع اليمني وعلى ضوء ذلك وجه فخامة الأخ الرئيس بتشكيل لجنة للتحقيق حول أحداث الجامعة التي حدثت الخميس بالاستعانة بخبراء عرب وأجانب..
وفي ذات الوقت وجه وزير الصحة بتشكيل لجنة من الأطباء لفحص المصابين وتقديم تقرير كامل بذلك، وكذلك طالب منظمة الصحة العالمية بإيفاد خبراء من أجل فحص القنابل الدخانية التي أدعت قيادات من المشترك بأنها تحتوي على غاز سام محرم دولياً..
إلى ذلك نفى وزير الصحة العامة والسكان الدكتور عبدالكريم راصع أن تكون المواد التي استخدمت ضد المعتصمين أمام جامعة صنعاء غازات سامة كما ادعى الدكتور الجوشعي في قناة «الجزيرة» ضد المعتصمين.. وقال راصع: نستغرب من هذا التصريح الذي وصفه بالمتسرع وأكد أنه فور سماعه للخبر سارع إلى تشكيل لجنة من سته من الأطباء المتخصصين للنزول إلى المستشفيات وكشف ومعاينة المصابين لمعرفة ذلك.
وأضاف: إن اللجنة باشرت عملها بالنزول إلى (مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا، والمستشفى الحديث الألماني، والمستشفى الأهلي الحديث).
وأكدت اللجنة في تقريرها ان الأعراض الملاحظة في معظم الحالات هي أعراض تهيج للجهاز التنفسي والأغشية المخاطية للأنف والحنجرة وإجهاد جسماني ونفسي، وتوتر في عضلات اليدين ناتج عن زيادة قلوية الدم بسبب تسارع التنفس بالإضافة إلى أن القنابل الدخانية هي من المواد القلوية التي تفسر هذه الأعراض وهي مؤقتة وتزول تدريجياً.
تقرير اللجنة ذكر أنه تم فحص عينات من القنابل الدخانية المستخدمة من قبل مكافحة الشغب ووجد أنها من نوعي (CS+CN) وهما مواد كيماوية قلوية تستخدم عادة لمكافحة الشغب في كل دول العالم .
وأكدت اللجنة عدم وجود أعراض تشير إلى أذية الجهاز العصبي المركزي أو الطرفي، يدل دلالة قاطعة على عدم استخدام غاز أعصاب.
وخلص تقرير اللجنة الى ان الأعراض الناتجة هي بسبب القنابل الدخانية المستخدمة لأغراض مكافحة الشغب في جميع أنحاء العالم وغير المحرمة دولياً.
وتمنى الدكتور راصع على الدكتور الجوشعي وهو زميله في (كلية الطب) بجامعة صنعاء وتخصصه تشريح وليس أعصاب- أن يبادر فوراً إلى تقديم اعتذاره مثلما اتهم الأجهزة الأمنية لأن وزارة الداخلية والدفاع تعتزمان رفع دعوى قضائية ضده.
قنابل مسيلة للدموع
الدكتور نبيل الحمادي - رئيس اللجنة رئيس قسم الطب الشرعي والسموم بكلية الطب جامعة صنعاء- قال: إن الغازات التي أطلقت على المتظاهرين هي غازات ناتجة عن قنابل مسيلة للدموع وتستخدم في كل دول العالم باعتبارها نوعين (n ts)، وأكد أن تلك الغازات تهيج الدموع والأغشية المخاطية وبعضها يستمر لمدة 24 أو 48 ساعة.
موضحاً أن غاز الأعصاب الذي اتهمت به قوات الأمن بإطلاقه على المتظاهرين يقتل في خلال ساعات أكثر من شخص .
وفي رده على سؤال للصحفيين بخصوص رفض أي مستشفى حكومي لاستقبال المصابين نتيجة التظاهرات نفى راصع ذلك، مؤكداً أن جميع المصابين في المظاهرات سواء في العاصمة صنعاء مؤيدين أو معارضين تم استقبالهم في أكثر من مستشفى حكومي.
