إقبال علي عبدالله -
في اللحظات الفارقة التي تحتم على كل أبناء الوطن معارضة وحاكم، الانحياز للضمير الوطني، تظهر «النوايا» الشريرة على حقيقتها المجردة لتكشر عن أنيابها وهي تستعد لغرز أظافرها الملوثة بدماء الأبرياء في قلب ووجدان هذا الوطن، وطن الثاني والعشرين من مايو 1990م، في محاولات مكشوفة وممولة من عناصر هاربة تهدد استقرار وأمن ومكتسبات الوطن التي تحققت على مدى سنوات الوحدة المباركة من العمل المخلص الجاد والشاق في بناء مجتمع ديمقراطي يقوم أولاً على حرية الاختلاف وحرية التعبير، تحت مظلة الخط الدقيق الفاصل بين ممارسة هذه الحرية والدعوة إلى الفوضى والتخريب..
نقول هذا لأن المشهد الذي يبرز الآن على الساحة السياسية يشير إلى ذلك، خاصة وأن أحزاب ما تعرف بـ«اللقاء المشترك» المعارض قد جسدت بما لايدع مجالاً للشك أن نواياها شريرة وتدار من خارج الوطن، ولعل مواقفها الرافضة للمبادرة التاريخية التي أعلنها فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام في الاجتماع المشترك للبرلمان والشورى بداية فبراير المنصرم الذي قدم فيها تنازلات كنا نعتقد أن أحزاب المشترك ستجدها فرصة ذهبية للخروج من أزمتها مع نفسها ومع الشعب وكذلك مبادرة علماء اليمن التي قبلها فخامة الرئيس، ورفضها المشترك بأساليب تسويفية ولا أحب أن أقول إنها «سوقية».. وأخيراً وضع مبادرة من قبل المشترك كرد على مبادرة العلماء اشبه ما يمكن وصفها بأنها «لعبة أطفال» والكل يعرف ماذا اشترطت قيادة المشترك لإنهاء الأزمة معتقدين أنهم وحدهم في الساحة.. والحقيقة التي كشفتها الجماهير في كل المحافظات أن «المشترك» لا يخاطب إلاّ نفسه وهناك بون شاسع بينه وبين الشعب، خاصة بعد أن تبنى هذا اللقاء مواقف معادية للوطن والشعب من خلال تحالفه مع العناصر المتمردة في صعدة وعناصر إرهابية من تنظيم «القاعدة».. وأخيراً دعمه للعناصر الانفصالية في بعض مديريات المحافظات الجنوبية التي عملت على قطع الطرقات واحراق المنشآت الحكومية والخاصة بالمواطنين وتخريب وقتل النفس المحرمة وكل ذلك من أجل اغتصاب السلطة وإعادة حكمها الجبروتي على شعبنا في هذه المحافظات التي وجدت بالوحدة خلاصاً لها من هذا الجبروت.
هناك حقيقة أؤكد أن قيادة المشترك تحاول بغباء سياسي تجاهلها وهي عدم الاستماع الجيد لصوت الشعب في كل أرجاء الوطن وهو مع مبادرة فخامة الرئيس ومع الأمن والاستقرار والوحدة.. صوت جعل صوت الداعين للانفصال والتخريب والفوضى والتدمير اشبه بالنهيق الذي لا يسمعه إلاّ صاحبه..
ومن هنا وعلى عجالة ولكنها مهمة نقول لتلك القيادة التي أجرمت بحق الشعب والوطن ومنجزاته العظيمة وأساءت بخططها التي دفعت بقلة من شبابنا إلى تنفيذها كما شاهدنا ذلك في عدن مؤخراً.. نقول: «عليكم الآن وقبل فوات الأوان الاعتذار للوطن والشعب أولاً على ما اقترفتموه من جرائم لن ينساها شعبنا ووطننا قبل أن تشترطوا ما لا يقبله عقل.