د. علي مطهر العثربي -
لم يكن الانحياز إلى الفتنة والفوضى الذي اظهرته الفضائىات العربية عفوياً أو لايدركه القائمون على تلك الفضائيات التي تنطلق من عواصم بعض البلدان العربية وتمول من أموال تلك الدول، ولم يكن ذلك العمل المشعل لنار الفتنة في بلادنا اليمن مجرد إعلام موضوعي يسعى لإظهار الحقيقة بمهنية وأمانة واخلاص من أجل خدمة الحقيقة وتبصير الرأي العام بحقائق الأحداث، بل أظهرت الأحداث أن هناك أيادي خفية تقف وراء العدوان الإعلامي الشرس على اليمن الأرض والإنسان والدولة، وقد أدرك ذلك اليمنيون بأنفسهم، وذهب عدد من الخيرين إلى تلك الفضائىات وهي تقوم بالمرابطة والمثابرة في ساحات الفوضى، وطلبوا من مراسليها إتاحة الفرصة لهم لقول الحقيقة التي تفند ما تنتقيه من الأقوال والأفعال من واقع الأحداث، فأجاب بعض المراسلين الذين تواضعوا بالاجابة بعد احراج شديد من الموجودين في مواقع الحدث بالقول: إن قنواتهم التي يراسلونها تطلب منهم ذلك، ولا مجال لإظهار الحقيقة، بل المطلوب منهم هو الانحياز المطلق لمشعلي حرائق الفتنة فقط، ولا يسمح لهم بنقل الحقائق، وأن المطلوب منهم هو الإثارة، والإثارة وحدها.. أما صوت الحقيقة فإنه غير مطلوب.
تلك إذاً حقيقة تلك الفضائيات على أرض الواقع، ونحن هنا نتساءل بحسرة: لماذا هذا الاستهداف لليمن؟ ولمصلحة من كل ذلك العبث والعدوان على الشعب اليمني؟ وما هو موقف قادة تلك الدول الشقيقة من هذا العدوان على اليمن أرضاً وإنساناً ودولة؟ ألم تكن الوحدة اليمنية عامل أمن واستقرار؟ ألم تكن اليمن بوابة السلام في المنطقة العربية؟ ثم ألم تكن اليمن عبر مراحل التاريخ المدد الدائم لجيرانها وعوناً لهم من أجل حياة أمنة ومستقرة.. ثم ألم تجمعنا أواصر القربى والأخوة والتاريخ والعقيدة واللغة الواحدة.. والرقعة الجغرافية الواحدة المتصلة، والمصير المشترك؟ وألم تثبت الأحداث أن اليمن تحترم مبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية للغير؟!
إن الاستهداف المتعمد الذي اظهرته بعض الفضائيات وفي المقدمة الجزيرة بات لايطاق ومس جوهر الأخوة القائمة على العقيدة الواحدة والمصير المشترك.. ونال من أواصر القربى، وأثبت أن البعض يتمنى زوال اليمن؟ وهو في غاية الخطورة لأن اليمن لم تنوِ لأحد شراً مطلقاً، بل أظهرت تسامحاً لا نظير له ومازالت عند عهدها ووفائها لأشقائها مهما حاول البعض الإساءة إلى اليمنيين وتعمد تشويه الحقيقة، سيظل اليمنيون أوفياء لعقيدتهم الإسلامية الخالدة ويحملون في قلوبهم حباً ووفاءً لا نظير له لكل اشقائهم مهما حاول الحاقدون بث سموم الفرقة والشتات بين أبناء الوطن الواحد، وأنا على يقين بأن الأشقاء الكرام والنبلاء والشرفاء في كل أرجاء الوطن العربي يقدرون اليمن ولا يمكن أن يسمحوا بالإساءة إليه مطلقاً..
وأن مثل هذه الأحداث سوف تزيد اليمنيين إيماناً بقيم الدين والمثل وبروح الوفاء والاخلاص لكل أبناء الوطن العربي الواحد ولن تؤثر هذه الحرب العدوانية الإعلامية على وفائهم لأشقائهم، وسيظل هذا الوفاء ما دامت الأرض عامرة بالخيرين والشرفاء بإذن الله.