مشيراً إلى أنه ارسل مدير عام الصحة بالأمانة إلى المعتصمين أمام جامعة صنعاء لمعرفة احتياجاتهم وتم تزويدهم وزودناهم بالأدوية والمستلزمات الطبية وبعض من سيارات الإسعاف.. أما بالنسبة للجرحى فقال راصع: إن هناك ما يقارب 293 جريحاً في الاشتباكات التي حصلت في الأيام الماضية بين مؤيدين ومعارضين في بعض المحافظات تم إسعافهم إلى المستشفيات الحكومية وتقديم كافة الرعاية الطبية لهم على نفقة الحكومة .
«الميثاق» تنشر نص تقرير اللجنة الطبية التي فحصت المصابين
بناءً على تكليف معالي وزير الصحة العامة والسكان بقراره الوزاري رقم (15/2) بتاريخ 10-3-2011م بتشكيل لجنة للتحقيق في معرفة نوع القنابل التي استخدمت في تفريق المتظاهرين يوم الاثنين الموافق 7-3-2011م وذلك بالكشف والمعاينة على المرضى سريرياً، وأيضاً الاطلاع على الفحوصات المخبرية والإشعاعية التي أجريت لهم في المستشفيات التي تم إسعافهما إليها وكذلك فحص القنابل لمعرفة المادة المستخدمة.. وعلى ضوء ذلك قامت اللجنة بالخطوات التالية:
أولاً/ قامت اللجنة المكلفة بالنزول الميداني يومنا هذا الخميس الموافق 10-3-2011م في تمام الساعة التاسعة صباحاً إلى المستشفيات التالية :
1- مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا.
2- المستشفى الألماني الحديث
3- المستشفى الأهلي الحديث
مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا
تم الكشف على المرضى والاطلاع على ملفاتهم الطبية وكافة الفحوصات والأشعة المتعلقة بهم وتم تقييم حالاتهم وعددهم 9 مصابين وهم:
غانم حمود الفقيه 35 سنة
زين العابدين بن علي هيكل 18 سنة
فرحان مهدي صالح 22 سنة
مكين قاسم غالب المليكي 18 سنة
وليد مطهر 22 سنة
يعقوب العثماني 22 سنة
محمود فراص علي رمضان 20سنة
هيثم محمد المطري 20 سنة
ربيع الزريقي 22 سنة
بالفحص السريري لكلٍّ منهم على حده، اتضح عدم وجود أي أعراض عصبية تدل على تأثر الجهاز العصبي المركزي أو الطرفي، ووجد في معظم الحالات أعراض تهيج للجهاز التنفسي على هيئة سعال والتهابات الحلق والحنجرة وكذا علامات إجهاد عام .
المستشفى الألماني الحديث :
تم الكشف على ثلاث حالات وهم :
هلال حسن المرقب 25 سنة
محمد عبدالله النجار 17 سنة
حافظ الجبري 19 سنة
وأفاد مدير المستشفى د . يحيى الثور بعلاج حالتين وخروجهما بصحة جيدة من المستشفى وبالفحص السريري لكلٍّ منهم على حده، اتضح عدم وجود أي أعراض عصبية مع وجود أعراض تهيج في الجهاز التنفسي وتوتر في عضلات اليدين بالنسبة للحالة الأولىCARPOPEDAL SPASM) ) أما الحالة الثانية فلا تعاني من أي أعراض ملحوظة عدا السعال الجاف، وأما الحالة الثالثة فتعاني من أعراض تهيج في الجهاز التنفسي ولا أثر لأي أعراض عصبية .
المستشفى الأهلي الحديث :
تم فحص حالتين هما:
معمر عبده أحمد سعيد 25 سنة
عدنان عبدالوارث محمد 25 سنة
وبالكشف السريري على الحالتين اتضح أن المريض الأول يعاني من توتر في عضلات اليدين بسببCARPOPEDAL SPASM) )، أما المريض الثاني فيعاني من سعال جاف.
ثانياً- الطلب من وزير الداخلية إحضار عينات من القنابل المستخدمة في فض الشغب
وقد قام وزير الداخلية بإرسال عينات مختلفة من القنابل التي استخدمت في فض الشغب بواسطة العقيد فائز محمد العصامي - قائد وحدة السيطرة على الشغب في الأمن المركزي، والمقدم ناجي الحضوري - مدير التدريب في شرطة النجدة، وعند الاطلاع على العبوات المختلفة اتضح أن التركيبة العلمية للمادة المستخدمة في هذه القنابل هي من نوع :
1- CN ( CHLORACETOPHENONE)
( CHLORBENZYLIDENEMALONONITRILE)SC - 2
الاستنتاج :
1- الأعراض الملاحظة في معظم الحالات هي أعراض تهيج للجهاز التنفسي والأغشية المخاطية للأنف والحنجرة وإجهاد جسماني ونفسي .
2- توتر في عضلات اليدين ناتج عن زيادة قلوية الدم بسبب تسارع التنفس بالإضافة إلى أن القنابل الدخانية هي من المواد الكيماوية القلوية التي تفسر هذه الأعراض وهي مؤقتة وتزول تدريجياً.
3- بفحص عينات من القنابل الدخانية المستخدمة من قبل مكافحة الشغب وجد أنها من نوعيCS+CN) ) وهما مواد كيماوية قلوية تستخدم عادة في القنابل الدخانية لمكافحة الشغب في كل دول العالم .
4- عدم وجود أعراض تشير إلى أذية الجهاز العصبي المركزي أو الطرفي مما يدل دلالة قاطعة على عدم استخدام غاز أعصاب والذي له تأثير خطير وقاتل يؤدي إلى شلل الجهاز العصبي وشلل عضلات التنفس والوفاة خلال ساعات من التعرض له، ولم تشر سجلات المرضى في المستشفيات الثلاث إلى وجود أي من أعراض المسكارينMUSCARINIC) )، والنيكوتينيك (NICOTINIC ) والتي هي من الأعراض الرئيسية لغاز الأعصاب .
5- الإجراءات العلاجية التي تمت لجميع المرضى هي إجراءات طبية داعمة وعلاج الأعراض الظاهرة على المرضى في حينها، وقد وافقت اللجنة على هذه الإجراءات ولم يلاحظ استخدام أي ترياقات مضادة لغازات الأعصاب، وهو ما وافقت عليه اللجنة أيضاً ما عدا في حالة واحدة تم استخدام الأوكزايم (1جم) (OXIME) بالمستشفى الألماني الحديث وتم اقتراح إيقافه من قبل اللجنة لعدم الضرورة لذلك .
ومنها تستنج اللجنة أن الأعراض الناتجة هي بسبب القنابل الدخانية المستخدمة لأغراض مكافحة الشغب في جميع أنحاء العالم وغير المحرمة دولياً.
كما تتقدم اللجنة بالشكر الجزيل والرائع للأخوة الكادر الإداري والفني والطبي للمستشفيات التي تم زيارتها .
والله من وراء القصد
1 - د. نبيل الحمادي
رئيس قسم الطب الشرعي والسموم بكلية الطب بجامعة صنعاء-رئيساً
2 - د . عبدالرحمن القباطي
أستاذ أمراض الأعصاب بجامعة صنعاء - عضواً
3 - د . عماد الشافعي
استشاري عناية مُركَّزة والطب الحرج - عضواً
4 - د. سعد عباس العباسي
استشاري عناية مُركَّزة والطب الحرج - عضواً
5 - د . جمال ثابت ناشر
وكيل الوزارة لقطاع التخطيط والتنمية الصحية والبحوث-عضواً
6 - د. أحمد العنسي
استشاري أمراض القلب مدير عام هيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء- عضواً.
|